تراجع أسعار الفائدة يدعم القطاع العقاري في مصر

الشهر الماضي شهد مبيعات قوية

أحد المشروعات قيد التشييد في القاهرة الجديدة (الشرق الأوسط)
أحد المشروعات قيد التشييد في القاهرة الجديدة (الشرق الأوسط)
TT

تراجع أسعار الفائدة يدعم القطاع العقاري في مصر

أحد المشروعات قيد التشييد في القاهرة الجديدة (الشرق الأوسط)
أحد المشروعات قيد التشييد في القاهرة الجديدة (الشرق الأوسط)

ينتظر القطاع العقاري في مصر انتعاشاً طالما سعى إليه المطورون العقاريون مؤخراً، من خلال تقديم تسهيلات بلغ حدها 10 - 15 عاماً ومن دون مقدم، وسط توقعات قوية بتخفيض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، غير أن القوة الشرائية هي ما ستوجه دفة المدخرات المتوقع خروجها من القطاع المصرفي.
يقول أحمد الهيتمي، العضو المنتدب لشركة مدينة نصر للإسكان والتعمير، إن تخفيض أسعار الفائدة يزيد الطلبات على الوحدات السكنية وينعش القطاع العقاري بعد فترة تباطؤ في المبيعات بدأت بعد تعويم العملة، مشيراً إلى أن التسهيلات التي تقدمها الشركات العقارية والتي بلغت 15 عاماً بالتقسيط ومن دون مقدم.
كانت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري قررت في اجتماعها الذي عُقد 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، خفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس بعد الخفض الذي تم في أغسطس (آب) بـ150 نقطة أساس. وتتراوح أسعار الفائدة على الإيداع لأجل ليلة إلى 14.25 في المائة وسعر الفائدة على الإقراض لأجل ليلة إلى 15.25 في المائة.
أضاف الهيتمي أن طرق الدفع تأخذ في الاعتبار دائماً أسعار الفائدة، نظراً لتأثيرها المباشر على القوة الشرائية، وهو ما يستلزم تقديم حلول تمويلية تناسب ظروف السوق (التضخم وأسعار الفائدة أثراً سلبياً على القوة الشرائية)، مشيراً إلى أن المبيعات القوية التي شهدها الشهر الماضي بعد تخفيض الفائدة، «توزاي مبيعات الربع الثالث بالكامل».
وتوقعت مونيت دوس، محللة الاقتصاد الكلي وقطاع البنوك بشركة إتش سي، أن تهدأ الضغوط التضخمية إلى حد كبير حتى آخر العام الراهن لتحقق 4.6 في المائة للربع الأخير من العام الجاري، وذلك رغم أن التضخم الشهري في ديسمبر (كانون الأول) سيكون الأعلى والمتوقع أن يصل إلى 7.8 في المائة، نظراً للتأثر السلبي بسنة الأساس، وذلك أقل بكثير من التضخم السنوي المستهدف للبنك المركزي عند 9 في المائة (± 3 في المائة) للربع الرابع من 2020. مما يسمح باستمرار تطبيق سياسة التيسير النقدية لتحفيز النمو الاقتصادي ونشاط سوق المال. وفي حال زيادة أسعار الفائدة لكبح التضخم، يلجأ العديد من المستثمرين إلى البنوك للاستفادة من الفائدة العالية من دون مخاطر، وذلك بعد أن انخفض العائد على الاستثمار العقاري لنحو 9 في المائة.
ونتيجة لتوجه البنك المركزي المصري للسياسة التوسعية من خلال تخفيض الفائدة، قال الهيتمي، إن شركته تعاقدت مع شركة هيل إنترناشيونال من كبريات الشركات العالمية في تقديم الخدمات الإنشائية للقيام بإدارة أعمال مشروعات الشركة «تاج سيتي وسراي»، موضحاً: «نستهدف إحداث تغيير إيجابي في التطوير العقاري وتقديم مشروعات متكاملة بأحدث وأفضل الطرازات».
من جانبه، أشار شريف شوقي، الرئيس التنفيذي الفني بشركة مدينة نصر للإسكان والتعمير، إلى تعاقد الشركة على ضم 5 خطوط متفرقة لكهرباء الضغط العالي بمشروع سراي لتوفير مساحات الأرض غير المستغلة أسفل الكابلات والتي تربو على 600 ألف متر مربع، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 124 مليون جنيه، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة مدكور لإنشاء محطة محولات بسعة 175 ميغا فولت أمبير، وبتكلفة إنشائية 317 مليون جنيه، حيث سيتم الانتهاء من الأعمال في خلال 18 شهراً.
وتمتلك مدينة نصر للإسكان والتعمير محفظة أراضي تتجاوز الـ9 ملايين متر مربع موزعة على: 3.5 مليون متر مربع المساحة الإجمالية لمشروع تاج سيتي، 5.5 مليون متر مربع المساحة الإجمالية لمشروع سراي، وما يزيد عن 45 فداناً في مدينة السادس من أكتوبر، وحدائق النصر بإجمالي وحدات تقترب من2037. بالإضافة لمشروع الواحة.
وفي ضوء تحفيض أسعار الفائدة توقع الهيتمي زيادة في المبيعات بنسبة 20 في المائة خلال العام المقبل، مشيراً إلى «توجه الشركة للاستثمار خارج القاهرة في المحافظات والأقاليم المصرية». ورغم ما تزخر به المحافظات المصرية من فرص استثمارية كبيرة، فإن هناك ندرة في الاستثمارات الموجهة إليها.
من جانبه، قال حازم الديب الرئيس التنفيذي لشركة العروبة مصر للإنشاء والتعمير، التي تركز استثماراتها في المحافظات الساحلية، يقول إن «الاستثمار في الأقاليم لا يشهد حجم منافسة كبيراً مثل ما يحدث في العاصمة القاهرة، رغم الفرص الواعدة في هذه المدن». موضحاً أن شركته تتطلع للتوسع في 5 مدن إقليمية من خلال إنشاء 5 مراكز لوجيستية بتكلفة 10 مليارات جنيه، بالتعاون مع جهاز التجارة الداخلية.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.