الرئاسة اللبنانية: تصريح عون عن هجرة المتظاهرين «محرف»

الرئيس ميشال عون خلال مقابلة تلفزيونية في القصر الرئاسي (ا.ب)
الرئيس ميشال عون خلال مقابلة تلفزيونية في القصر الرئاسي (ا.ب)
TT

الرئاسة اللبنانية: تصريح عون عن هجرة المتظاهرين «محرف»

الرئيس ميشال عون خلال مقابلة تلفزيونية في القصر الرئاسي (ا.ب)
الرئيس ميشال عون خلال مقابلة تلفزيونية في القصر الرئاسي (ا.ب)

أصدرت الرئاسة اللبنانية في وقت متأخر من يوم أمس (الثلاثاء)، بياناً أوضحت فيه أن تصريح الرئيس ميشال عون عن هجرة المتظاهرين "محرف".
وجاء في البيان: "توزع وسائل إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي كلاماً محرفاً من حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الفقرة المتعلقة بوجود قائد للحراك الشعبي ورد فيها (إذا مش عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجروا)".
وأضاف البيان حسب الوكالة الوطنية للإعلام : "الصحيح أن الرئيس عون قال إنه إذا لم يكن هناك أشخاص من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا إلى السلطة".
وطلب عون مساء الثلاثاء من المحتجين في الشوارع والساحات أن يعودوا إلى بيوتهم "كي لا تحدث نكبة"، ورد المحتجون بإغلاق الطرقات.
وقال عون: "يجب عودة المواطنين إلى منازلهم لتعود دورة الحياة الطبيعية وتأخذ الحكومة مسؤوليتها وتعمل على ضوء وليس في الظلمة، وإلا سنفقد جميعا الثقة ببعضنا البعض". وطلب من اللبنانيين ألا يتصرفوا سلبياً خصوصاً في الحراك لأن السلبية تؤدي إلى سلبية معاكسة وهذا سيوصل إلى صدام بين اللبنانيين، الجميع دعم مطالب الحراك ولكن "إذا استمريتم بما تقومون به ستضربون البلاد ومصالحكم ومصالحنا. إذا استمروا سيكون هناك نكبة، والبلد سيموت حتى لو أردنا البناء والمكافحة".
وتابع الرئيس :"أقول للمنتفضين فهمنا المشاكل والمطالب ولدينا استعداد لتصحيح الخطأ ولكن لا تدمروا البلد بسلوكياتكم ولا تخربوا لبنان وتستمروا بتطويق السلطات الرسمية".
وانتقد قيام الحراك بإغلاق الطرقات ، قائلاً " هناك خروج عن العهد الدولي بإغلاق الطرقات لأنهم ضربوا حقوق 4 ملايين ونصف بحرية التنقل، كان يمكن استخدام العنف إلا أننا بقينا على رواق، ولكن الصدام بدأ بين المواطنين"، داعياً المحتجين إلى أن يثقوا به. وأضاف: "إذا هم لا يثقون بكلامي فأنا لن أثق بهم، هذا مبدأ المعاملة بالمثل".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.