«مبايعة الخليفة» شرط عمل الصحافيين في مناطق «داعش»

سيخضعون للرقابة وأي خرق للقواعد سيؤدي إلى إخضاعهم للمحاسبة

العمل الصحافي تحت مظلة «داعش» يخضع للمراقبة المستمرة ويبدأ بمبايعة البغدادي والالتزام بأوامره ونواهيه (أ.ب)
العمل الصحافي تحت مظلة «داعش» يخضع للمراقبة المستمرة ويبدأ بمبايعة البغدادي والالتزام بأوامره ونواهيه (أ.ب)
TT

«مبايعة الخليفة» شرط عمل الصحافيين في مناطق «داعش»

العمل الصحافي تحت مظلة «داعش» يخضع للمراقبة المستمرة ويبدأ بمبايعة البغدادي والالتزام بأوامره ونواهيه (أ.ب)
العمل الصحافي تحت مظلة «داعش» يخضع للمراقبة المستمرة ويبدأ بمبايعة البغدادي والالتزام بأوامره ونواهيه (أ.ب)

احتل تنظيم «داعش» – الذي يُطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية – انتباه العالم منذ أن تمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية هذا العام، للإعلان عن الخلافة الجديدة في نهاية المطاف، ولكن لم يُعرف سوي القليل جدا عن ذلك التنظيم، وآلة العلاقات العامة المثيرة للدهشة الخاصة به، لاسيما بالنظر إلى سجله المأساوي مع الصحافيين؛ حيث أثار المتشددون اشمئزاز العالم جراء قطع رؤوس المراسلين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، فضلا عن قتل الكثير من الصحافيين المحليين.
ولا يزال بعض الصحافيين، بطريقة أو بأخرى، مستمرون في تقديم تقارير من تلك المنطقة، في تحد منهم للمخاطر الهائلة التي تواجههم من أجل توثيق الكثير من الأعمال الوحشية التي يرتكبها التنظيم ضد ليس فقط الصحافيين، ولكن أيضا ضد المسلمين الشيعة والأقليات الدينية والعرقية.
ووفقا لموقع «سيريا ديبلي»، فقد فرّ الصحافيون والناشطون، المتواجدون في الأراضي التي يحكمها «داعش»، من التوجيهات الرسمية الصادرة عن الجماعة الجهادية، فيما يتعلق بالصحافيين الذين ما زالوا يعملون في المناطق التي يسيطر عليه «داعش».
وأصدر التنظيم في دير الزور، شرق سوريا، 11 قاعدة تحكم عمل الصحافيين، تتمثل في الآتي:
1 - يتعين على الصحافيين مبايعة الخليفة (أبو بكر) البغدادي.. إنهم رعايا لدى «داعش»، ويتعين عليهم، بوصفهم رعايا، الالتزام بقسم الولاء لإمامهم.
2 - سوف يخضع عملهم لرقابة المكاتب الإعلامية التابعة لـ«داعش».
3 – يمكن للصحافيين العمل مباشرة مع وكالات الأنباء العالمية (مثل «رويترز»، و«وكالة الصحافة الفرنسية»، و«وكالة الاسوشيتد برس»)، على أن يتجنبوا التعامل مع كافة القنوات التلفزيونية الدولية والمحلية. ويُحظر عليهم القيام بتقديم أي مواد حصرية أو التواصل معهم بأي شكل من الأشكال (صوت أو صورة).
4 – يُحظر على الصحافيين العمل بأي شكل من الأشكال مع القنوات التلفزيونية المدرجة على القائمة السوداء للقنوات المناهضة لـ«داعش»(مثل: العربية، والجزيرة، وأورينت)، ومن يخالف ذلك سيخضع للمحاسبة.
5 – يُسمح للصحافيين تغطية الأحداث الجارية في المحافظة سواء بالكتابة أو الصور الثابتة دون الرجوع إلى المكتب الإعلامي لـ«داعش»، ويتعين أن تحمل جميع الأخبار والصور اسم الصحافي والمصور.
6 – من غير المسموح قيام الصحافيين بنشر أي تقرير صحافي (مطبوع أو مذاع) دون الرجوع للمكتب الإعلامي لـ«داعش» أولا.
7 – قد يمتلك بعض الصحافيين حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ومدونات لنشر الأخبار والصور، ولكن يجب أن تكون عناوين وأسماء الأشخاص المسؤولة عن تلك الحسابات والصفحات مسجلة لدى المكتب الإعلامي لـ«داعش».
8 – ينبغي على الصحافيين الالتزام باللوائح المفروضة أثناء التصوير داخل أراضي «داعش»، بالإضافة إلى تجنب تصوير المواقع أو الأحداث الأمنية حيث يُحظر التصوير.
9 – تتابع مكاتب «داعش» الإعلامية عمل الصحافيين المحليين داخل أراضي «داعش» وفي وسائل الإعلام الرسمية، وأي خرق لتلك القواعد سوف يؤدي إلى وقف الصحافي عن العمل، وسوف يخضع للمحاسبة.
10 – هذه القواعد ليست نهائية، ويمكن تغييرها في أي وقت وفقا للظروف ودرجة التعاون بين الصحافيين والتزامهم حيال إخوانهم في المكاتب الإعلامية لـ«داعش».
11 – يجوز للصحافيين ممارسة مهنتهم عقب تقديم طلب للحصول على تصريح من المكتب الإعلامي لـ«داعش».
لم يتمكن موقع «i100.co.uk» من التحقق بشكل مستقل من مدى صحة هذا المرسوم، ولكن يرى شيراز ماهر، الخبير في شؤون «داعش» أن هذا الأمر قابل للتطبيق، قائلا: «بالتأكيد، يبدو هذا الأمر ممكنا»، مضيفا: «كُتب هذا المرسوم بإسهاب، وهذا الأمر يمكن توقعه من (داعش)».
وحسبما ورد بموقع «سيريا ديبلي»، الصحافيون الذين لم يوافقوا على تلك الشروط غادروا أراضي «داعش»، وجرى تحفيز البعض على العودة، بينما تلقى البعض الآخر تهديدات بصلب عائلاتهم حال عدم القيام بذلك.
لا يُعتقد وجود أي صحافيين أجانب مستمرون في العمل داخل أراضي «داعش»، وبالتالي فإن تلك القواعد سيجري تطبيقها فقط على الصحافيين السوريين والعراقيين.



موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
TT

موسكو تُحمل واشنطن ولندن «مسؤولية أفعال كييف»

انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)
انفجار مسيّرة روسية في سماء كييف مساء أمس (رويترز)

حمّلت موسكو، أمس الخميس، كلاً من واشنطن ولندن مسؤولية الهجوم الذي قالت إنه استهدف الكرملين بطائرات مسيّرة، فيما فند المتحدث باسم البيت الأبيض هذه المزاعم، واتهم الكرملين بالكذب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا. وأضافت أن «واشنطن ولندن في المقام الأول تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف».
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الولايات المتّحدة تصدر أوامرها لأوكرانيا بكل ما تقوم به.
ورد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قائلاً لقناة تلفزيونية: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة».
وأعلنت موسكو، الأربعاء، تعرّض الكرملين لهجوم بطائرتين مسيّرتين أحبطته الدفاعات الجوية الروسية، معتبرة أنه كان يهدف لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. ونفت كييف أي ضلوع لها في العملية، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازها إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل.
وفيما بدا رداً على «هجوم الطائرتين المسيّرتين»، كثفت روسيا هجمات بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية أمس. وسمع ليل أمس دوي انفجارات في كييف، بعد ساعات من إعلان السلطات إسقاط نحو ثلاثين طائرة مسيّرة متفجرة أرسلتها روسيا.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لاهاي قادة العالم لتشكيل محكمة خاصة لروسيا للنظر في الجرائم المرتكبة بعد غزو أوكرانيا وتكون منفصلة عن الجنائية الدولية. وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي: «على المعتدي أن يشعر بكامل قوة العدالة».