خطة مصرية لتطوير بيوت الهدايا في المتاحف لاجتذاب السياح

تحرص على إبراز الطابع الأثري المختلف لكل موقع

خطة مصرية لتطوير بيوت الهدايا في المتاحف لاجتذاب السياح
TT

خطة مصرية لتطوير بيوت الهدايا في المتاحف لاجتذاب السياح

خطة مصرية لتطوير بيوت الهدايا في المتاحف لاجتذاب السياح

بدأت وزارة الآثار المصرية تنفيذ مشروع تطوير «بيوت الهدايا» الموجودة في المواقع الأثرية المتنوعة لاجتذاب السائحين وزيادة الموارد، بجانب الدعاية للسياحة المصرية بطرق مبتكرة وحديثة. وتحرص الوزارة على أن تعكس معروضات «بيت الهدايا» شخصية المتاحف التابعة لها، عبر استحداث تذكارات عصرية تجمع بين شكلها الحديث وروحها التراثية.
وترى وزارة الآثار أن حرص السائحين وزوار المتاحف على اقتناء التذكارات والمستنسخات الأثرية، يعزز دور بيوت الهدايا في التعريف بتنوع الآثار المصرية، والترويج السياحي والثقافي، وجذب المزيد من الزوار.
وتتنوع التذكارات التي تبيعها بيوت الهدايا لزوار المتاحف ما بين مستنسخات أثرية عبارة عن نسخ مقلدة للتماثيل والقطع الأثرية المختلفة، وبرديات وأوراق بردي، وصور فوتوغرافية لبعض المقتنيات مطبوع عليها رموز فرعونية أو كتابات تعبر عن الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها القطعة، إضافة إلى الكتب التاريخية والأثرية.
وتعمل وزارة الآثار على تنفيذ خطة لتطوير بيوت الهدايا تتضمّن تحديث منافذ البيع وتوسيعها، والحرص على أن تعكس معروضات «بيت الهدايا» شخصية المتحف الموجود فيه، ورفع مستوى جودة المستنسخات والقطع المقلدة، واستحداث تذكارات عصرية تجمع بين شكلها الحديث وروحها التراثية، كإنتاج سلسلة المفاتيح والميداليات التي تتضمن صوراً ونقوشاً أثرية.
إيمان زيدان، مساعد وزير الآثار لتنمية الموارد المالية والاستثمار تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الوزارة بدأت تنفيذ خطة تطوير بيوت الهدايا عقب اجتماعات ونقاشات موسعة مع خبراء ومصممين وشركات متخصصة في الحرف اليدوية التراثية، لوضع تصور متكامل عن تطوير وتحسين منتجات المستنسخات والقطع المقلدة، وإنتاج هدايا تذكارية حديثة لمنتجات عصرية تمزج بين شكلها الحديث والفترة التاريخية التي تعبر عنها».
وتضيف إيمان زيدان: «بجانب تطوير منافذ بيوت الهدايا وتحديث بنيتها وتوسعة مساحاتها، نسعى إلى أن يكون لكل متحف تميزه وبصمته الخاصة، وأن تعكس المعروضات من الهدايا والتذكارات شخصيته ومقتنياته، ليكون نحو 80 في المائة من معروضات بيت الهدايا قطعاً مقلدة من مقتنيات المتحف نفسه، وباقي المعروضات عبارة عن قطع عامة موجودة في كل المتاحف».
وتُصنع كافة المستنسخات الأثرية والقطع المقلدة والتذكارات في وزارة الآثار بكل من مركز إحياء الفن المصري القديم، ووحدة المستنسخات الأثرية في الوزارة، وتحظى بعض المستنسخات بشهرة واسعة مقارنة بغيرها نتيجة شهرة أصحابها عالمياً، ومنها مجموعات تماثيل مصغرة للملك توت عنخ آمون، وإخناتون، والعديد من الملكات المصريات، بينهم نفرتاري وحتشبسوت ونفرتيتي، وتعد علامة «عنخ» التي تعرف باسم «مفتاح الحياة» أكثر التذكارات التي تلقى إقبالاً واسعاً من الزوار.
ويقول الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري لـ«الشرق الأوسط» إنّ «خطة وزارة الآثار لتطوير بيوت الهدايا ستساهم في إبراز خصوصية كل متحف وتميز مقتنياته، من خلال إنتاج نسخ مقلدة للقطع الموجودة في كل متحف خاصة القطع التي لا تحظى بشهرة واسعة رغم أهميتها، ومع الخصوصية التي يتمتع بها متحف النسيج سيصبح متاحاً للزوار اقتناء نسخ مقلدة من كسوة الكعبة أو قطع ملابس تمثل زي الأطفال في عصور مختلفة».
ولا تقتصر خصوصية كل متحف من المتاحف المصرية في تمثيله لحقبة زمنية محددة، بل تمتد إلى طبيعة مقتنياته، وهو ما ينعكس على معروضات بيوت الهدايا التي تتنوع وفقاً لتنوع المقتنيات، ففي المتحف المصري في التحرير «وسط القاهرة» تعد نماذج التماثيل المصغرة وأوراق البردي والبرديات الفرعونية المختلفة، أكثر التذكارات حضوراً في بيوت الهدايا، بينما تعكس مقتنيات متحف الفن الإسلامي تاريخ تطور الفنون المختلفة خلال العصر الإسلامي، وفق الدكتورة ولاء النبراوي مديرة الإعلام والتسويق في متحف الفن الإسلامي، التي تضيف لـ«الشرق الأوسط»: أنّ «التذكارات المعروضة في بيت الهدايا بالمتحف متنوعة، وتعكس تنوع مقتنيات المتحف التي تجسد العديد من أشكال الفن الإسلامي عبر عصور مختلفة، ومن بينها المنتجات الخزفية، والعديد من الحرف اليدوية التراثية الأخرى، واللافت أنّ الإقبال على اقتناء التذكارات من بيوت الهدايا لم يعد قاصراً على السائحين الأجانب، إذ يوجد إقبال كبير من الزوار المصريين».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.