«دقي يا مزيكا»... معرض يمزج بين الفن التشكيلي والغناء

عائداته تمّول المشروع الموسيقي للفنانة شهيرة كمال

الموسيقى ترتبط بالحالة النفسية لتخلق حالة من البهجة
الموسيقى ترتبط بالحالة النفسية لتخلق حالة من البهجة
TT

«دقي يا مزيكا»... معرض يمزج بين الفن التشكيلي والغناء

الموسيقى ترتبط بالحالة النفسية لتخلق حالة من البهجة
الموسيقى ترتبط بالحالة النفسية لتخلق حالة من البهجة

«دقي يا مزيكا»، تعبير شعبي لدى المصريين بأن تبدأ الآلات الموسيقية في العزف دون توقف، لتنتشر معها حالة من البهجة والفرحة. الحالة ذاتها تنطلق تشكيلياً مع معرض الفنانة المصرية شهيرة كمال، الذي يحمل عنوان «دقي يا مزيكا»، تقدم من خلاله مجموعة لوحات الفنية تتعلق موضوعاتها وتدور في فلك الموسيقي، لتخلق حالة من البهجة، تجتمع فيها الموسيقى كفن يلامس الروح ويغذيها فيخرج من النفس السعادة والحزن والشجن، وبين الفن التشكيلي الذي يعد رسالة تعبر عن الواقع وترسم البهجة عبر الفنون البصرية.
تعد صاحبة المعرض مُغنية، ومؤلفة موسيقية، وفنانة تشكيلية، ويأتي «دقي يا مزيكا» كأول معرض في مصر لتمويل مشروع موسيقي، حيث من المقرر أن تذهب إيرادات اللوحات لتمويل مشروعها الغنائي الجديد. وعن ذلك تقول: «كل الأموال التي سوف يتم تجميعها سوف تدخل في إنتاج 3 أغنيات جديدة أعمل عليها لطرحها خلال الفترة المقبلة، فهي محاولة مني لإشباع رغبتي في تطوير إنتاج مؤلفاتي الغنائية وإظهارها في شكل يليق بالمستمع، ولم أجد أسلوباً أقيم لدعمها مادياً أكثر من إقامة أول معرض تشكيلي فردي لي يمجد الموسيقى».
تمجيد الموسيقى يراه الزائر مع تجوله بأركان المعرض، حيث تعبر بعض اللوحات عن العلاقة بين الموسيقى والحالة النفسية للفرد، في محاولة لتجسيد تأثير الصوت في روح المؤدي والمتلقي، وبعضها الآخر يعبر عن كيفية تكوين الرحلة الفنية والحالة الموسيقية لدى الفنان، وكيف أنه يكون جوعاناً للموسيقى حتى تكتمل القطعة الموسيقية، التي تشبع رغباته كلون من ألوان التعبير الإنساني، فيما تجسد لوحات أخرى حالة من «النستولوجيا» طارقة أبواب المشاعر، حيث رُسمت شرائط الكاسيت وأجهزة الراديو القديمة.
تضيف شهيرة كمال: «يضم المعرض 26 لوحة، كل منها له طابع خاص، لكنها جميعها تعبر عن الموسيقى، وتأثير الصوت على الشخص سواء كان الموسيقار نفسه أو المتلقي، ومن بين اللوحات أيضاً ما يعبر عن الآلات، حيث ركزت على رسم آلات موسيقية معينة، خاصة القريبة لي والتي أحب سماعها، مثل التشيللو والعود والغيتار والرق والطبلة والأكورديون والبيانو».
وعن اسم المعرض، تقول صاحبته: «تعبير (دقي يا مزيكا) أجد فيه طاقة إيجابية ناحية الموسيقى، كما أنها مصطلح من الواقع المصري الشعبي، كذلك تعبر أن الموسيقى لغة لا تحتاج لشرح، يفهمها البشر بدون تعليم أو تفسير، مثل لوحة لرجل سوداني يرتدي جلباباً ويعزف موسيقى الروك، فهي تعكس ما أعبر عنه دون شرح».
لم تنس الفنانة كذلك الفرق المصرية الشبابية «الأندرغراوند»، التي تقدم موسيقى الروك والجاز والبلوز الممزوجة بالألحان العربية، حيث حاولت التعبير عنها، وكيف يتأثر أعضاؤها بالأصوات المختلفة التي يسمعها الموسيقي في كل مكان حوله منذ صغره وحتى الكبر، وكيف تؤثر على نفسيته وتشكل وجدانه. تقول: «من خلال المعرض أقدم رحلة مختصرة داخل نفس المؤلف الموسيقي في الشرق الأوسط، ففي البلدان العربية عامة ومصر خاصة، أجد أن لدينا مخزوناً من المؤثرات الثقافية، فمنذ الصغر ونحن نتأثر بالثقافة والموسيقى الغربية، التي تندمج مع الموسيقى العربية في وجداننا، وبالتالي تأثرنا بموسيقى مختلفة شكلت أذواقنا المتنوعة».
تنتمي أعمال المعرض إلى المدرسة الحديثة، حيث تستخدم الفنانة فيها تقنيات تجمع ما بين أسلوب «ميكس ميديا» والكولاج، فهي تجمع أحياناً كلمات من الأغاني أو أوراق النوتة الموسيقية، كما تعتمد اللوحات في بعض منها على خامة الكارتون، مع لوحات أخرى نفذت بالأكريلك.
أما فلسفة الألوان؛ فهي تأخذ الزائر في رحلة أخرى بين الأبيض والأسود، ثم تتدرج الألوان مع التوغل في المعرض، حيث حرصت صاحبة اللوحات أن تحقق ألوانها الساخنة والباردة نشوة وبهجة نفسية تقترب من الروحانيات.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.