وائل جسار يحيي متظاهري لبنان من حفلات «الموسيقى العربية»

هُمام لـ«الشرق الأوسط»: أبعث من القاهرة رسالة العراقيين إلى العالم

وائل جسار يحيي متظاهري لبنان من حفلات «الموسيقى العربية»
TT

وائل جسار يحيي متظاهري لبنان من حفلات «الموسيقى العربية»

وائل جسار يحيي متظاهري لبنان من حفلات «الموسيقى العربية»

أطرب الفنان اللبناني وائل جسار، جمهور مهرجان الموسيقى العربية، في حفل الليلة العاشرة من المهرجان المقام على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وسط حضور جماهيري مصري وعربي كبير، مساء أول من أمس.
وأطلّ جسار على جمهوره بصحبة فرقته الموسيقية، بقيادة المايسترو عادل عايش، على نغمات أغنيته الوطنية المصرية الشهيرة «بحبك يا مصر»، وسط تصفيق حاد من الجماهير المصرية الحاضرة. وعقب الانتهاء، قدم الشكر للحاضرين ونقل رسالة إلى الجمهور قال فيها: «ربنا يحمي مصر. نورتوني. شرف كبير لي الوجود للسنة الثانية على التوالي بين أهلي وأحبابي في مهرجان الموسيقى وفي دار الأوبرا، وبفتخر فيكم وربنا يقدرني أقدملكم الأفضل».
واستكمل جسار وصلته الغنائية بغناء أغنيته الشهيرة «غريبة الناس»، وتلاها بأغنية «بتوحشيني»، و«جرح الماضي»، و«مشيت خلاص»، وقبل البدء في غناء أغنية الفنانة فيروز الشهيرة «بحبك يا لبنان»، توقف جسار عن الغناء، وقال للجمهور: «يا جماعة انتوا عارفين إن حالياً في ثورة في لبنان، أريد أن أحيي الشعب اللبناني، ربنا يوفقهم، يا رب يحقق كل أحلامه وأحلام الدول العربية».
وطلب جسار من الحضور، أن يمسكوا بهواتفهم الجوالة، ويضيئوا الأضواء أثناء غنائه «خليني ذكرى»، التي تفاعلوا معها بقوة، ثمّ قدم عدداً من الأغنيات التراثية القديمة، منها «إذا كنت بعذابي راضي»، و«زي الهوا»، و«مليون بحبك»، و«يا حبيبي» لأم كلثوم، و«حياتك يا حبيبي» لسيد مكاوي، و«نخبي ليه». واختتم الحفل بتقديم أغنية «مشيت خلاص» مرة ثانية.
وقال جسار لـ«الشرق الأوسط»، عن مشاركته في مهرجان الموسيقى العربية: «دائماً ما أحرص على المشاركة في المهرجان، وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي أشارك فيه، ولا أستطيع أن أبتعد عن جمهوري المصري كثيراً». وأضاف: «سعيد للغاية بأن يوم حفلي في القاهرة، كان موعد عرض أغنيتي الجديدة التي طرحت كتتر للمسلسل الدرامي الجديد (حواديت الشانزليزيه) التي أتمنى أن تحوز إعجاب المصريين».
كانت الفنانة المصرية مروة ناجي، سبقت جسار في الحفل، وقدمت عدداً من أشهر الأغنيات التراثية، منها «ساعات ساعات» للفنانة صباح، التي أشارت أثناء غنائها بأنّها واحدة من كبار عشاق صباح بالعالم العربي، ثم قدمت أغنيتين لسميرة سعيد «مش هاتنازل عنك» و«قال جاني بعد يومين»، وبعدها قدمت شكراً خاصاً للموسيقار الكبير جمال سلامة، وتمنت له الشفاء والعودة من جديد للتلحين، مؤكدة على أنّه كان سبباً رئيسياً في نجاحها بعالم الغناء، واستكملت فقرتها بتقديم أغنيات «حبيت من قلبي» و«الله على المستقبل».
وافتتح المطرب العراقي هُمام إبراهيم، الحفل بأغنية الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر «أشهد»، واستكمل وصلته بأغنية «أنت الغالي» التي كان قد طرحها منذ عدة أشهر، إلى أن قدم الأغنية العراقية الوطنية الشهيرة «بغداد».
وأعرب هُمام بعد الحفل عن سعادته بالوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية، والمشاركة للعام الثالث على التوالي في مهرجان الموسيقى العربية العريق. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أحببت أن أنقل صوت العراقيين من الشارع للعالم الخارجي، عبر مسرح دار الأوبرا المصرية، فأنا واحد من العراقيين الذين يتمنون الخير والسلام لبلادهم، كما كنت واحداً منهم في الشارع منذ أيام، أحببت أن أنقل مشاعرهم إلى القاهرة».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».