محكمة تونسية تحدد موعداً للنظر في الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان

TT

محكمة تونسية تحدد موعداً للنظر في الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان

عقدت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية جلسة قضائية خصصتها للنظر في قضية الهجوم الإرهابي الذي استهدف سنة 2016 مدينة بن قردان (جنوب شرقي تونس)، وحددت الرابع من فبراير (شباط) المقبل موعدا للحسم النهائي في الملف، كما رفضت مطالب الإفراج التي تقدم بها بعض المحامين في حق أربعة متهمين في هذا الهجوم الذي تبناه «تنظيم داعش» الإرهابي. وطلبت النيابة العامة إعادة استدعاء جميع المتهمين المحالين بحالة سراح للحضور في جلسة المحاكمة المقبلة مع التنصيص على جلب جميع المتهمين لهذه الجلسة الحاسمة.
وكانت مجموعات إرهابية موالية لـ«داعش» الإرهابي هاجمت يوم 7 مارس (آذار) سنة 2016 فجرا مدينة بن قردان، وأطلقت النار على الثكنة العسكرية وحاولت الاستيلاء على المدينة بأكملها، وإعلانها مدينة تابعة لـ«داعش»، لكن الوحدات العسكرية تصدت للمجموعات المسلحة التي قدم أغلبها من ليبيا المجاورة، وأطلقت النار على المهاجمين وأفشلت مخططاتهم، وقد أسفر الهجوم عن مقتل نحو 20 تونسيا من الجيش والديوانة وفرقة مكافحة الإرهاب، في حين لقي نحو 55 إرهابيا حتفهم في الهجوم الذي أطلق عليه التونسيون «ملحمة بن قردان».
على صعيد آخر، حكمت نفس المحكمة المختصة في النظر في قضايا الإرهاب بالسجن لمدة أربع سنوات في حق راعي أغنام يقطن بالقرب من جبل الشعانبي في ولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي تونس)، ووجهت له تهمة تقديم الدعم والمساعدة لعناصر لها علاقة بالجرائم الإرهابية، وذلك إثر ضبطه من قبل دورية عسكرية وهو يحمل أكياسا تحتوي على الملابس والأغذية المختلفة، وكان بصدد الصعود إلى الجبل لتزويد العناصر الإرهابية. وأثبتت التحريات الأمنية التي أجريت معه اعترافه بتسلم مبالغ مالية من الإرهابيين بالجبل في عدة مناسبات لشراء ما يستحقونه ثم الصعود إلى الجبل.
وأكد أنه أجبر على هذا التصرف نتيجة التهديد، حيث هدد بالتعرض للذبح والقضاء على بقية أفراد عائلته، مشيرا إلى «أنهم كانوا يطلبون منه أيضا طهي الطعام في منزله وإعداد الخبز، كما كان الإرهابيون ينزلون من الجبل ويتناولون الطعام في منزله، ويشاهدون التلفزيون قبل المغادرة في ساعة متأخرة من الليل والصعود مجدداً إلى الجبل».
وأبلغ أجهزة مكافحة الإرهاب أنه أخبر العناصر الإرهابية في إحدى المناسبات بالامتناع عن شراء الأغذية، خوفا من اكتشاف أمره من قبل الوحدات الأمنية والعسكرية، فهدده أحدهم بتوجيه سلاح «كلاشينكوف» إلى رأسه وإطلاق النار عليه فورا، وهو ما دفعه إلى مواصلة تزويدهم بالأغذية والملابس في صمت، غير أن المحكمة لم تراع كل هذه الظروف، وحكمت عليه بعقوبة بالسجن لمدة أربع سنوات.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.