كمال يكنور... لغة تشكيلية تتغنى بروح التراث المصري

في معرض يستعيد أعماله في «غاليري الباب» بالقاهرة

النيل رمز الحضارة والرخاء في لوحات يكنور
النيل رمز الحضارة والرخاء في لوحات يكنور
TT

كمال يكنور... لغة تشكيلية تتغنى بروح التراث المصري

النيل رمز الحضارة والرخاء في لوحات يكنور
النيل رمز الحضارة والرخاء في لوحات يكنور

الإبداع التشكيلي يرسم ملامح ثقافة الفنان وهويته، وأول ما ستعرفه عن الفنان كمال يكنور فور رؤية أعماله هو هويته المصرية التي تنبض بها لوحاته فيما تخبرك تفاصيلها عن انتمائه وتمسكه بالتراث الأصيل.
وفي المعرض الذي يستعيد أعمال يكنور (1925 - 2000)، ويحتضنه «غاليري الباب» بدار الأوبرا المصرية، استطاعت الأعمال أن تعكس تجربة متميزة لا تزال جماليات خامات صاحبها وإمكانياتها ومدخراتها التعبيرية ساطعة بها.
ويضم المعرض أكثر من 40 لوحة تنتمي للمدرسة التعبيرية، فالفنان هنا مهموم بالسطح التصويري، مؤكداً انفعالاته بالمادة كاشفاً عن تضاريس اللوحة في عجينة اللون وهنا نستحضر مقولة فان غوخ: «أنا اليوم أخوض صراعاً على قماشة الرسم».
ورغم تميز أعمال يكنور بالبساطة حيث تعالج مشاهد للحياة اليومية الريفية البسيطة فإنه يقدمها بطلاء كثيف وألوان تنقل حيويتها. يُعنى يكنور عناية خاصة بالطاقة التكوينية للوحة، فهو يتلاعب باللون والملمس مقدماً للمتلق شكلا نحتياً في إطار اللوحة، عبر استثمار مكثف للملمس دون تنحيه عناصر اللوحة الأخرى. ويمنحنا الملمس في أعماله إحساسا بالحركة المتسقة مع التباينات اللونية في فضاء اللوحة من ناحية، وبفعل إيقاع الضوء عليه من ناحية أخرى.
وعبر تقنية التجسيم البصري، يستعين كمال يكنور بمفردات البيئة المصرية معولاً على دلالاتها الحسية في مخاطبة المتلقي كلغة بصرية خاصة، مما يمنح فضاء اللوحة عمقاً وحميمية، ففي إحدى اللوحات سنجد السيدات بملابس تشبه عرائس المولد التي تعود للعصور الفاطمية مطعمة بموتيفات إسلامية وأشكال هرمية مع رموز كالحصان (القوة والشجاعة والفروسية العربية)، أو القط (القوى الخارقة، التفاؤل والتشاؤم)، أو النخيل (الأصالة والعروبة).
أمّا المرأة لدى كمال يكنور فهي تمثل تجليات لعروس المولد «التميمة الشعبية» للبهجة والسعادة، لذا سنجده يستنسخ نساءه الريفيات عنها، فهو يقدم لنا بنية إيحائية تتعامل مع حاسة البصر.
كما يُمكن للمتلقي تتبع ضربات فرشاة يكنور المحملة باللون وما تحدثه من تموجات ونتوءات تشبه النحت البارز ويسهم سمك الطبقات اللونية في إعطاء أبعاد ثلاثية لمسطح اللوحة كاسياً إياها بطابع حداثي معاصر.
في بعض اللوحات سنجده يبرز كتابة لفظ الجلالة وبعض العبارات الدينية في لوحات تستلهم موتيفات العمارة الإسلامية في المساجد محلقاً باللوحة في أفاق صوفية، وهنا لم يلجأ إلى كثافة اللون، ولكن إلى تدرجات خفيفة من الألوان الترابية بمسحة نحاسية. كذلك سنجد لوحات مستوحاة من تراث السيرة الهلالية عمد فيها إلى تجسيد قوة الأسطورة الشعبية. وعبر لوحتين متجاورتين يقدم الفنان مشاهد مستوحاة من الحياة اليومية المصرية حينما كانت قراءة الفنجان تقليداً متبعاً في معظم البيوت المصرية، ففي اللوحة الأولى وظف الضوء بشكل بارع مكثفاً فيها لحظة الترقب التي تجمع سيدتين إحداهما من المدينة بملابس عصرية تنتظر بشغف ما يبعث على التفاؤل من القارئة التي تبثها أنباء عن حياة وردية، بينما في اللوحة الأخرى تبدو علامات التشاؤم والحزن في عيون السيدة التي تجالس قارئة الكف.
وفي لوحات أخرى يجسد تقاليد الزفاف الريفية مستوحياً السير الشعبية مثل «حسن ونعيمة»، كما يظهر النيل رمز الرخاء والحضارة في لوحة أخرى يتوسطها صياد يجوبه بقارب شراعي بينما تنتظره على الضفة نساء الريف بأزيائهن التراثية المميزة التي كانت ترمز للهوية المصرية لتذكرنا فرشاة كمال يكنور بأهمية هذه الأزياء التي طمستها العولمة.
ويعطينا المعرض فكرة عن تصدي هذا الفنان لفكرة علاقة الفنان بتراثه وهويته وتصديه لتيارات عالمية ألمت بالفن التشكيلي في العالم في حقبتي الستينات والسبعينات محافظاً على علاقات جمالية مع التراث المصري محصنة بإحساس فريد بالأصالة.
يشار إلى أنّ كمال يكنور تخرّج في معهد ليوناردو دافنشي في التصوير عام 1952. وحصل منه أيضاً على دبلوم الديكور 1956. من ثمّ في الإعلان عام 1960. وله مقتنيات في دار الأوبرا المصرية ومتحف الفن المصري الحديث ووزارة الثقافة المصرية واستاد القاهرة، ومبنى هيئة السكة الحديد العريق في القاهرة. وساهم الراحل في تأسيس نقابة الفنانين التشكيليين وأسس جمعية فناني الغوري، ونظّم عدة معارض في روما وباريس ولندن وطوكيو وأميركا والعراق ورومانيا.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.