4 فنانين ناشئين يمثلون لبنان في دبي

اختارتهم «يونيفرسال للموسيقى»

إنجي شيا فنانة لبنانية شابة متأثرة بأغان لبنانية أصيلة
إنجي شيا فنانة لبنانية شابة متأثرة بأغان لبنانية أصيلة
TT

4 فنانين ناشئين يمثلون لبنان في دبي

إنجي شيا فنانة لبنانية شابة متأثرة بأغان لبنانية أصيلة
إنجي شيا فنانة لبنانية شابة متأثرة بأغان لبنانية أصيلة

تشجيع المواهب الفنية الناشئة وإعطاءها الفرصة المواتية لإثبات وجودها على الساحة الفنية هي نزعة فنية جديدة تنشغل بها كبرى شركات الإنتاج العالمية. وتعد ّ «يونيفرسال للموسيقى» واحدة منها بعد أن انبرت للأخذ بأيادي هؤلاء الفنانين من مختلف دول العالم ليشقوا طريقهم بأمان في عالم الفن.
وفي هذا الإطار اختارت الشركة المذكورة 4 فنانين ناشئين لبنانيين للمشاركة في جولة فنية تقام في دولة الإمارات العربية وهم ليا مخول وداني عريضي وإنجي شيا وهادي. وتنطبع الجولة بخليط من ثقافات فنية عربية وأجنبية من خلال فنانين آخرين جاءوا من تونس ومصر وهندوراس وغيرها لتأمين نسخة فنية مستقلة لا تشبه غيرها بعناصرها المختلفة الجنسيات.
وتقول الموهبة الناشئة إنجي شيا إنها باطلالتها هذه ستمثل لبنان الفتي الذي لا يزال حتى اليوم يساهم في ولادة نجوم الغناء على الساحة العربية. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحفلات تعني لي الكثير سيما وأنها تدمج بين ثقافات متعددة وفي مقدمها لبنان. وسأؤدي خلالها أغاني تربيت عليها كميدلاي للراحلة صباح إضافة إلى أغان فردية طرحتها في الأسواق منذ بداياتي وحتى اليوم». ومن أغانيها الخاصة التي ستقدمها في 20 الجاري في دولة الإمارات العربية وبالتحديد على مسرح فندق (ايلوفت) الحاضن للحفلات بأجمعها وفي مناطق مختلفة «انقلبت الحكاية» و«صندوق الذكرى».
أما داني عريضي ابن الـ26 ربيعا فهو يهوى الغناء بالأجنبية ويعزف في الوقت نفسه على آلة الغيتار. ويصف تجربته الغنائية هذه والتي يقف فيها إلى جانب مغنيين من دول عربية وغربية بأنها فرصة تسنح له إبراز مواهبه في الغناء والتلحين.
والى جانب أغانيه الخاصة سيقدم عريضي أغاني كلاسيكية شهيرة لفنانين عالميين أمثال فرانك سيناترا.
وسيشارك في هذه الحفلات التي تبدأ في 13 الجاري لتختتم في 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل فنانين من الهند (ايستر ايدن) ومن جنوب أفريقيا (تارا) ومن أميركا (ستيفان لامار) ومن الهندوراس (فافا) وغيرهم.
ومن ناحيته يشير اللبناني هادي والمشارك أيضا في هذه الجولة الفنية أنه يتحضّر بشكل مكثف لتقديم حفله في 13 الجاري. ويقول في حديث لـ(«الشرق الأوسط»): «سأقدم خلاله أغاني ألبومي الجديد «تشابتر1» وذلك لأول مرة مباشرة من على خشبة المسرح». ويرى هادي أن أغاني ألبومه الجديد هي بمثابة قصص حقيقية وشخصية يرغب في مشاركتها مع جمهوره وجها لوجه في هذا الحفل.
وتشير ليا مخول من ناحيتها بأن العرض الغنائي الذي ستقدمه على المسرح هذه المرة لن تستعين خلاله بلوحات راقصة بل سينطبع بأجواء دافئة وحميمة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يحمل هذا الحفل في طياته استراتيجية جميلة تسنح لنا كفنانين ناشئين أن نجتمع تحت سقف واحد لنبتكر أغان تشبهنا. فتؤمن اتصالا فنيا مباشرا بين أبناء الجيل الواحد ليتعرفوا عن كثب على خلفيات موسيقى بلدانهم الأصيلة كل من موقعه. وسأقدم في حفلي الذي يقام في 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل أغاني خاصة بي وأخرى معروفة تأثرت بها من زمن الفن الجميل».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».