طهران تعلن إسقاط طائرة مسيّرة «أجنبية»

البنتاغون: ليست من عتادنا

طهران تعلن إسقاط طائرة مسيّرة «أجنبية»
TT

طهران تعلن إسقاط طائرة مسيّرة «أجنبية»

طهران تعلن إسقاط طائرة مسيّرة «أجنبية»

نفت القيادة المركزية الأميركية في بيان أمس إسقاط أي طائرة مسيرة تابعة لوزارة الدفاع، وذلك عقب تقارير لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أفادت بأن القوات الإيرانية أسقطت طائرة مسيرة أجنبية. وقالت القيادة المركزية على «تويتر» «التقارير التي تزعم إسقاط طائرة مسيرة أميركية غير صحيحة. إذا أُسقطت طائرة مسيرة في نطاق مسؤولية القيادة المركزية فإنها ليست من عتاد وزارة الدفاع (الأميركية)». من جانبها، أحجمت إسرائيل عن التعليق، وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي «نحن لا نعلق على أنباء وردت في وسائل إعلام أجنبية».
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية قد نقلت في وقت سابق من يوم أمس، عن غلام رضا شريعتي، حاكم إقليم خوزستان في جنوب إيران قوله إن «الطائرة المسيرة التي تم إسقاطها تابعة قطعاً لبلد أجنبي، وانتشلنا حطامها ويجري فحصه».
كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الجيش أسقط طائرة مسيرة فوق مدينة ماهشهر الساحلية المطلة على الخليج في إقليم خوزستان، دون ذكر المزيد من التفاصيل. ولم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أو المنافذ الإخبارية ما إن كانت الطائرة مدنية أم عسكرية أو البلد الذي جاءت منه.
وقالت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية «تمكنت منظومة مرصاد الدفاعية الصاروخية للجيش الإيراني من إسقاط هذه الطائرة المسيرة بالقرب من ميناء الإمام الخميني جنوب غربي البلاد». وقالت وكالة «مهر» شبه الرسمية إنها صورت الهجوم الصاروخي الذي أسقط «الطائرة المسيرة المعادية». وأظهر التسجيل القصير صاروخاً ينطلق من البر ثم انفجاراً في السماء. كما نقلت الوكالة عن قائد قوات الدفاع الجوي علي رضا صباحي قوله «إن هذه الخطوة الحازمة التي تمثلت في إطلاق صاروخ جاءت رداً على اختراق طائرة أجنبية مسيرة معادية للمجال الجوي للبلاد حيث تم تدمير الطائرة في ظل اليقظة الكاملة للشبكة الشاملة للدفاع الجوي للبلاد قبل وصولها إلى أماكن حساسة».
وذكرت قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية أن «أهالي ميناء الإمام الخميني سمعوا صوت إطلاق الصاروخ من ميناء الإمام فجر اليوم».
وفي يونيو (حزيران)، أسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية مسيرة، قال الحرس الثوري إنها كانت تحلق فوق جنوب إيران. وقالت واشنطن إن إيران أسقطت الطائرة في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز. وتدهورت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في عام 2015 وأعاد فرض العقوبات عليها. وتقول إسرائيل إنها نفذت مئات الضربات الجوية في سوريا كان بعضها ضد أهداف إيرانية لمنع طهران من الوجود هناك.



عراقجي: لا انفصال بين الدبلوماسية والأنشطة الميدانية

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
TT

عراقجي: لا انفصال بين الدبلوماسية والأنشطة الميدانية

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني

اتفقت وزارة الخارجية الإيرانية وجهاز «الحرس الثوري» على التنسيق الكامل بين الأنشطة الميدانية الإقليمية والدبلوماسية، وعدم الفصل بينهما. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «الميدان يمهد الطريق للدبلوماسية»؛ وذلك في إشارة إلى الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس الثوري» التي يحملها على عاتقه ذراعه الخارجية «فيلق القدس».

وشدَّد عراقجي على العمل والتنسيق مع «الحرس الثوري»، وذلك في خطابه أمام مراسم الذكرى الخامسة لمقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال عراقجي: «يعتقد الأعداء أنه إذا ألحقوا أضراراً بمحور المقاومة، فإن ذلك يُعد انتصاراً لهم؛ لكن عليهم أن يعلموا أن هذا هو بداية هزيمتهم». وأضاف: «حركة المقاومة ستواصل التقدم وستزدهر يوماً بعد يوم».

وفي المراسم التي استضافتها وزارة الخارجية، بحضور قيادات من «الحرس الثوري»، وصف عراقجي «المقاومة» بـ«المذهب»، متحدثاً عن دافعها «الآيديولوجي»، وصرح، في هذا الصدد، بأن «جماعة المقاومة ليست قابلة للزوال؛ لأنها مذهب وآيديولوجيا... ليست مرتبطة بفرد أو شخص، ولا يمكن القضاء عليها بالرصاص أو القصف»، مشيراً إلى دور سليماني في تحويل «مذهب المقاومة إلى محور المقاومة»، على ما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وأضاف: «دبلوماسية المقاومة جزء من مذهب المقاومة. جنباً إلى جنب مع الميدان، تسير الدبلوماسية، وفي الواقع، يكمل كل منهما الآخر، ولا يوجد انفصال بينهما».

ويشير مفهوم «الدبلوماسية والميدان» إلى تقاسم أدوار والعلاقة بين العمل الدبلوماسي المتمثل بالوزارة الخارجية، والعمل العسكري أو الميداني، خصوصاً «فيلق القدس» المكلف بالعمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، خصوصاً الإشراف على جماعات «محور المقاومة».

وركزت أنشطة «الحرس الثوري» في الجانب «الميداني» على توسيع النفوذ الإيراني في مناطق مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن. وفي المقابل، حاولت وزارة الخارجية السعي لتحويل «المكاسب الميدانية» إلى اتفاقيات دبلوماسية.

ومن المعروف أن «الحرس الثوري» يشرف على تسمية السفراء ومسؤولي البعثات الدبلوماسية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، من دعاة «التكامل» بين «الدبلوماسية والميدان»، لكنه وجَّه انتقادات إلى تقويض الدبلوماسية بواسطة الأنشطة الميدانية.

وفي أبريل (نيسان) 2021، جرى تسريب تسجيل صوتي، وجَّه فيه ظريف انتقادات لتوظيف قرارات السياسة الخارجية لصالح الميدان وليس العكس، داعياً إلى التكافؤ بين الجهتين، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في البلاد.

في هذا الصدد، صرح عراقجي بأن «الدبلوماسية والميدان يكمل بعضهما البعض»، مشيراً إلى أن «الميدان يفتح الطريق للدبلوماسية، والدبلوماسية تُحول إنجازات الميدان إلى هيبة وكرامة وطنية».

وأضاف: «الدبلوماسية وجهازها كانا دائماً في الميدان، وهذا جزء من مهمتنا... ما حدث في الأشهر الماضية للمنطقة والمقاومة وإيران كان تجسيداً جديداً للتنسيق الكامل بين الميدان والدبلوماسية. وزارة الخارجية كانت دائماً في الميدان».

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي وقائد القوات البحرية بـ«الحرس» علي رضا تنغسيري في مراسم ذكرى قاسم سليماني

من جانبه، قال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، إن «الدبلوماسية تثمر مع الميدان».

وأشار إلى زيارة عراقجي لبيروت، بعد أيام من مقتل حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، في قصف إسرائيلي. وقال: «الدبلوماسية مع الميدان تعطي نتائج... في وزارة الخارجية لدينا أصدقاء يعملون ويدافعون عن وطنهم، سواء بالدبلوماسية أم من خلال حضورهم».

جاء ذلك في وقتٍ واصلت فيه قوات «الحرس الثوري» نقل عتاد وقوات إلى مختلف المناطق بالبلاد، في سياق المناورات المشتركة التي بدأت، نهاية الأسبوع الماضي، ويتوقع أن تتوسع في الأيام المقبلة.

وقال قائد القوات البرية في قاعدة النجف، المكلفة بحماية الحدود الغربية، الجنرال محمد نظر عظيمي: «نحن نعرف كيفية مواجهة التهديدات... لقد صمدنا جيداً أمام هذه التهديدات، ولدينا القدرة اللازمة في هذا المجال».

قوات الوحدة الخاصة «صابرين» تغادر من مطار غير معروف للمشاركة في مناورات غرب البلاد (فارس)

وأظهرت صورٌ نشرتها وكالتا «تسنيم» و«فارس»، التابعتان لـ«الحرس الثوري»، إرسال وحدات من القوات الخاصة «صابرين» على متن طائرة شحن عسكرية إلى مطار عسكري في مدينة كرمانشاه، غرب البلاد.

كما بثّت مقاطع فيديو من حركة رتل عسكري لنقل عتاد وأسلحة، مصحوباً بحماية من مروحيات مقاتِلة من طراز «کوبرا».

وقال قائد وحدة «صابرين»، الجنرال أحمد علي فيض اللهي، إن «مُعدات هذه القوة محدثة، ونحن في أقصى درجات الاستعداد». وأضاف: «في هذه المناورات، نعرض جزءاً من قوتنا... مقاتلونا في أعلى درجات الجاهزية للرد على أي خطأ من الأعداء».