ترمب متفائل بنتائج نقاشات سد النهضة

«الخزانة» الأميركية قدمت مقترحات وفرصاً تنموية لتقريب وجهات النظر بين القاهرة وأديس أبابا

صورة نشرها ترمب عبر حسابه في «تويتر» لاجتماعه أمس مع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان
صورة نشرها ترمب عبر حسابه في «تويتر» لاجتماعه أمس مع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان
TT

ترمب متفائل بنتائج نقاشات سد النهضة

صورة نشرها ترمب عبر حسابه في «تويتر» لاجتماعه أمس مع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان
صورة نشرها ترمب عبر حسابه في «تويتر» لاجتماعه أمس مع وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، أنه التقى مسؤولين من مصر وإثيوبيا والسودان للمساعدة في حل خلاف سد النهضة. وذكر ترمب في تغريدات له عبر «تويتر» ورفقها بصورة له تجمعه بوزراء خارجية تلك الدول، أن الاجتماع بشأن سد النهضة مضى بشكل جيد، وأن المباحثات مستمرة.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية استضافت أمس الاجتماع الوزاري المهم الذي ضم وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان بحضور رئيس البنك الدولي ديفيد ماليباس؛ لمناقشة الخلاف حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، ووسط تكتم شديد أشارت مصادر بالخزانة الأميركية إلى وجود مؤشرات إيجابية خلال الاجتماع الذي استمر من الواحدة ظهراً إلى الثالثة مساءً. وأكدت المصادر، أن وزير الخزانة حرص خلال الاجتماع على توفير المناخ المناسب لتقريب وجهات النظر بين الأطراف لاستئناف المفاوضات وإيجاد طرق لحل الخلافات المتعلقة بالنقاط الرئيسية التي يطرحها الجانب المصري، وهي النقاط المتعلقة بفترات ملء الخزان، والسعة التخزينية الإجمالية، وما يتعلق بفترات الجفاف، والإصرار المصري على حفظ حقوق مصر المائية وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ واتفاقية الأمم المتحدة لحماية مياه الأنهار لعام 1997.
وأبدى وزير الخارجية المصري سامح شكري استعداداً لتعاون مصري - سوداني - إثيوبي في مشروعات لتصدير الكهرباء من خلال مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسودان التي يمكن أن تستفيد منها إثيوبيا في تصدير الكهرباء إلى أوروبا في المستقبل. في المقابل، بدا الموقف الإثيوبي شديد الحذر، متمسكاً بحق أديس أبابا في تحقيق التنمية وتوليد الطاقة الكهربائية من السد المقام على النيل الأزرق، رافضاً التفريط في حقهم في تحقيق طموحات خططه التنموية للنهوض بالاقتصاد. وأشارت مصادر بالسفارة الإثيوبية، إلى أن الخلاف مع مصر يتعلق بأمور تقنية وفنية وليس سياسية، مشيرة إلى أن إثيوبيا لديها مرونة كبيرة خلال المفاوضات، وأنها تدرس الطلب المصري المتعلق بملء السد في فترة أربع سنوات إلى 7 سنوات بدلاً من عامين مراعاة لعدم التأثير على دولتي المصب، وهما مصر والسودان.
يذكر أن إثيوبيا قامت بإصدار سندات خزانة لتمويل مشروع سد النهضة، ووفرت من خلال المشاركة الشعبية نحو 3 مليارات دولار، وساهمت البنوك الصينية بقروض تمويلية بمبلغ 1.8 مليار دولار لبناء السد الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 4.8 مليار دولار، وقد استكملت إثيوبيا 70 في المائة من مشروع بناء السد، وينتهي العمل منه في عام 2022، ويتوقع أن ينتج 6000 ميغاواط من الكهرباء. وتستهدف إثيوبيا توفير الكهرباء للمواطنين، حيث يعاني أكثر من 60 في المائة من الشعب الإثيوبي من عدم توافر الكهرباء.
ووفقاً للمصادر، قدم وزير الخزانة ستيفن منوشين بعض المقترحات حول نقاط الخلاف الأساسية بين القاهرة وأديس أبابا، وعرض فرص ومشروعات تنموية تستفيد منها الأطراف الثلاثة، وفرص مشروعات تنموية وبيئة للسيطرة على المياه المهدرة في حوض نهر النيل، في حين أشارت مصادر مصرية إلى قوة الموقف المصري وحقوق مصر الموثقة قانونياً في حصتها من مياه النيل. وعرض سامح شكري خلال الاجتماع وخلال لقائه مع بعض المسؤولين بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء الجهود المصرية المتواصلة مع أديس أبابا والخرطوم على مدى السنوات الخمس الماضية للتوصل إلى اتفاق عادل يحقق المصالح المصرية والسودانية والإثيوبية.


مقالات ذات صلة

منسق الجيش الإيراني: لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل

شؤون إقليمية سیاري إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي خلال تدريبات بحرية في شمال البلاد (أرشيفية - موقع خامنئي)

منسق الجيش الإيراني: لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل

قال منسق الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، إنه «لا يمكن التنبؤ بما سيحدث العام المقبل» في ظل تغييرات إقليمية متسارعة، مشدداً على ضرورة «التأهب العسكري».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
الولايات المتحدة​ مرشح الرئيس الأميركي المنتخب لمنصب وزير الدفاع بيت هيغسيث يتجول في مبنى الكونغرس بواشنطن (رويترز)

ترمب يتمسك بدعم مرشحيه رغم تساؤلات مجلس الشيوخ

تمسك الرئيس المنتخب دونالد ترمب بمرشحيه للمناصب العليا في إدارته المقبلة، وكثف هؤلاء جهودهم لنيل مصادقة مجلس الشيوخ، بينما ضاعف إيلون ماسك ثروته منذ دعم ترمب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة لمسيّرات في سماء ولاية نيوجرسي 5 ديسمبر 2024 (أ.ب)

​جدل حول مسيّرات غامضة تحلق في ولايات أميركية

تتفاعل قضية المسيرات الغامضة في سماء ولايات أميركية بشكل متسارع وتزداد معها نظريات مثيرة للجدل عن طبيعتها ومصدرها ومدى خطورتها

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن حصل على نسبة متدنية من التأييد قبل رحيله عن البيت الأبيض (أ.ف.ب)

شعبية بايدن في أدنى مستوياتها... والتأييد لترمب يزداد

يستعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى ترك البيت الأبيض الشهر المقبل، بشعبية متدنية، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه «معهد غالوب».

هبة القدسي (واشنطن)
صورة من فيديو متداول تُظهر مسيّرات في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

وزير أميركي: المسيّرات في سماء الولايات المتحدة ليست تهديداً أجنبياً

قال مسؤول أمني إن المسيّرات والأجسام الطائرة، التي شُوهدت في سماء شمال شرقي الولايات المتحدة، ليست نتيجة تهديد أجنبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».