«فتح» ترفض لقاء «حماس» قبل مرسوم الانتخابات

الدعم لعباس يشير إلى نيته عدم التراجع... والفصائل تتحدث عن «أجواء سلبية»

TT

«فتح» ترفض لقاء «حماس» قبل مرسوم الانتخابات

دعمت «حركة فتح» ورقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الانتخابات ورفضت لقاء «حركة حماس» أو أي فصيل آخر قبل إصدار المرسوم الخاص بالانتخابات.
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة حسين الشيخ إن «الانتخابات عبر صندوق الاقتراع هي حق وواجب لتعزيز الديمقراطية في الحياة السياسية الفلسطينية، ورسالة الرئيس محمود عباس للفصائل كافة حددت خريطة الطريق لإنجاح هذه العملية الانتخابية».
وأضاف الشيخ في تصريح مكتوب: «الرئيس ذلّل كل العقبات أمام إنجاز هذه العملية، بحيث تكون تشريعية ورئاسية بتواريخ محددة وبمرسوم واحد، وتستند إلى القانون الأساسي، وقانون النسبية الكاملة وتجري في كل أرجاء الوطن (الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة)، تحت إشراف ورقابة محلية وإقليمية ودولية لضمان نزاهتها واحترام نتائجها». وتابع: «بعد صدور المرسوم سيبدأ الحوار الوطني الشامل بين كل أطياف العمل السياسي الفلسطيني لإنجاح الانتخابات، ورسم معالم الشراكة الوطنية، والدعوة لإجراء الحوار الفصائلي قبل المرسوم الرئاسي تعني عودتنا إلى المربع الأول في حوارات (طرشان) لا تفضي إلى أي نتيجة، وتجربة 12 عاما من الحوارات والاتفاقيات أثبتت ذلك».
وكانت لجنة مركزية «فتح» اجتمعت لبحث مسألة الانتخابات بما في ذلك النقاط الخلافية مع الفصائل الأخرى، ودعمت موقف عباس في مؤشر على عدم نيته (عباس) التراجع عن ورقته. وأكد عضو اللجنة المركزية لـ«حركة فتح» والناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة، أن اللجنة المركزية للحركة أعربت، عن ترحيبها بدعوة الرئيس عباس لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، مؤكدة دعمها الكامل لهذه الدعوة من قبل سيادته.
وكان عباس أبلغ الفصائل الفلسطينية عبر رسالة موجهة إلى رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقيادة الفصائل، رفضه عقد أي اجتماع قيادي قبل إصداره مرسوما للانتخابات العامة في ورقة توضيحية نقلها رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر إلى مسؤولي الفصائل في قطاع غزة، ما أثار خلافات مبكرة.
ووافق عباس على الاجتماع، فقط بعد إصداره المرسوم واشترط أن يكون مرسوم الانتخابات بالتتابع، أي أن تجري الانتخابات التشريعية أولا ثم الرئاسية في مواعيد متباعدة. واشترط عباس أن تكون الانتخابات وفق نظام التمثيل النسبي فقط.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية، إن وفدها برئاسة حنا ناصر التقى قيادة «حماس» في غزة وخلال الاجتماع مع «حركة حماس» أشار ناصر رئيس اللجنة، إلى الإرادة السياسية التي أبداها الرئيس لإجراء الانتخابات العامة (التشريعية والرئاسية) وحرصه على إنجاحها، وهو نفس الحرص الذي أبدته «حركة حماس» وباقي الفصائل الفلسطينية. وأضاف البيان «تطرق الدكتور ناصر خلال الاجتماع إلى الرسالة التي تسلمتها اللجنة يوم الاثنين 4 - 11- 2019 والموجهة من السيد الرئيس محمود عباس إلى رئيس لجنة الانتخابات، وإلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمكتب السياسي لـ(حركة حماس) حول رؤية الرئيس عباس بإجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة، لتكريس الحياة الديمقراطية وإنهاء الانقسام، على قاعدة احترام نتائج الانتخابات، والسير قدماً نحو الشراكة الوطنية الكاملة، واستعداده لعقد حوار بين الفصائل بعد إصدار المرسوم الرئاسي الخاص بالانتخابات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.