تصدرت الوعكة الصحية التي تعرضت لها نجمة السينما كاترين دينوف، ليلة أمس، نشرات الأخبار في فرنسا. ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن حالة الممثلة البالغة من العمر 76 عاماً، وتعتبر من آخر جيل الفنانات الكبيرات اللواتي ظهرن في النصف الثاني من القرن الماضي، بعد رحيل جان مورو وميشيل مورغان وسيمون سينوريه واعتزال بريجيت باردو.
صحيفة «الباريزيان» التي انفردت بالنبأ، أشارت إلى أن دينوف تعرضت لإغماء على شيء من الخطورة استدعى انتقالها إلى مستشفى في باريس لإجراء فحوصات معمقة. بينما نقلت وسائط إعلامية أخرى عن أفراد عائلتها بأنها ما تعاني منه ناتج عن الإرهاق بسبب كثرة الالتزامات الفنية وضغط العمل. وكانت دينوف قد بدأت في الشهر الماضي تصوير فيلم للمخرجة إيمانويل بيركو بعنوان «في حياته»، وهو يأتي ليختتم عدداً من الأفلام التي شاركت فيها خلال العام الحالي، بينها «الغابة الرهيبة» المبرمج للعرض في العام المقبل.
دينوف، واسمها الأصلي كاترين دورلياك، هي ابنة الممثل موريس دورلياك والممثلة رينيه سيمونو، وقد كانت جدتها لأمها تعمل ملقنة في المسارح. وخطت البنت خطواتها الأولى في السينما عام 1956 وهي ترتدي صدرية المدرسة في دور صغير فيلم بعنوان «طالبات الثانوية». وبعد 4 سنوات ذهبت بصحبة شقيقتها الكبرى الممثلة فرنسواز لاجتياز اختبار سينمائي ونجحت فيه وانضمت إلى فريق فيلم «الأبواب المقرعة» مع المخرج جاك بواترنو. لكن فرنسواز فارقت الحياة في سن الشباب، الأمر الذي شكل صدمة لكاترين. ورغم فجيعتها بغياب شقيقتها، صبغت شعرها باللون الأشقر وواصلت العمل في السينما. كانت توصف بالمرأة الباردة لكنها تمكنت من الحصول على أدوار مع كبار مخرجي القرن الماضي، أمثال فرنسوا تروفو ورومان بولانسكي ولارس فون ترير وأندريه تشينيه وماركو فيريري ولوي بونويل وتوني سكوت. كما نالت جوائز في مهرجانات «كان» و«برلين» و«البندقية» و«سيزار» أفضل ممثلة عن دورها في «المترو الأخير»، وجرى ترشيحها لجائزة «أوسكار» عن «الهند الصينية». وبعد رسوخها في المهنة اختيرت دينوف عضواً في لجان تحكيم كثيرة ورئيسة لمهرجان السينما الأميركية في دوفيل.
ارتبطت دينوف بعلاقة مع المخرج روجيه فاديم عام 1962 بعد حب عاصف ورزقت منه بابنها كريستيان. ثم وفي عام 1965 تزوجت المصور البريطاني ديفيد بيلي وكان شاهدا على الزواج المغني مايك جاغر، رئيس فريق «الرولينغ ستون»، وشقيقتها فرنسواز دورلياك، قبل رحيلها. وبعد تلك التجربتين اقترنت بالممثل الإيطالي مارشيلو ماستروياني وأنجبت منه ابنتها كيارا التي امتهنت التمثيل أيضاً. وفي كل مسيرتها، حرصت النجمة الشقراء على إحاطة حياتها الخاصة بستار من التكتم. وكان من بين عشاقها الإعلامي بيير ليسكور، رئيس مهرجان «كان» حالياً. وهي رغم شهرتها كفنانة جليدية فإن دينوف شاركت في كل المعارك التي خاضتها الفرنسيات في سبيل المساواة، وناصرت المعارضين للنظام الكوبي، واستخدمت شهرتها للدفاع عن الصحافيين الفرنسيين المخطوفين، ودعمت المرشحة سيغولين روايال في حملتها للفوز بالرئاسة، عام 2007، ودافعت عن المهاجرين غير الشرعيين، وكانت حاضرة في قضايا المعاقين والمرضى المزمنين، وغيرها من سجالات الحرية والحقوق المدنية.
أثارت دينوف لغطاً كبيراً بعد اعتراضها على ما اعتبرته مبالغة في ملاحقة الفنانين بتهم التحرش بزميلاتهم. وقالت في مقابلة لها مع موقع «هاربرز بازار»: «غالباً ما كنت في صف النساء لكن الرغبة العاطفية تكمن في صلب الأعمال الإبداعية». وسبب اللغط اشتراكها في توقيع بيان جماعي نشرته صحيفة «لوموند» الباريسية، العام الماضي، يستهجن حملة فضح المتحرشين في الوسط الفني ويعتبرها مخالفة لطبيعة التجاذب بين الرجال والنساء. قد شجبت صاحبات البيان المواقف المثالية لقادة حملة «me too» ومناهضة التحرش الجنسي في الولايات المتحدة الأميركية. ودافعت دينوف وزميلاتها الفرنسيات عن حرية التغزل وتقرب الرجال من النساء، باعتبارها غريزة طبيعية لا مكان لها في مجال التجريم القانوني.
في مقابلاتها الصحافية الأخيرة، تطرقت دينوف إلى الأهمية التي تُعطى للمظهر الجميل في السينما. واعترفت بأن المخرجين لا يهتمون كثيراً بموهبة ممثلة مبتدئة قدر اهتمامهم بشكلها الخارجي. وقالت: «عندما تدخل امرأة ذات وجه جميل إلى مكان ما فإنها تترك تأثيراً على الموجودين. وهذا ليس بالعدل، لكن الحياة هكذا». وفي السياق نفسه، تحدثت النجمة السبعينية عن مشكلة الممثلين مع الشيخوخة، وقالت إن النجوم الرجال يعانون أيضاً من انحسار الأدوار عنهم بعد تقدمهم في السن. ومما يذكر أن النجمة الفرنسية أدت في أحد أفلامها الأخيرة دور مذيعة تلفزيونية تفاجأ في أوج نجاحها باستبعادها عن الشاشة، دون سابق إنذار، لأنها تقدمت في السن.
في العام الماضي، اضطرت دينوف إلى بيع 268 قطعة من أفخم ثيابها في مزاد علني. وكانت الفساتين والمعاطف والأحذية التي تخاطفها المعجبون تحمل توقيع صديقها المصمم الراحل إيف سان لوران. وهو الذي رسم أناقتها في واحد من أهم أدوارها السينمائية في فيلم «جميلة النهار» للمخرج لوي مال، واستمر يصمم لها ثيابها على الشاشة وخارجها. ورغم مرور السنوات وفقدان معظم شركائها في أفلامها، قاومت دينوف فكرة الاعتزال، لكنها أدت الكثير من أدوار الأم والجدة في أفلامها الأخيرة. كما حاولت الحفاظ على نسبة مقبولة من جمالها بفضل عمليات التجميل.
كاترين دينوف في المستشفى بعد عارض صحي
الفرنسيون قلقون على نجمتهم الشهيرة التي رفضت الاعتزال
كاترين دينوف في المستشفى بعد عارض صحي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة