مهرجان الموسيقى العربية يحتفي بمبدعات منسيات

أبحاث نقدية تتناول أثرهن في تاريخ الغناء والتلحين بـ4 دول

لور دكاش
لور دكاش
TT

مهرجان الموسيقى العربية يحتفي بمبدعات منسيات

لور دكاش
لور دكاش

يحتفي مهرجان الموسيقى العربية في دورته الثامنة والعشرين بإبداع المرأة العربية في الموسيقى والغناء، ويكرّم على هامش فعالياتها التي انطلقت في الأول من الشهر الحالي، وتستمر حتى يوم 12، عدداً من هؤلاء المبدعات من مصر والعالم العربي، كما يسلط الضوء على مسيرتهن الفنية.
عن هذا الاحتفاء وأهميته، قالت الدكتورة رشا طموم، رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الاحتفاء بهؤلاء المبدعات، يأتي بشكل طبيعي في سياق موضوع المهرجان لهذه الدورة، حيث خصص لإبداع المرأة محوراً بعنوان (أثر الحراك المجتمعي على إبداع المرأة في الموسيقى العربية) لنناقش على مدار يومين كيف أثرت المرأة المبدعة، وتأثرت بالتغيرات المجتمعية في بلادنا العربية، كما تسلط الأبحاث الضوء على الفرق الموسيقية النسائية العربية التي شكلت بدورها جزءاً من الوعي والوجدان العربي». ولفتت إلى أنه «خلال 5 أيام يتحاور 40 باحثاً وباحثة من 14 دولة عربية وأجنبية حول الموسيقى والمجتمع؛ إيماناً بأن للموسيقى دوراً كبيراً في نهضة الشعوب، وحرصاً على التذكير بهذا الإرث وطرح رؤى ثرية وفاعلة للحفاظ على شطر أساسي من الثقافة العربية يمتد إلى آلاف السنين».
وحفلت جلسات المؤتمر بقصص وسير مبدعات قدمن حياتهن للموسيقى، لكن لم يأخذن حقهن وتناستهن الأجيال المتعاقبة، رغم أن تراثهن الغنائي لا يزال يطربنا. وسلط أربعة باحثين من مصر والكويت وتونس والعراق الضوء على أبرز المبدعات المنسيات، ومنهن:

أجفان الأمير (1920 - 1976)
أشارت الدكتورة داليا حسين فهمي إلى إبداعات المطربة المصرية أجفان الأمير من مواليد محافظة الدقهلية، وكان والدها أحد أبرز المنشدين، حيث نشأت تتقن عزف العود وكتابة الشعر، وتتلمذت على يد الموسيقار إبراهيم شفيق. ولحن لها رياض السنباطي وكامل أحمد علي وغيرهما من كبار الملحنين، وكان ظهورها في السينما قليلاً، حيث شاركت في فيلم «أحكام العرب» عام 1947 الذي لعبت بطولته أمينة رزق أمام محمد الكحلاوي. وشاركت بالغناء بالصوت فقط في فيلم «انتصار الإسلام» 1952 مع محسن سرحان وماجدة. وتغنت فيه بأغنية «يا رسول الله» مع المطرب شفيق جلال، وأغنية «يا مفارقين الأحباب». كما أدت شخصية «الست بمبة» أمام هدى سلطان وفريد شوقي ومحمود المليجي في فيلم «فتوات الحسينية» عام 1954، للمخرج نيازي مصطفى، ولفت البحث إلى أنها قدمت الكثير من الأوبريتات الإذاعية وعدداً من الأدوار القديمة وروائع الموشحات؛ إذ توصل البحث إلى حرصها على التراث الأصيل وحرصها على التغني به في حفلاتها.

شافية أحمد (1923 - 1983)
تشير الباحثة إلى أنها ولدت فاقدة للبصر، لكنها تميزت بصوت عذب ولقبت في الإذاعة المصرية بـ«الصوت المتناغم» التي كانت طبيعة صوتها تمتاز بالصفاء، وغنت ألواناً ما بين العاطفي والديني والوطني والبدوي. وغنت في 35 فيلماً، وتركت إرثاً في الإذاعة لكبار الملحنين والمؤلفين بصوتها العذب. ولفت البحث إلى تناسي تاريخ الملحنات، على اعتبار أن مهنة التلحين عصية على المرأة لما تتطلبه من جهد وقيادة لفرق موسيقية في الأداء والتوزيع وغيرها من مهام الموسيقيين.

نادرة الشامية (1906 - 1990)
ومن أبرز الملحنات نادرة أمين الشهيرة بـ«نادرة الشامية»، فكانت من أبرز المطربات اللاوتي خضن مجال التلحين، ودخلت عالم السينما بفيلم «أنشودة الفؤاد» 1932، وغنت قصائد خليل مطران والعقاد وابن الفارض، ثم تعاونت مع بديعة مصابني وعملت في الكازينو الخاص بها حتى انفصلت عنها.

لور دكاش (1917 - 2005)
كما سلّطت الباحثة الضوء على المطربة والملحنة اللبنانية لور دكاش، وهي أول فنانة عربية تحترف التلحين، ولدت في لبنان ونشأت على سماع الأسطوانات المصرية للشيخ سلامة حجازي، وزكي مراد، ومنيرة المهدية، وأم كلثوم وكانت تتغنى بروائعها في حفلات أسرية حتى لقبت في لبنان بـ«أم كلثوم الصغيرة».
وتمكنت لور من علوم الموسيقى والمقامات العربية والغربية، ومتمكنة من آلة العود، وفي عام 1929 تعاقدت معها شركة بيضافون المصرية لتسجيل أغنيات في فرعها ببيروت، وزارت مصر عام 1933، وشاركت الشعب المصري حبه لسعد زغلول بأنشودة من كلمات بطرس معوض: «يا روح سعد قد سكنت قلوبنا - وأقمت فيها للصلاة معبداً»، وسافرت ثم عادت لمصر لتسجيل أغنية حققت شهرة واسعة هي أغنية «آمنت بالله... نور جمالك آيه» التي شاركت في تلحينها مع الموسيقار فريد غصن، وفي عام 1945 قدمتها الإذاعة المصرية بصفتها نجمة في حفلها الساهر، وظلت بعدها بمصر حتى وفاتها في عام 2005. شاركت في عدد من الأفلام المصرية منها «أنشودة الراديو» 1936، و«الموسيقار» 1946 و«بنت البادية» 1956، كما ظهرت ضيفة شرف في فيلم «يا تحب يا تقب»، ويشير البحث إلى أنها غنت بموشحات وأدوار في جولات فنية خارج مصر في باريس وتونس والجزائر وبلاد الشام، ولها في الإذاعة المصرية أكثر من 500 أغنية، لكنها لم تأخذ حظها من الشهرة والصيت.

نرجس شوقي
أما عن المطربة المصرية نرجس شوقي، فقد سلط عليها الضوء بحث للدكتور حبيب العباس، مستهلاً بمقولة لإسحاق الموصلي نقلها الفارابي: «الألحان نسج ينشئها الرجال ويجودها النساء».
ويلفت في ورقته إلى أن نرجس شوقي هي الشقيقة الكبرى لفنانة المونولوجست الشهيرة ثريا حلمي، بدأت رحلتها من شارع محمد علي ثم الإذاعة المصرية، ثم سافرت إلى لبنان لتقديم عروض هناك، وتزوجت من الفنان فوزي منيب زوج الفنانة ماري منيب وقتها، لكن علمت ماري بزواجهما فطلقها فوزي منيب وظلت هي في لبنان وذاع صيتها ثم عادت إلى القاهرة لتغني لرياض السنباطي، ولعبد الوهاب «في الروض جمالك»، و«يا خاين الود يا قاسي» لمحمد القصبجي، و«ساكن في حي السيدة» لمحمد فوزي و «يا اسكندرية يا أم اللطافة» للملحن فيلمون وهبة، وظهرت في نحو 10 أفلام مع كبار النجوم يوسف وهبي وإبراهيم لاما، ومحمد عبد المطلب، وأمينة رزق، وشكوكو، وإسماعيل ياسين، وأنور وجدي، وآسيا.
ويسلّط البحث الضوء على الفترة التي أقامت بها نرجس شوقي في بغداد، وهي فترة غير معلومة للكثير من المهتمين بتاريخ الموسيقى العربية، مؤكداً أنها سجلت عدداً كبيراً من أغانيها باللهجة العراقية في الإذاعة العراقية والتف حولها أبرز الشعراء، «جبوري النجار، وسيف الدين لائي، وعبد الكريم العلاف وغيرهم».

ليلى عبد العزيز (الكويت)
الكويت أيضاً شهدت إبداعات نسائية في مجال الموسيقى، سلطت عليها الضوء الدكتورة أحلام أكبر بن الشيخ محمد صالح، والتي تناولت إبداع ليلى عبد العزيز أول صوت نسائي كويتي، احترفت الموسيقى وتخرجت في معهد الموسيقى العربية بمصر عام 1967، وتخصصت في العزف على آلة القانون، وعند عودتها من الكويت كونت فرقة موسيقية كويتية قدمت عروضاً بالكويت وخارجها. وتلفت الباحثة إلى أن الفرقة تعرضت للهجوم، لكنها استمرت ومن أشهر أغانيها: «الأسمرانية - أحطك في قلبي - يا نجمة يا بعيدة - ألو يا خط يا مشغول».

فتحية خيري (1918 - 1986)
في حين تطرق الدكتور محمد أنيس لمشوار الفنانة التونسية فتحية خيري احتفلت تونس بمئويتها عام 2018، التي عرفت بصوتها العذب واتقانها العزف على العود، وتعد من أوليات النساء اللاتي قدن فرقاً موسيقية في القرن العشرين، فضلاً عن إسهاماتها في المسرح، حيث وقفت لأول مرة على خشبة المسرح بعمر 14 عاماً في مسرحية «المائدة الخضراء» ليوسف وهبي، وجاءت لمصر للمشاركة في أول مؤتمر للموسيقى العربية، وأسست بعد ذلك فرقة «شباب الفن» التي ضمت عازف العود المصري سيد شطا، وصالح المهدي «زرياب». وفي الخمسينات التقت الفنان المصري زكي طليمات الذي شاركت معه في مسرحية «صقر قريش» عام 1956. وتغنت في باريس ومصر والمغرب، وحينما زارت مصر في الذكرى الأولى لثورة يوليو (تموز)، التقت فريد الأطرش وتغنت وقتها في حفلات عدة لمصر، وأطلقت عليها الصحف «سفيرة الفن التونسي».

مبدعات عراقيات
في حين تطرق الباحث الدكتور هشام شرف، من العراق، للتجارب النسائية الغنائية في العراق التي ظهرت في ثلاثينات القرن الماضي، وأبزرهن: صديقة الملاية مواليد عام 1901، التي انطلقت من الغناء الديني، وتألقت فيما بعد بالغناء المقامي «البستة»، وأيضاً سليمة مراد مواليد 1905، التي تألقت في عالم الطرب ثم تزوجت من المطرب ناظم الغزالي، كذلك سلطانة يوسف التي كانت نجمة الملاهي الغنائية البغدادية بداية من عام 1927، وسجلت 14 أسطوانة وبرعت في غناء المقامات العراقية، وبخاصة الدشت، والهمايون، والحكيمي، والجبوري، واللامي، أما زهور حسين التي بزغ نجمها في كربلاء، ثم انتقلت إلى بغداد فأثرت الإذاعة بأغانيها منذ عام 1942، وظهرت بعدها مائدة نزهت التي تألقت أيضاً في الإذاعة العراقية واشتهرت بفرادة أدائها المميز وانضمت إلى فرقة التراث الموسيقى العراقي عام 1974، وتعتبر الفنانة الوحيدة التي تغنت بالمقامات العراقية العشرة بشكل متكامل.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».