كشفت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تفاصيل الدورة الـ41، التي تحمل اسم المدير الفني السابق للمهرجان يوسف شريف رزق الله، والتي ستقام في الفترة من 20 - 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وقال المنتج السينمائي محمد حفظي، رئيس المهرجان، في المؤتمر الصحافي، الذي عقد أمس في القاهرة، «سيقوم المهرجان هذا العام بتكريم الراحل يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان، بشكل يليق بما قدمه من عطاء للمهرجان والدورة الحالية»، مشيراً إلى أن تكريمه في الدورة الماضية كان أمراً مؤثراً جداً، وأعلن عن إطلاق اسمه كذلك على جائزة الجمهور، التي تقدر قيمتها بـ20 ألف دولار أميركي، وتذهب لأحد أفلام المسابقة الدولية، وتمنح مناصفة بين المنتج والشركة التي ستقوم بتوزيع الفيلم في مصر.
وأضاف أن «العروض العالمية الأولى في الدورة المقبلة تزيد من مكانة وقوة المهرجان، الذي يصنف على أنه من أهم المهرجانات العالمية»، مشيراً إلى أن «هدف المهرجان ليس عرض الأفلام فقط، لكنه يركز على دعم الإنتاج السينمائي، ومنح الفرص للمشروعات الجيدة للظهور للجمهور».
وكشفت إدارة المهرجان، أمس، عن البوستر الدعائي للدورة الـ41 من المهرجان، الذي يبرز صورة سيدة على هيئة شجرة لديها جذور قوية. وعن فكرة تصميمه، قال محمد حفظي: «المهرجان له جذور قديمة في العالم كله، وفخورون بجذورنا التي تمتد وتطرح ثمارها وتفيد صناع السينما»، لافتاً إلى أن «اختيار المرأة على البوستر يتماشى مع الاتفاقية التي وقّعها (القاهرة السينمائي) أخيراً لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في السينما على مستوى المهرجانات».
وأعلنت إدارة المهرجان عن منحها «جائزة فاتن حمامة التقديرية» للممثل والمخرج البريطاني تيري جيليام، الذي استطاع على مدار أربعة عقود، أن يقدم إسهامات بارزة في صناعة السينما جعلت منه واحداً من أعظم مخرجي عصرنا الحالي، وفق إدارة المهرجان، وسينظم المهرجان ندوة له لتقديمه للجمهور والنقاد المصريين خلال فعاليات الدورة المقبلة.
كما أعلنت إدارة المهرجان منح المخرج المصري شريف عرفة، المولود في عام 1960، «جائزة فاتن حمامة التقديرية» أيضاً، بعد نجاحه على مدار ثلاثة عقود في تقديم عدد كبير من الأفلام السينمائية المصرية بشكل مميز وناجح، إذ قدم نحو 22 فيلماً روائياً طويلاً، منها «اللعب مع الكبار» الذي اختير ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية بالقرن العشرين، في استفتاء شارك فيه العديد من النقاد المصريين.
فيما ذهبت «جائزة فاتن حمامة للتميز»، التي تُمنح لمبدعين تمكنوا في سن مبكر نسبياً من تحقيق إنجاز سينمائي ملموس للفنانة المصرية منة شلبي، التي استطاعت أن تجمع بين بطولة الأفلام التي تنافس على صدارة شباك التذاكر، وتقديم أعمال مغايرة تحظى باهتمام نقدي، وتحقق الجوائز في المهرجانات، حسب إدارة المهرجان.
وعن ذلك الاختيار، قال حفظي إن شلبي «تعد من الفنانات القلائل اللاتي تمسكن بالسينما، رغم إغراءات الدراما في الآونة الأخيرة». وبدأت شلبي مسيرتها الفنية عام 2001، وقدمت خلال السنوات الماضية عدداً بارزاً من الأفلام السينمائية، من بينها: «الساحر»، و«بحب السيما»، و«أحلى الأوقات»، و«بنات وسط البلد»، و«عن العشق والهوى»، و«نوارة»، وغيرها من الأفلام المهمة.
ووفق إدارة المهرجان، فإن عدد الأفلام المشاركة في الدورة الـ41 تبلغ 150 فيلماً، من بينها 13 فيلماً طويلاً، و20 فيلماً قصيراً، ويصل عدد العروض العالمية الأولى بالمهرجان إلى 18 فيلماً، فيما يبلغ عدد العروض الأولى للأفلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 84 فيلماً، وتمثل الأفلام المشاركة في المهرجان نحو 63 دولة.
في السياق نفسه، يفتتح الفيلم الأميركي «الآيرلندي» عروض الدورة الـ41 من المهرجان، وقال رئيس المهرجان إن «شبكة (نيتفلكس) وافقت على منح المهرجان حق عرض الفيلم لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». ولإتاحة عرضه للجمهور المصري، قال حفظي: «سنقوم بعرضه في ثاني أيام المهرجان على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية»، مشيداً بقيمته الفنية والبصرية، التي ترشحه لحصد جائزة «الأوسكار» المقبلة، وفق حفظي.
فيلم «الآيرلندي»، إخراج مارتن سكورسيزي، وبطولة الثلاثي روبرت دينيرو، وآل باتشينو، وجو بيشي، ويدور حول أحد رجال العصابات الذي يحكي مذكراته التي تكشف الكثير من الأسرار فيما يتعلق بنهاية الرمز العمالي الأميركي «جيمي هوفا».
وتحل دولة المكسيك ضيف شرف القاهرة السينمائي هذا العام، وقال سفير المكسيك في القاهرة خوسيه أوكتابيو تريب، في المؤتمر الصحافي، أمس، إنه «سعيد باختيار دولة المكسيك ضيف شرف المهرجان، وإن هذا القرار يعد شرفاً كبيراً للمكسيك وصناعتها السينمائية، كما يعد حافزاً مهماً لاكتشاف مجالات جديدة للتعاون بين المكسيك وأفريقيا والشرق الأوسط».
وأضاف السفير، خلال كلمته، أن السينما المكسيكية تمر الآن بعصر ازدهار؛ فقد وصل عدد الحاصلين من السينمائيين المكسيكيين على جائزة «الأوسكار» إلى 32 شخصاً؛ 5 منهم حصلوا على جائزة أفضل مخرج، و5 على جائزة أفضل تصوير، وجائزة أفضل فيلم.
وتابع السفير المكسيكي قائلاً: «في عام 2018، حصلت السينما المكسيكية على 78 جائزة من 23 دولة، وهذه مؤشرات تظهر أن صناعة السينما المكسيكية في تطور مستمر، إلى جانب إنتاجها لـ176 فيلماً خلال عام 2017، أما في عام 2018 فقد أنتجت 186 فيلماً، محطمة بذلك الأرقام القياسية؛ حيث نمت صناعة السينما بمعدل 4 أضعاف مقارنة بمعدل نمو الاقتصاد الكلي للمكسيك».
ويلتزم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية، بتطبيق جميع شروط ولوائح الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، ويهدف إلى المساهمة في تطوير فنون وعلوم الفيلم الروائي والتسجيلي، وتشجيع الحوار بين الثقافات، بجانب دعم المشروعات السينمائية الجديدة في العالم العربي.
ويمثل مصر بالمهرجان الفيلم الوثائقي «احكيلي» إخراج ماريان خوري، ويرصد رحلة شخصية - إنسانية وبصرية - تمتد لأربع سيدات من أربعة أجيال مختلفة من عائلة المخرج الراحل يوسف شاهين المصرية، التي يعود أصلها إلى بلاد الشام؛ حيث تحكي الأحداث من خلال جلسة دردشة بين أم وابنتها تعملان في مجال السينما: «الأم» هي مخرجة الفيلم ماريان خوري، و«الابنة» هي ابنتها «سارة» التي تدرس السينما في كوبا، وتسعى كل منهما لاكتشاف الحياة بصعوباتها ومتعها، من خلال مشاهد أرشيفية لم يرها أحد من قبل.
«القاهرة السينمائي» يعرض 150 فيلماً من 63 دولة بدورته الـ41
حفظي: العروض العالمية الأولى تزيد من مكانة وقوة المهرجان
«القاهرة السينمائي» يعرض 150 فيلماً من 63 دولة بدورته الـ41
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة