تفكيك ألغام حوثية بالحديدة والضالع ومقتل طفل في حجر

«الأمهات» طالبن بالإفراج عن المختطفين المرضى في «مركزي صنعاء»

TT

تفكيك ألغام حوثية بالحديدة والضالع ومقتل طفل في حجر

طالبت رابطة أمهات المختطفين بالإفراج عن أبنائهن المحتجزين في السجن المركزي في صنعاء وسط التعذيب الحوثي والتعذيب المستمر، في الوقت الذي فككت فيه القوات اليمنية بمختلف تشكيلاتها ألغاما زرعها الحوثيون في الحديدة والضالع. بينما سجلت محافظة الضالع (جنوب اليمن) مقتل طفل يبلغ من العمر ستة أعوام جراء قصف شنته الميليشيات.
الطفل قتل يوم الجمعة عندما قصف الحوثيون قرى المواطنين في منطقة حجر غرب الضالع. ووفقا لمصادر محلية، نقل عنه الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر.نت» فإن «الطفل عبد الله محمد عبد الله الصريحي، قتل جراء قصف الميليشيا الحوثية، قرية المشاريح بمنطقة حجر، أثناء ما كان يلعب كرة قدم لحظة اختراق الشظايا لجسمه، التي أودت بحياته على الفور». وأضافت أن «القصف تسبب أيضا بإلحاق أضرار بالغة بمنازل المواطنين في القرية».
وتواصل ميليشيا الحوثي المتمردة، قصفها العنيف والعشوائي بقذائف المدفعية من مواقع تمركزها بمنطقة المشاويف، مستهدفة الأحياء السكنية في قرى المشاريح والريبي، وباجة وسليم وحمان والخرازة وبتار، غربي مديرية قعطبة.
في الأثناء، تمكنت قوات الشرطة العسكرية في مديرية قعطبة، من نزع وإبطال كميات كبيرة من الألغام الحوثية والعبوات الناسفة، في جانب الطريق الرابط بين مدينة قعطبة والفاخر، حيث قامت الشرطة العسكرية بتفكيك عبوات ناسفة من الكثير من المناطق، التي تم تحريرها خلال الأيام الماضية: شخب والقفلة في مديرية قعطبة.
وأكد مصدر عسكري أن «وحدة نزع الألغام في قوات الشرطة العسكرية وجدت كميات كبيرة من الألغام والعبوات والمتفجرات مزروعة وسط الأشجار ووسط الأحياء السكنية، وبجانب الطرقات في المناطق التي تم تحريرها خلال الأيام الماضية في شخب والقفله وبجانب الطريق الرابط بين قعطبه والفاخر» و«قامت بنزع وإبطال كميات الألغام والمتفجرات التي زرعتها ميليشيات الحوثي أثناء تمركزها وسيطرتها على هذه المناطق قبل أن يتم تحريرها من قبل القوات الجنوبية». وأوضح المصدر أن «المتفجرات كانت عبارة عن أقراص بيضاء ولاصقه وصواعق زرعتها ميليشيا الحوثي وسط الأشجار وبجانب الطرقات».
ولأن الألغام الحوثية زرعها الانقلابيون بلا خرائط في شتى اليمن، فككت الفرق الهندسية للقوات المشتركة من الجيش الوطني في محافظة الحديدة الساحلية غربا، حقل ألغام حوثيا في حي منظر السكني، جنوب الحديدة.
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل ميليشيات الانقلاب تصعيدها العسكري من خلال القصف اليومي، بمختلف الأسلحة، على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والأحياء السكنية المحررة في مدينة الحديدة والريف الجنوبي للمحافظة، وذلك في تحد واضح للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة.
وقال المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، بأن «الفرق الهندسية للقوات المشتركة، فككت حقل ألغام وعبوات ناسفة قامت ميليشيات الحوثي بزراعتها شرق حي منظر جنوب مدينة الحديدة». موضحة أن «الفرق الهندسية قامت بتفكيك حقل الألغام الذي زرعته ميليشيات الحوثي بين منازل المواطنين والطرقات المؤدية إليها في حي منظر جنوب مدينة الحديدة».
وأكدت «العمالقة» أن «الفرق الهندسية تواصل انتزاع ألغام الموت والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الإجرامية في مختلف مناطق وقرى محافظة الحديدة التي تسببت بإصابة ومقتل الكثير من المواطنين الأبرياء لا سيما النساء والأطفال».
من جهة أخرى، أطلقت رابطة أمهات المختطفين مناشدة لإنقاذ أبنائهن المختطفين في السجن المركزي في صنعاء جراء تدهور حالتهم الصحية.
وقالت «لسنوات متواصلة يقضي أبناؤنا حياتهم خلف القضبان دون مسوغ قانوني، يتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي والإهمال الصحي المتعمد».
وأضافت في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، لها «بلغنا في رابطة الأمهات تدهور صحة عدد من المختطفين المرضى في السجن المركزي بصنعاء، جراء حرمانهم من الرعاية الصحية المتخصصة، منهم المختطف محمد عبد الله الرده الذي تدهورت حالته الصحية بشكل كبير ويواجه الإصابة بالذبحة الصدرية، وانخفاض نسبة الدم وأصبحت حالته حرجة للغاية، والمختطف خالد محمد الحيث، الذي يعاني من التهاب الكبد المناعي والكلى، والمختطفان عبده حسن عصيبة ومحمد لطف الحسام، اللذان أصيبا بالتهاب الكبد». وناشدت الرابطة «اليمنيين أخوة الدين والدم والوطن إنقاذ المختطفين المرضى وإعادتهم إلى عائلاتهم لينالوا حظهم من الرعاية، ويبقوا في أيام مرضهم القاسية بين أمهاتهم وأبنائهم»، محملة «جماعة الحوثي المسلحة كامل المسؤولية عن حياة وسلامة المختطفين».
كما ناشدت «المبعوث الأممي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان الضغط لإنقاذ المختطفين المرضى قبل فوات الأوان، ولإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط حتى يتمكنوا من تلقي العلاج بشكل عاجل وكامل». ودعت «الصليب الأحمر لزيارة السجن المركزي بصنعاء وتمكين المختطفين من حقوقهم الطبيعة وحصولهم على الرعاية الصحية لإنقاذهم».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».