قتلى وجرحى من الانقلابيين في الضالع... وإحباط هجوم بالجوف

TT

قتلى وجرحى من الانقلابيين في الضالع... وإحباط هجوم بالجوف

دمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، الجمعة، دبابة مع عربتين عسكريتين تابعتين لميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة وادي الخراشب في منطقة كتاف، شرق صعدة الواقعة شمال غربي صنعاء، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، وفقاً لما ذكره المركز الإعلامي لمحور كتاف العسكري الحكومي، في بيان مقتضب له نشره على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
يأتي ذلك في الوقت الذي قتل وأصيب فيه 19 انقلابياً في جبهات قعطبة بمحافظة الضالع الجنوبية، في حين أحبط الجيش هجوماً حوثياً في الجوف.
وتواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، جرائمها وانتهاكاتها اليومية في مدينة الحديدة وعدد من المناطق في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن، من خلال القصف المستمر على الأحياء والقرى السكنية في مدينة الحديدة وريفها الجنوبي؛ حيس والتحيتا والدريهمي، علاوة على استمرار زراعة الألغام بشكل كثيف، في الطرقات والمزارع دون مراعاة أو اكتراث للأضرار التي يتعرض لها السكان والمواطنون في المحافظة، بالإضافة إلى استهداف المدنيين المارين في الطرقات والأسواق، وفقاً لما ذكره المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي.
ونقلت «العمالقة» عن مصدر طبي في مستشفى الدريهمي، جنوب الحديدة، قوله إن «لغماً أرضياً زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية بإحدى الطرقات الترابية شمال مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، انفجر بسيارة إسعاف، ما أسفر عن سقوط قتيل و4 جرحى».
وأكدت «العمالقة» أن «ميليشيات الحوثي تواصل مسلسل خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية في إطار تصعيدها العسكري في محافظة الحديدة، في رسالة واضحة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة أنها لا تريد السلام ولن تجنح له»، وأن «ميليشيات الحوثي، المدعومة إيرانياً، ارتكبت عشرات الخروقات والانتهاكات اليومية للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال بمحافظة الحديدة في إطار تعنتها لطريق السلام والاتفاقيات التي وقعت عليها بإشراف الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة».
وقال مصدر عسكري في وحدة الرصد للقوات المشتركة إن «ميليشيات الحوثي ارتكبت خلال الـ24 ساعة، من يوم الخميس الماضي، 44 خرقاً وانتهاكاً على مواقع القوات المشتركة في عدد من مناطق ومديريات محافظة الحديدة، في إطار خروقاتها اليومية للهدنة الأممية واتفاق السويد الذي ينص على وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار للميليشيات من موانئ ومدينة الحديد».
وأضاف أنه «تم رصد وتوثيق جميع الخروقات والانتهاكات التي قامت بها ميليشيات الحوثي على مواقع متفرقة للقوات المشتركة في مديريات الدريهمي، وحيس، وبيت الفقيه والتحيتا، جنوب الحديدة، حيث استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة والرشاشة وقذائف مدفعية الهاون بشكل عنيف».
إلى ذلك أحبطت قوات الجيش، اليوم، محاولة تسلل لميليشيا الحوثي، باتجاه جبل قشعان الاستراتيجي وتبة «السلام» في المديرية ذاتها، وأجبرتها على الفرار، بعد تكبيدها خسائر بشرية في صفوفها.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني في محافظة الجوف (شمال)، إحباط محاولة تسلل لميليشيات الحوثي الانقلابية، الخميس، باتجاه جبل قشعان الاستراتيجي وتبة السلام في مديرية خب والشعف، وكبدتهم الخسائر البشرية في صفوفها. وذكر عبر موقعه الرسمي «سبتمبر. نت» أن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت مواقع ميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في وادي سبلة بالمديرية ذاتها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي».
وبالانتقال إلى محافظة الضالع، جنوب البلاد، تتواصل المواجهات في الجبهات الشمالية والغربية لمديرية قعطبة (غرب)، وأشدها في الفاخر، في محاولة مستميتة من ميليشيات الانقلاب التقدم إلى مواقع الجيش الوطني التي حررتها مؤخراً في إطار عملية عسكرية لاستكمال تحرير المديرية والمحافظة بشكل كامل من قبضة الانقلابيين.
وسقط أكثر من 19 انقلابياً، بين قتيل وجريح، الخميس، في معارك خاضتها قوات الجيش الوطني، بإسناد من المقاومة الشعبية، في جبهة الفاخر، غرب مديرية قعطبة، علاوة على تدمير عربة «بي إم بي» وطقم يحمل رشاشاً عيار 14.5، بحسب ما أكده مصدر عسكري نقل عنه المركز الإعلامي للجيش الوطني.
وقال المصدر إن «المواجهات تزامنت مع قصف مدفعي لقوات الجيش استهداف مواقع وتجمعات الميليشيات الحوثية الإرهابية شمال منطقة الفاخر، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية في صفوفها».
وفي السياق، تتواصل المواجهات بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، الجبهات الغربية والشمالية بمدينة تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ 5 سنوات. وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز، العسكري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش الوطني أحبطت، الخميس، هجوماً حوثياً في الجبهة الشمالية لمدينة تعز»، مضيفاً أن «هجوم ميليشيات الحوثي الانقلابية كان على مواقع الجيش الوطني في معسكر الدفاع الجوي، في حين أفشلت القوات الهجوم الحوثية وأجبرته الميليشيات على التراجع والفرار بعدما تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد العسكري».
وذكر أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية إلى عزلة الحمية بالتعزية، الخميس، حيث تم رصد تحرك 3 دبابات وعدد من الأطقم العسكرية والعربات العسكرية، مع الانتشار الكثيف لهم في المنطقة، وذلك عقب الاشتباكات التي وقعت بين عناصر من الميليشيات الحوثية وأفراد من المنطقة، وسط ترويع الآمنين والنساء والأطفال».
ونوه بأن «هدف ميليشيات الحوثي من الحملة الكثيفة والدفع بتعزيزات لهذه المنطقة، لا يستبعد أن يكون إطباق الحصار على منطقة المخلاف، التابع لمديرية التعزية، بالكامل»، مؤكداً أن «الميليشيات قامت بحملة اعتقالات للأهالي من قرى الشقب والزين بعزلة الحيمة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».