«مسك للفنون» يثري الساحة الفنية بالأعمال الإبداعية في موسم الرياض

الحديد يذيبه الابتكار ليخترقه النور... ووجوه مرسومة قد تبتسم لك

الفن المعاصر يجذب الحضور
الفن المعاصر يجذب الحضور
TT

«مسك للفنون» يثري الساحة الفنية بالأعمال الإبداعية في موسم الرياض

الفن المعاصر يجذب الحضور
الفن المعاصر يجذب الحضور

أثرى معرض «معهد مسك للفنون» التابع لـ«مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية» (مسك الخيرية)، المقام ضمن فعاليات موسم الرياض، على امتداد خمسة أيام، الساحة الفنية السعودية بكثير من الأعمال الإبداعية، حيث أتاحت مبادرة للفنانين، وفي أرض مفتوحة، المشاركة في ورش عمل وعروض حية ومعارض فنية.
وعادة ما تجسد الصور الواقع، لكن أن يجسد إنسان صورة أو رسمة، وربما تمر بجواره فيبتسم لك، فهذا هو الجديد الذي أتت به الفنانة بدور البكري في «معرض مسك الفنون»، وبدأت فكرة العمل، بحسب البكري، قبل 3 سنوات، وكانت التجربة في البيت، قبل أن تخرج بها إلى المعارض الفنية والجمهور الذي تقبلها بإعجاب وذهول.
ولم تقف البكري عند هذا الحد، حيث تحدثت عن طموحها في تطوير فكرتها، والانتقال من الرسم على الوجه، إلى الرسم على الجسم ككل، مشيرة إلى أن «مسك الخيرية» تقدم الدعم الذي تحتاج إليه، مضيفة: «الرعاية مهمة للاستدامة والتطور، والأمر مكلف شخصياً، ويحتاج إلى موقع وخامات كثيرة».
يُشار إلى أن الفعالية تأتي في إطار اهتمام «معهد مسك للفنون» بدعم المواهب، وتشجيع سوق الفن المحلية، حيث تقدم فرصة للتطوير المهني للفنانين بمختلف اهتماماتهم، وذلك من خلال تعزيز التعليم، عبر النقاشات التفاعلية، كما تتيح تبادل المهارات والتعلم المباشر بين أصحاب التجارب، في مجالات متنوعة، كالتصميم والرسم والموسيقى والهندسة المعمارية وصناعة الأفلام.
وفي أحد الأجنحة المشاركة في «معرض أسبوع مسك الفنون 2019»، الذي يُسمّى بمعرض متناقضات متناغمة، ستجد في إحدى زوايا المعرض كومة من الحديد المتناغم، بعد أن كان في عداد التالف من المواد، لكن هذا الحديد بعد تسليط الإنارة عليه سيعكس كلمات على الحائط، بعد أن ابتكر أحد الفنانين هذا العمل المتقن، وفي هذا المعرض كثير من الأعمال الفنية التي استُخدِمت فيها المواد المعاد تدويرها.
وقالت لولوة الحمود منسقة معرض «متناقضات متناغمة» إن «اسم المعرض جاء وفق العنوان الرئيسي لأسبوع (مسك الفنون)، وهو التجربة»، مشيرة إلى أن كثيراً من الفنانين المشاركين بأعمالهم في هذا المعرض استخدموا في أعمالهم الشيء ونقيضه، الأمر الذي يعطي أعمالاً فنية معبرة وذات معنى.
وبينت الحمود أن المعرض يضم أعمال 22 فناناً من السعودية ومختلف أنحاء العالم، كروسيا وفرنسا والصين وأميركا والبرازيل والبحرين واليمن وسوريا والجزائر وتونس وأذربيجان.
ويضم المعرض العمل الفني للفنانة البحرينية هلا آل خليفة، الذي نتج عنه فيلم مرئي، وهو عبارة عن شبكة للصيد والبحث عن اللؤلؤ تم عقد كثير من الأقمشة السوداء على زواياه، ويمثل عدد الأقمشة المربوطة بالشباك عدد الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن، بعد ذهاب الزوج إلى صيد الأسماك والبحث عن اللؤلؤ، لكنه لم يعد!
ويضم المعرض أعمال الفنان الفرنسي الشهير فيكتور فازاريلي الذي يُعتبر عراب الخداع البصري في الأعمال الفنية، والذي يعتمد في لوحاته على إعطاء المشاهد لمحات مختلفة باختلاف زاوية المشاهدة، ويُعتبر هذا الفنان الفرنسي أول مَن ابتدع فنّ الخداع البصري، وتبعه في مدرسته هذه كثير من الفنانين.
يُذكر أن «معهد مسك للفنون» التابع لـ«مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية» (مسك الخيرية)، أطلق «مبادرة مسك الفنون 2019م»، تحت عنوان «تجربة 0.3»، ضمن فعاليات موسم الرياض، من أجل إثراء الساحة الفنية السعودية، والاحتفاء بالفنون التشكيلية، وذلك على مدى خمسة أيام بدأت منذ 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في خطوة تسعى من خلالها المبادرة إلى دفع العجلة الفنية في المملكة، وإيجاد أكبر قدر من التواصل بين الفنانين المشاركين من مختلف مناطق المملكة.


مقالات ذات صلة

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

يوميات الشرق تأتي مشاركة «مسك» في «دافوس» لتوفير منصة عالمية للحوار بين القادة والشباب (مسك)

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

تشارك مؤسسة «مسك» في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس السويسرية خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير، تحت شعار «فكّر وأثّر: ضاعف أثرك».

محمد هلال (دافوس)
يوميات الشرق يعدّ المنتدى فرصة فريدة للالتقاء بالشباب والقادة وصناع القرار

منتدى مسك العالمي... ملتقى الشباب العالمي لمناقشة القضايا المهمة وتحقيق التغيير

شهد اليوم الثاني من منتدى مسك العالمي، التقاء مجموعة متنوعة من الرواد الشباب، وامتلأت القاعات بالحوارات والأفكار الملهمة، التي تناقش قضايا متنوعة.

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق يقدم المسرح التجارب الملهمة للمتحدثين (مسك)

«منتدى مسك» يجمع القادة بالشباب لمناقشة المستقبل

انطلقت، الأربعاء، النسخة السابعة لمنتدى مسك العالمي تحت شعار «فكّر وأثّر».

محمد هلال (الرياض)
رياضة سعودية «غريندايزر» أشهر الرسوم المتحركة في الوطن العربي (مانجا)

«مانجا للإنتاج» تطلق لعبة «غريندايزر... وليمة الذئاب»

أعلنت شركة «مانجا للإنتاج» التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) بالتعاون مع شركة «مايكرويدز» الفرنسية، موعد إطلاق لعبتها الجديدة مغامرات الفضاء «غريندايزر... وليم

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يتمتع مركز «عِلمي» بتصاميم عمرانية فريدة ومُستدامة ومستوحاة من بيئة وطبيعة السعودية (واس)

سارة بنت مشهور تُطلق مركزاً لاكتشاف العلوم والابتكار بالرياض

أعلنت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة «عِلمي»، عن خُطط إطلاق مركز «عِلمي» لاكتشاف العلوم والابتكار، في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».