«منتدى الأمن الأفريقي» يبحث في الرباط «مواجهة تغير المناخ»

TT

«منتدى الأمن الأفريقي» يبحث في الرباط «مواجهة تغير المناخ»

تحتضن العاصمة المغربية الرباط الدورة الرابعة لـ«المنتدى الأفريقي للأمن»، الذي سيلتئم هذه السنة بمشاركة ممثلين عن حكومات 35 دولة أفريقية، بالإضافة إلى 400 مشارك، ضمنهم مسؤولون أمنيون وخبراء ومختصون، وشركات أمنية عالمية ومنظمات إقليمية ودولية تعنى بالأمن.
وسينظم المنتدى فيما بين 1 و3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل حول موضوع «تأثير التغير المناخي على الأمن في أفريقيا»، وذلك في إطار شراكة بين مركز «أتلنتيس» للبحوث والدراسات السياسية بالدار البيضاء، و«المنتدى الدولي للتكنولوجيا الأمنية» في باريس.
وقال إدريس بنعمر، الرئيس المؤسس لـ«منتدى أتلنتيس»، خلال لقاء صحافي، أمس بالدار البيضاء، لتقديم المنتدى: «بعد تناول مواضيع الهجرة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والإرهاب الإلكتروني، وقضايا التطرف ومكافحة التشدد، وتكنولوجيا البيانات الضخمة في الدورة الماضية، قررنا هذه السنة أن نسلط الأضواء الكاشفة على جانب جديد، يتعلق بالتداعيات الأمنية لتغير المناخ، وأساليب مواجهتها».
وأضاف بنعمر: «لم يعد هناك مجال للشك في أن تغير المناخ تسبب في اختلال التوازنات البيئية على مستوى كوكب الأرض، لدرجة أصبح معها من الصعب حصر آثاره بدقة. غير أنه من المؤكد أن آثار تغير المناخ على المنظومات البيئية، والتنوع البيولوجي، والمجتمعات البشرية، أصبحت اليوم تطرح مشاكل جدية على المستوى الأمني، وعلى الخصوص في أفريقيا، التي تعد القارة الأكثر هشاشة، والأكثر عرضة لتداعيات التغيرات المناخية، وذلك بسبب التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية التي تعرفها»، مشيراً إلى تداخل النزاعات الإقليمية والقبلية حول الحدود والموارد المائية مع آثار التغيرات المناخية، وارتباطها بتدفقات الهجرة الكثيفة، إضافة إلى التوترات السياسية الداخلية للدول، وانتعاش الحركات المتطرفة والعنيفة.
وعدّ بنعمر أن «التغيرات المناخية، والطفرة الديموغرافية، وندرة الموارد، أصبحت تشكل العناصر الصعبة للمعادلة الأمنية والتنموية في أفريقيا»، مبرزاً أن «المنتدى الرابع للأمن في أفريقيا» سيناقش 3 محاور أساسية، تتعلق بمعضلات الأمن الغذائي وتدبير الماء، وإشكاليات النمو الديموغرافي والتنمية الفلاحية، وإطلاق التفكير للبحث عن حلول استشرافية لمشكلات المستقبل، ومشيراً إلى أن كل واحد من هذه المحاور سيتفرع إلى 3 محاور فرعية. كما أوضح بنعمر أن أشغال المنتدى ستدور في إطار جلسات مفتوحة وأخرى مغلقة خاصة بالمدعوين.
وبالإضافة إلى الجلسات العامة والورشات، سيعرف المنتدى، الذي يحضره ممثلون عن الوزارات والإدارات المكلفة الأمن في 35 دولة أفريقية، ومراكز دراسات وشركات مختصة عبر العالم، تنظيم لقاءات أعمال ثنائية، وإبرام صفقات وشراكات واتفاقيات تعاون.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.