«قسد» تتهم تركيا بعد الالتزام بوقف إطلاق النار

القوات الأميركية تسير أول دورية لها شمال سوريا منذ انسحابها من المنطقة

جرافة عسكرية تركية تقف في بلدة رأس العين السورية (رويترز)
جرافة عسكرية تركية تقف في بلدة رأس العين السورية (رويترز)
TT

«قسد» تتهم تركيا بعد الالتزام بوقف إطلاق النار

جرافة عسكرية تركية تقف في بلدة رأس العين السورية (رويترز)
جرافة عسكرية تركية تقف في بلدة رأس العين السورية (رويترز)

اتهم مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم الخميس تركيا بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار في شمال سوريا.
وكتب عبدي، على حسابه على موقع «تويتر»،: «تركيا لم تلتزم باتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة مع الولايات المتحدة الأميركية، ومستمرة في حربها».
وأضاف أن «تركيا بدأت مع المجموعات المتطرفة باحتلال القرى المسيحية، وتحاول اقتحام بلدة تل تمر ذات الغالبية الأشورية المهددة بالإبادة». وطالب الولايات المتحدة بالوفاء «بالتزاماتها وبواجبها».
وكانت تركيا قد أعلنت أن دوريات روسية - تركية ستبدأ بالسير معاً اعتباراً من يوم غد، في وقت أشارت فيه موسكو إلى «صعوبات» تواجه تنفيذ «اتفاق سوتشي»، الذي نص على إخراج «الوحدات» الكردية من شريط حدودي. وتحدثت وسائل إعلام سورية رسمية أمس، عن حدوث «اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوات الاحتلال التركية في شمال شرقي البلاد».
وسيرت القوات الأميركية اليوم، دورية على الحدود في شمال شرقي سوريا، هي الأولى منذ سحب واشنطن قواتها من المنطقة في الشهر الجاري، بحسب مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت الوكالة، أن خمس مدرعات تحمل الأعلام الأميركية سيرت دورية من قاعدتها في مدينة رميلان (في محافظة الحسكة) متجهة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، وهي منطقة كانت واشنطن تسير فيها دوريات قبل سحب قواتها من نقاط حدودية عدة مع تركيا. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الأميركية تسعى للحفاظ على وجودها في بضع نقاط من الحدود الشرقية.
ومن جانبه، حث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قوات بلاده في مدينة تل أبيض شمالي سوريا على الحفاظ على التأهب والجاهزية.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن الوزير دعا قوات بلاده في المدينة خلال «تفقد القوات قرب الحدود في شمال سوريا» إلى «التأهب والجاهزية التامة».
وفي خطاب للقوات التركية الموجودة في تل أبيض، قال آكار: «لم تستتب الأمور بعد هنا، ويمكن أن يحدث أي شيء في أي لحظة، وعليه ليكن الجميع على أهبة الاستعداد».
وأكد أن «الغاية الأساسية من وجود القوات التركية في سوريا، هي توفير أمن الحدود وسلامة المواطنين الأتراك القاطنين في المناطق الحدودية وعدم السماح بتأسيس ممر إرهابي في الشمال السوري».
وأرسل الجيش التركي أمس تعزيزات إضافية إلى وحداته المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، ضمت ناقلات جند مدرعة، وأطقم من شرطة العمليات الخاصة.
وفي سياق متصل، قال شهود ومسعف إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا اليوم في انفجار سيارة ملغومة بسوق مزدحمة في مدينة عفرين بشمال غربي سوريا. وقالوا إن الانفجار أصاب 30 شخصاً على الأقل بجروح، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وانتزع الجيش التركي بمساعدة حلفائه من مقاتلي المعارضة السورية مدينة عفرين التي تقطنها أغلبية كردية من وحدات حماية الشعب الكردية السورية في هجوم كبير في مارس (آذار) 2018.
وأقامت القوات التركية منذ ذلك الحين منطقة عازلة داخل شمال سوريا تمتد على أغلب الشريط الحدودي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.