دراسة جديدة تكشف عن مهد البشرية على الأرض

بعد فحص الحمض النووي وجيولوجيا المنطقة

نهر أوكافانغو في بتسوانا (رويترز)
نهر أوكافانغو في بتسوانا (رويترز)
TT

دراسة جديدة تكشف عن مهد البشرية على الأرض

نهر أوكافانغو في بتسوانا (رويترز)
نهر أوكافانغو في بتسوانا (رويترز)

أكد عدد من الباحثين الأستراليين في دراسة علمية حديثة أن منطقة جنوب حوض نهر زامبيزي، شمال بتسوانا هي مهد البشرية التي تحدر منها جميع البشر المعاصرين، مشيرين إلى أنهم توصلوا إلى هذه النتائج بعد فحص سجلات الحمض النووي وأنماط الهجرة وجيولوجيا المنطقة.
ووفقاً للدراسة، التي نشرتها شبكة «سي إن إن» الأميركية، فإن أسلاف الإنسان العاقل عاشوا في هذه المنطقة منذ 200 ألف عام، قبل أن يؤدي بهم التغير المناخي إلى الانتشار في جميع أنحاء العالم.
وفي السابق، أشارت بعض الأدلة الأحفورية إلى أن الإنسان الحديث نشأ في شرق أفريقيا. ولكن في هذه الدراسة، توصل الباحثون إلى أن نشأة الإنسان كانت في جنوب أفريقيا.
وقالت فانيسا هايس الأستاذة بمعهد غارفان للبحوث الطبية في سيدني، التي أشرفت على الدراسة: «لقد كان من الواضح في السابق أن البشر المعاصرين ظهروا في أفريقيا منذ ما يقرب من 200 ألف عام، ما قمنا ببحثه بدقة في دراستنا هو الموقع الدقيق الذي نشأوا فيه قبل تشتتهم في بقاع العالم. لقد تمكنا من تحديد ما نعتقد أنه مهد البشرية».
وأضافت هايس: «لقد قمنا بجمع عينات من الدم من أكثر من 1200 شخص أفريقي حي لإجراء تحليل الحمض النووي، وقد جمعنا عينات كثيرة من أشخاص يعيشون في المناطق الريفية في أفريقيا يُعرف أنهم الأكثر ارتباطاً بالبشر الأصليين».
وتابعت: «لاحظنا وجود أسلاف مشتركة من كل المجموعات المتميزة تعود إلى منطقة جنوب نهر زامبيزي، كما لاحظنا أن ثلث السكان الأصليين بقوا في هذه المنطقة ولم يهجروها حتى يومنا هذا».
وبعد إجراء تحليل الحمض النووي، قام الباحثون بتحليل السجل الأحفوري والجيولوجي للمنطقة، وقد اكتشفوا أنها كانت تحتوي على بحيرة تبلغ مساحتها ضعف مساحة بحيرة فيكتوريا.
وقال آندي مور، الأستاذ في جامعة رودس الذي شارك في إعداد الدراسة: «خلقت هذه الأراضي الرطبة بيئة مستقرة، ووفرت جميع احتياجات البشر للبقاء على قيد الحياة. وقد ظلت هذه البيئة مستدامة لمدة 70 ألف سنة قبل أن تبدأ الأمور في التغير، ما أدى لهجرة وتنقل الأشخاص إلى مناطق أخرى».
وأكد الباحثون أنهم عثروا أيضاً على أدلة «أثرية» في المنطقة تدعم نتائجهم.
ونشرت الدراسة أمس (الاثنين) في مجلة «نيتشر» العلمية.



احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».