الوكالة اليهودية تخطط لهجرة جماعية إلى إسرائيل

مقر الوكالة اليهودية العالمية
مقر الوكالة اليهودية العالمية
TT

الوكالة اليهودية تخطط لهجرة جماعية إلى إسرائيل

مقر الوكالة اليهودية العالمية
مقر الوكالة اليهودية العالمية

بدأ مجلس الأمناء في الوكالة اليهودية العالمية، أمس الأحد، سلسلة أبحاث حول أوضاع اليهود في العالم، «في تفاقم الاعتداءات الدامية عليهم في أوروبا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى». وحسب مصادر مقربة من رئيس الوكالة، يتسحاق هيرتسوغ، فإنه طرح على المؤتمر «خطة لهجرة يهودية جماعية من دول العالم المختلفة إلى إسرائيل».
وقالت هذه المصادر إن «مجلس أمناء الوكالة اليهودية العالمية، الذي سيجتمع لثلاثة أيام متواصلة، سيقر خطة عمل استراتيجية للسنوات العشر القادمة، في مركزها توفير حماية وحلول للتحديات التي يواجهها الشعب اليهودي في العصر الحالي، وفي مقدمتها وضع حد للارتفاع الحاد في العمليات المعادية للسامية في أنحاء العالم».
وتؤكد المصادر أن هناك خلافات حادة بين أعضاء المجلس حول سبل مكافحة الاعتداءات اللاسامية، فهنالك من يطلب توفير الحماية لليهود في بلدانهم وإبقائهم قوة دعم لإسرائيل في تلك البلدان، حيث إنه في كل الأحوال سيبقى يهود خارج إسرائيل، بينما هناك من يرى أن الحل الوحيد لكيلا يبقى اليهود في العالم مستهدفين، هو مساعدتهم على الهجرة إلى إسرائيل.
وتنص خطة هيرتسوغ، على أن تنشط الوكالة اليهودية بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية، والمجتمعات والمنظمات اليهودية المختلفة، في 3 محاور أساسية: المحور السياسي، ويشمل نشاطا مقابل زعماء الدول الأجنبية والبرلمانات ومنظمات سلطة القانون، والمحور الأمني، ويشمل العمل على رفع مستوى ودرجات تأمين وحراسة المؤسسات اليهودية، والمحور التربوي التوعوي الذي سيختص بالسعي للقضاء على ظاهرة العداء للسامية من خلال أبحاث جادة وإيفاد مئات المختصين الإسرائيليين للعمل مع المربين وأجهزة التعليم المحلية في صفوف المجتمعات والجاليات اليهودية في الخارج.
وسيستمع أعضاء مجلس الأمناء خلال المؤتمر إلى كلمات عدد من المسؤولين الإسرائيليين، في مقدمتهم الرئيس رؤوبين رفلين، ورئيس الوزراء الانتقالي، نتنياهو، ورئيس الوزراء المكلف، بيني غانتس.
يذكر أن الوكالة اليهودية تعمل منذ سنة 1929، وحسب منشوراتها ساهمت في جلب 3 ملايين يهودي إلى إسرائيل. ويتواجد مقرها الرئيسي في القدس الغربية، حيث لها فروع في 248 مدينة في العالم، ويعمل في صفوفها 2200 موظف، وتنظم مشاريع «رحلات وطنية» لعشرات آلاف اليهود من الخارج إلى إسرائيل لتشجيعهم على الهجرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.