{ماكدونالدز} تدخل عالم الذكاء الصناعي لزيادة مبيعاتها

شركة الوجبات السريعة تسعى للتعرف على رغبات الزبائن وعرض بعض الوجبات

{ماكدونالدز} تدخل عالم الذكاء الصناعي لزيادة مبيعاتها
TT

{ماكدونالدز} تدخل عالم الذكاء الصناعي لزيادة مبيعاتها

{ماكدونالدز} تدخل عالم الذكاء الصناعي لزيادة مبيعاتها

على مدى الأشهر السبعة الماضية، أنفقت شركة ماكدونالدز مئات الملايين من الدولارات للاستحواذ على شركات تكنولوجية متخصصة في الذكاء الصناعي والتعلم الآلي. وقد أنشأت شركة الوجبات السريعة العملاقة مركزاً تقنياً جديداً في قلب سيليكون فالي في كاليفورنيا تحت مسمى «مختبرات ماكدونالدز التقنية»؛ حيث يعكف فريق من الباحثين والمهندسين وعلماء البيانات على تطوير برمجيات التعرف على الأصوات.
والهدف من وراء ذلك يكمن في تحويل ماكدونالدز (سلسلة مطاعم الوجبات السريعة التي اشتهرت بالوجبات الكثيرة، أكثر من اشتهارها باستخدام الحواسيب الفائقة)، إلى نسخة غذائية من موقع «أمازون».
وفي ظل تراجع مبيعات الوجبات السريعة، عبر مختلف مطاعمها التي تتسم بالتنافسية المتصاعدة، تسعى شركة ماكدونالدز إلى تلمس السبل الجديدة لاستمالة الزبائن. وكانت الشركة قد أعلنت مؤخراً أن مبيعات المطاعم نفسها التابعة لها في الولايات المتحدة سجلت هبوطاً ملحوظاً في الإيرادات في الربع الثالث من العام الحالي، ما أسفر عن انخفاض سعر أسهم الشركة في البورصة.
لكن عبر السنوات المقبلة، من شأن تكنولوجيا التعلم الآلي المعتمدة لدى الشركة، أن تغير من قرارات المستهلكين فيما يفضلون تناوله من وجبات سريعة، وتجعلهم يحرصون على تناول المزيد، فيما ينبئ بالسوء لزيادة الأوزان المحتملة لدى العملاء.
وحتى الآن، يمكن اختبار التقدم التكنولوجي لدى الشركة العملاقة من خلال آلاف المطاعم التابعة لها التي توفر خدمة الطلب من دون النزول من السيارات، حيث تعرض قوائم الطلبات منذ سنوات كثيرة، مصفوفة معهودة، من أفضل وجبات ماكدونالدز لدى الناس، من شاكلة بيغ ماك، وكوارتر باوندرز، وتشيكن ماك - ناجتس. يمكنك طلبها من سيارتك وتستلمها من نافذة خاصة في المطعم.
أما الآن، فقد بدأت فروع المطاعم في عرض اللوحات الإلكترونية الرقمية المبرمجة لتسويق الوجبات بصورة أكثر استراتيجية، آخذة في الحسبان عوامل مهمة، مثل الوقت من اليوم، والأحوال الجوية، وشعبية أصناف معينة من القائمة، وطول فترة انتظار إعداد الطلب. وفي ظهيرة حارة ليوم من الأيام، على سبيل المثال، قد تعرض اللوحة الرقمية مشروب الصودا البارد بدلاً من القهوة الساخنة. وعند نهاية كل معاملة من المعاملات، تعرض الشاشة ذاتها الآن قائمة من التوصيات اللذيذة التي تستميل الزبائن لطلب مزيد من العناصر.
وقد اختبرت الشركة، عبر خدمة الطلب بقيادة السيارة، تقنية جديدة تعمل بالتعرف على أرقام لوحات سيارات الزبائن، ما يسمح للشركة بتصميم قائمة من المشتريات المقترحة، بناء على دراسة طلبات الوجبات السابقة للعميل نفسه، طالما وافق العميل على تسجيل بياناته لدى الشركة.
يقول دانيل هنري، كبير مسؤولي العمليات لدى الشركة: «إننا نقبل التقدم التكنولوجي في مجالات مختلفة من حياتنا اليومية، فلماذا يعد الأمر مختلفاً عند طلب الوجبات السريعة من ماكدونالدز؟ فنحن لا نعتقد أن الطعام يجب أن يكون مختلفاً في شيء عن الأشياء الأخرى التي نفضل ابتياعها من موقع أمازون».
وكما ينعكس التطور الواضح في تجربة ماكدونالدز على خدمات الطلب من السيارات، فإن تجربة التسوق الإلكتروني التي تعتمد على لوغاريتمات التوصيف والشخصنة، تزيد من تشكيل وجه العالم التقليدي لتجارة ومبيعات التجزئة؛ حيث تستعين المطاعم، ومتاجر الملابس، والمحال التجارية، وغيرها من الشركات والأعمال، بالتقنيات الحديثة في جمع بيانات المستهلكين، ثم معاودة نشر هذه المعلومات، لتشجيع المزيد من الإنفاق الاستهلاكي.
وفي بعض المتاجر، تعمل أجهزة البلوتوث حالياً على تعقب حركات المتسوقين، ما يسمح للشركات بإرسال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، مع توصيات بالمنتجات التي اهتم بها العملاء، لكنهم أحجموا عن شرائها. كما أن هناك عدداً من متاجر البيع بالتجزئة تختبر أداوت التعرف على الوجوه، وغيرها من التقنيات الحديثة، والتي تُعرف أحياناً باسم ملفات تعريف الارتباط من دون الاتصال بالإنترنت، ما يسمح للشركات بجمع المعلومات عن العملاء، وإن كانوا أبعد ما يكونون عن حواسيبهم الشخصية.
وفي قطاع المطاعم، أنتجت تطبيقات توصيل الأغذية ذات الشعبية المتزايدة قدراً هائلاً من بيانات العملاء. لكن الجانب الأكبر من هذه المعلومات يخضع لتحكم شركات التقنية التابعة لجهات خارجية، بدلاً من المطاعم نفسها، ما يؤكد على أهمية الخبرة التكنولوجية مع تواصل نمو القدرات التنافسية لهذه الصناعة.
يقول مايكل أتكينسون، مدير شركة «أوردرسكيب» العاملة في مجال تقنيات الطلبات الصوتية: «شرع كثير من سلاسل المطاعم، وأعني الشركات الكبيرة التي تملك الأموال والنفوذ والعمق المجتمعي، في التحول إلى شركات شبه تقنية. وكلهم لديهم الطموح الكبير نفسه».
- خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.