تسليم مليون طرد يومياً ينشر الفوضى بشوارع نيويورك

تتسبب في الاختناقات المروية والتلوث

زحمة الطرود الصادرة عن «أمازون»
زحمة الطرود الصادرة عن «أمازون»
TT

تسليم مليون طرد يومياً ينشر الفوضى بشوارع نيويورك

زحمة الطرود الصادرة عن «أمازون»
زحمة الطرود الصادرة عن «أمازون»

تركت جهود ضمان راحة العملاء بأكبر قدر ممكن، تأثيراً هائلاً على شوارع نيويورك وعدد من المناطق الحضرية بمختلف أرجاء العالم، تجلت في تكدسات مرورية، وتزايد معدلات التلوث. جدير بالذكر أن تسجيل طلب شراء لدى موقع «أمازون»، على سبيل المثال، يبدأ بمجرد نقرة من إصبع. وبعد يومين، بل ربما بضع ساعات، يصل الطرد. يبدو الأمر برمته بسيطاً للغاية.
ومن أجل توصيل الطرود الصادرة عن «أمازون» وعدد لا يحصى من الشركات المشابهة، التي تبيع منتجاتها عبر الإنترنت، ثمة تحول يجري في هيكل المناطق الحضرية بشتى بقاع الأرض. وتكشف مدينة نيويورك، التي يجري فيها تسليم أكثر عن 1.5 مليون طرد يومياً، بجلاء التأثير الذي تتركه هذه المحاولات الحثيثة لضمان راحة العملاء على الاختناقات المروية وسلامة الطرق والتلوث، حسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
على سبيل المثال، تقف شاحنات التوصيل التابعة لشركتي «يو بي إس» و«فيديكس» في الشوارع، صفاً ثانياً، وتعوق المسارات المخصصة للحافلات والدراجات. وسجلت هذه الشاحنات أكثر عن 471000 مخالفة وقف سيارة، العام الماضي، بارتفاع بنسبة 34 في المائة عن عام 2013.
وتحولت نقطة الدخول الأساسية لهذه الشاحنات إلى داخل مدينة نيويورك، والتي تؤدي إلى جسر جورج واشنطن من نيو جيرسي، إلى النقطة المرورية الأكثر اختناقاً على مستوى البلاد. وتسافر الشاحنات المتجهة إلى الجسر بمعدل 23 ميلاً في الساعة، بانخفاض عن 30 ميلاً في الساعة منذ 5 سنوات.
وفي الوقت الذي أدى ظهور خدمات نقل أفراد، مثل «أوبر»، دون شك في مزيد من الازدحام المروري على الطرقات، تسبب انتشار الشاحنات في تفاقم المشكلة. وعليه، تتحرك السيارات اليوم في أكثر مناطق مانهاتن ازدحاماً بسرعة تزيد قليلاً عن سرعة الراكضين بالشوارع، نحو 7 أميال في الساعة، ما يقل بنسبة 23 في المائة تقريباً عما كان عليه الحال مطلع العقد.
ويجري استغلال أحياء، مثل ريد هوك وبروكلين، كمراكز لوجستية لتوصيل الطرود إلى العملاء، بسرعة أكبر عن أي وقت مضى. واليوم، يجري بناء مخازن داخل نيويورك على مساحة مليوني متر مربع على الأقل، تضم ما سيشكل أكبر مركز من نوعه على مستوى البلاد. من جانبها، أضافت «أمازون» مخزنين إلى المدينة خلال الصيف.
وجاءت التغييرات الهائلة التي تطرأ على نيويورك على أيدي شركات التكنولوجيا العملاقة وشركات خاصة أخرى وشركات توصيل مستقلة، وغالباً ما يجري تنفيذها دون مشاركة إدارة المدينة أو إشرافها، حتى إدراكها لما يجري. من جانبها، توصلت صحيفة «ذي نيويورك تايمز» إلى أن مسؤولي المدينة يسابقون الزمن من أجل متابعة المخازن الكثيرة التي تظهر بالمدينة، من أجل توفير مساحات للشاحنات كي تتمكن من تحميل البضائع، في الوقت الذي يعملون على تشجيع توصيل مزيد من البضائع عبر النهر في مدينة تناضل للتكيف مع ازدهار التجارة عبر الإنترنت.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.