فلسطينيون يقتحمون بؤرة استيطانية في الضفة الغربية

أنزلوا العلم الإسرائيلي ورفعوا الفلسطيني قبل تدخل الجيش

عراك بالأيدي بين فلسطينيين ومستوطنين في الأغوار شمال الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
عراك بالأيدي بين فلسطينيين ومستوطنين في الأغوار شمال الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

فلسطينيون يقتحمون بؤرة استيطانية في الضفة الغربية

عراك بالأيدي بين فلسطينيين ومستوطنين في الأغوار شمال الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
عراك بالأيدي بين فلسطينيين ومستوطنين في الأغوار شمال الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

اقتحم نشطاء فلسطينيون وأجانب، أمس، بؤرة استيطانية في منطقة الأغوار شمال الضفة الغربية، وأنزلوا علماً إسرائيلياً ورفعوا مكانه علماً فلسطينياً، قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي. ووقع شجار بالأيدي بين النشطاء والمستوطنين في تلك البؤرة قبل أن يتدخل الجيش الإسرائيلي، الذي قام باحتجاز ثلاثة من النشطاء المناهضين للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأقام مستوطنون هذه البؤرة قبل نحو عامين على أراضي قرية بردلة الفلسطينية الواقعة في منطقة الأغوار شمال شرقي الضفة الغربية، وأطلقوا عليها اسم «سلعيت». وقال الناشط في مواجهة الاستيطان، عبد الله أبو راحمة، لوكالة الصحافة الفرنسية «اقتحمنا البؤرة الاستيطانية، وكانت لنا فرصة كي نزيل العلم الإسرائيلي ونرفع العلم الفلسطيني». وأضاف عبد الله «حتى الآن الجيش الإسرائيلي يحتجز ثلاثة من النشطاء الذين شاركوا معنا»، فيما قالت نقابة الصحافيين إن الجيش الإسرائيلي احتجز سبعة صحافيين كانوا موجودين في المكان. ويشارك نشطاء أجانب، ومنهم إسرائيليون، مع نشطاء فلسطينيين في العديد من الأنشطة ضد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأدانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، اعتداء قوات الاحتلال على الطواقم الصحافية واحتجازهم خلال تغطيتهم لمسيرة سلمية في منطقة الحمة بالأغوار الشمالية. وطالبت الهيئة، في بيان صحافي أمس، المؤسسات الدولية والحقوقية ذات العلاقة، بالقيام بواجبها لحماية الصحافيين الفلسطينيين ووضع حد لهذه للانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدة أنها ستستمر في القيام بواجبها الوطني والمهني مهما كان الثمن.
وفي قطاع غزة، أطلق جنود إسرائيليون النار من على الأبراج العسكرية المحيطة بالقطاع صوب سيارة للصرف الصحي تابعة لبلدية خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة ما أدى إلى إصابة مواطن فلسطيني. وأفادت مصادر طبية بأن مواطناً أصيب عندما فتحت قوات الاحتلال النار عليه أثناء قيادته مركبة للصرف الصحي شرق بلدة خزاعة شرق المحافظة. ووصلت سيارة إسعاف للمكان وتم إخلاء المصاب، الذي وصفت حالته بالمتوسطة. وفتحت قوات الاحتلال النار وألقت قنابل غاز في أكثر من منطقة حدودية أمس خاصة تجاه العمال على الحدود، دون أن يبلغ عن إصابات.
وجاءت الحادثة بعد يوم شهد مواجهات أصيب خلالها 81 مواطناً، بينهم 11 طفلاً، خلال مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمسيرات الأسبوعية السلمية على الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة في أيام الجمعة. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزون في الأبراج العسكرية، وخلف السواتر الترابية على امتداد السياج الفاصل شرقي القطاع، الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الذين توافدوا إلى مناطق التجمعات الخمس التي تجري عندها فعاليات المسيرات الأسبوعية.
وفي السياق، ذكرت القناة «13 العبرية» أمس أن مقاتلات من سلاح الجو الإسرائيلي حلقت «للتحقق من نشاط غير عادي رصد في وسط قطاع غزة». وقالت القناة إنه «لم يتم إعطاء تعليمات خاصة لسكان غلاف غزة». ولم تذكر القناة مزيدا من التفاصيل حول الحادث، وحول إن كان جوياً أو على الأرض. ويعد هذا الحادث الثاني خلال أيام، حيث استنفر الاحتلال مقاتلاته صباح يوم الأربعاء بعد اشتباهه بتسلل جسم طائر من شمال القطاع تجاه منطقة «زيكيم» العسكرية. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، قد حذر من أن الوضع الأمني في غزة متوتر، وقد يتحول إلى مواجهة في أي لحظة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.