مارسيل خليفة يعيد جمهور «مهرجان الشعر المغربي» بمراكش إلى أيام «ريتا»

الفنان اللبناني مارسيل خليفة بمراكش (تصوير: ياسين أومغار)
الفنان اللبناني مارسيل خليفة بمراكش (تصوير: ياسين أومغار)
TT

مارسيل خليفة يعيد جمهور «مهرجان الشعر المغربي» بمراكش إلى أيام «ريتا»

الفنان اللبناني مارسيل خليفة بمراكش (تصوير: ياسين أومغار)
الفنان اللبناني مارسيل خليفة بمراكش (تصوير: ياسين أومغار)

كانت لحظة استثنائية، مساء أول من أمس، تلك التي حمل خلالها الفنان اللبناني مارسيل خليفة قصائد الشعراء على عوده ليشدو بها أمام جمهور فضاء قصر الباهية التاريخي بمراكش، في افتتاح الدورة الثانية لـ«مهرجان الشعر العربي»، المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس «ترسيخاً لعلاقة التعاون القائمة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة».
في مراكش، أعاد خليفة جمهور مهرجان الشعر المغربي، وهو يؤدي عدداً من روائعه التي سكنت وجدان الجمهور العربي، وفي مقدمتها «ريتا» «وأحن إلى خبز أمي»، إلى حقيقة القصيدة والأغنية، وإلى زمن الإبداع الملتزم.
قبل أن يغني من شعر محمود درويش، تغنـّـى مارسيل خليفة بالشاعر الفلسطيني الكبير، فقال عنه إنه «وجد في الشعر خلاصاً له فأقام حواراً بينه والوجدان العام»، و«جعل من جرائم الواقع والحياة انتصارات في الشعر»، و«حوّل ظلام العالم وخطاياه إلى ملذات في الشعر»، و«قلَب اللفظ البائس كلمة تزخر بالهلع الرائع وتتخطى الزمان والمكان».
في مراكش، تحدث خليفة عن الشعر والحرية والموت والجنون والكرامة والحرب الوحشية والضباع الكاسرة، وعن «الشاعر الهش» والقصيدة التي تلتقط الصرخة واللون الضائع والإيقاع الهارب، فقال إن «الشاعر يطلب المستحيل. يسكنه، بعذبه ويُهول عليه. وغالباً ما يفترسه، ولكن لا يقدر الشاعر أن ينفصل عن طلب المستحيل. إنه قدره، بفرح الوجود وبتغيير العالم والحياة نحو السعادة والجمال والنشوة وتوليد الضوء في هذا العالم المظلم، والذي مهما أضيء يظل مطفأً، ومهما تقدم يظل مخنوقاً».
وصف خليفة الشعر بـ«الفردوس الضائع الذي لم يبقَ ضائعاً»، وشبه القصيدة بتلك «المرأة الشهية الدافئة الواقفة هناك، خارج حدود الخيمة تنتظر أن تنام في سرير واحد مع الكون بأسره»، قبل أن يخاطب الشعراء بقوله: «يا أيها الشعراء، غنوا وانظموا كي لا تبقى عيوننا حُمراً من الكبت واجترار الأماني والأحلام بالسر، ولكي نتفتح كبشر طبيعيين لنا الحق في السعادة، ولنبعد عنا الحرمان الذي لا يثمر سوى الفساد والحقد. إن العيون الحُمر من الكبت الأزلي تقتل أصحابها. تقتل أوطانها. تقتل المستقبل».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.