رئيس الجمهورية «رمى الكرة» في مرمى البرلمان والحكومة

عون و«حزب الله» رفضا طرح الحريري التعديل الوزاري أو الاستقالة

TT

رئيس الجمهورية «رمى الكرة» في مرمى البرلمان والحكومة

لاقى كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي توجه فيه إلى المتظاهرين في يوم الاحتجاجات الثامن، ردود أفعال متباينة بين تلك التي رحّبت به، ورأت أنه وضع كل مسؤول أمام مسؤولياته، وبين من رأت فيه رمي الكرة في ملعب الحكومة ومجلس النواب، فيما كان الرفض هو رد الشارع الأول والدعوة إلى الاستمرار في المظاهرات.
كان عون في خطابه قد لفت إلى أن صلاحيات رئاسة الجمهورية تقلصت بعد «اتفاق الطائف»، وهو بحاجة لتعاون كل أطراف الحكومة ومجلس النواب، ليحقق خطط العمل والإصلاح والإنقاذ، ويفي بالوعود التي قطعها أمام اللبنانيين في خطاب القسم، مع تأكيده في الوقت عينه أنه لا يريد أن يلقي المسؤولية على غيره، قائلاً: «أنا في النهاية رئيس ومسؤول، ولم أوفر وسيلة لتحقيق الإصلاح والنهوض بلبنان. لكن الحقيقة أن العراقيل كثيرة، والمصالح الشخصية متحكمة بالعقليات».
هذا الكلام رأى فيه القيادي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، تجاهلاً للواقع، بينما اعتبرته «القوات اللبنانية»، على لسان مسؤول الإعلام والتواصل شارل جبور، هروباً إلى الأمام. في المقابل، ومع دعوته للنظر إلى إيجابيات كلام الرئيس، أكّد علي خريس النائب في «كتلة التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، أن البرلمان اللبناني كان يقوم بعمله، وأقر عشرات القوانين، لكن المشكلة هي الطائفية التي تحول في كثير من الأحيان دون تطبيقها. وقال خريس لـ«الشرق الأوسط»: «كلام الرئيس عون هو تكملة لكلام الحريري، ونحن نفضل التركيز على النقاط الإيجابية منه، لا سيما منها ضرورة تطبيق الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة»، من دون أن ينفي أن الطائفية هي التي تحول في أحيان كثيرة دون تطبيق القوانين والمراسيم، وليست المشكلة في البرلمان، وأكد: «مجلس النواب يقوم في الفترة الأخيرة بعمل لافت، وأقر أكثر من 50 قانوناً، لكن المشكلة تكمن في الطائفية، والمحاصصة التي يتمسك بها البعض، وتحول دون إقرار المراسيم التنفيذية، ما يؤكد على أننا اليوم أمام فرصة للانتقال من الحالة الطائفية إلى الحالة والدولة المدنية التي سبق أن دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري».
في المقابل، يعتبر النائب السابق والقيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش، أن رئيس الجمهورية حاول في خطابه تجاهل المشكلة الأساسية، والمرتبطة بفريقه السياسي، وعلى رأسهم وزير الخارجية جبران باسيل، الذي تنصب أبرز شعارات الحراك الشعبي ضدّه. وأضاف: «قد تكون صلاحيات الرئيس قُلّصت بعد (اتفاق الطائف)، لكنه يعرف جيداً أهمية قوته المعنوية عند طلبه إسقاط الحكومة، لكنه لغاية الآن لا يزال هو وحليفه (حزب الله) يرفضان هذا الأمر». ويضيف علوش: «يرمي الرئيس الكرة في ملعب الحريري، ويرفض في الوقت عينه كل طروحاته»، موضحاً أن «الحريري قدّم طرحين؛ الأول هو استقالة الحكومة، والثاني هو إجراء تعديلات وزارية، وقُوبل في المرتين بالرفض، لأن الحزب يريد المحافظة على الواقع الحالي، وهو على يقين أن استقالة الحكومة، أو إجراء تعديلات، قد تخسره أحد أبرز ضماناته في مجلس الوزراء، وهو وزير الخارجية جبران باسيل»، ويضيف: «كان طرح الحريري: إما تغيير جذري ومفيد للحكومة، وهو أبدى استعداده لتغييرات في وزرائه، لكن كان هناك رفض في المقابل لاستقالة باسيل، أو الاستقالة على أن يكون هناك تشكيل حكومة مصغرة جاهزة للإعلان عنها خلال 48 ساعة، وهو ما لاقى أيضاً رفضاً، مقابل محاولة البعض الضغط على الجيش والقوى الأمنية لفض المظاهرات بالقوة».
ونشرت ابنة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، صورتين عبر حسابها في «إنستغرام»: الأولى كتبت فيها مقتطفاً من كلمة الرئيس عون للمتظاهرين «صار من الضروري إعادة النظر بالواقع الحكومي»، والثانية كتبت فيها عبارة: «الانتخابات المبكرة، أفضل لليوم ولبكرا (غداً)».
ولا يختلف موقف مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور، عن موقف علوش، بحيث يقول لـ«الشرق الأوسط» إن ما قاله عون هو «هروب إلى الأمام، وهو جزء مما قِيل سابقاً، لذا نؤكد أن الحل لن يكون عن طريق الترقيع أو الوعود، بل يحتاج إلى إجراءات جذرية عملية تتمثل بداية باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة مصغرة»، مضيفاً: «وإذا تم الاتفاق على إجراء انتخابات نيابية مبكرة سنكون أيضاً مرحبين بها».
في المقابل، ترفض مصادر وزارية مقربة من رئيس الجمهورية القول إنه رمى الكرة في ملعب الحكومة والبرلمان، وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «على العكس من ذلك، الرئيس فتح أبواباً ثلاثة للمعالجة؛ الأولى عبر تنفيذ الإصلاحات عبر قوانين في مجلس النواب، والثانية دعا المتظاهرين للتفاوض، والثالثة عبر دعوة رئيس مجلس الوزراء للبحث في الواقع الحكومي، وقد أتاه الرد الإيجابي من الأخير، لكن لم يتلق جواباً من رئاسة البرلمان، أو من المتظاهرين».



الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

الجيش الأميركي: مقاتلات «إف-35» شاركت في ضرب الحوثيين

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع لتوجيه ضربة إلى مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.

وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.

وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

تصد للهجمات

أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.

وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.

مقاتلات «إف-35» الأميركية تمتلك قدرات حربية غير مسبوقة (أ.ب)

وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.

22 غارة

وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

طوربيد بحري استعرضه الحوثيون أخيراً زاعمين أنه بات ضمن أسلحتهم (إعلام حوثي)

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.