وزير الدفاع الأميركي يؤكد الإبقاء على قوات لحماية النفط

قيادية كردية تطلب من واشنطن الاعتراف السياسي

TT
20

وزير الدفاع الأميركي يؤكد الإبقاء على قوات لحماية النفط

أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر التسريبات التي تحدثت عنها وسائل إعلام أميركية ودولية، عن نية واشنطن الإبقاء على قوات عسكرية مدعمة بقوات مؤللة، في مناطق حقول النفط والغاز في دير الزور شمال شرقي سوريا.
وقال إسبر بأن بلاده ستتخذ إجراءات لتعزيز وجودها في منطقة دير الزور، وأن هذا التعزيز يشمل إرسال آليات عسكرية قتالية. وأضاف أن الهدف من تعزيز الوجود العسكري في سوريا، هو منع مقاتلي «داعش» من الوصول مجددا إلى حقول النفط. وأكد إسبر أن نظيره التركي خلوصي أكار أبلغه بأن تركيا تمكنت من إلقاء القبض على عدد من عناصر «داعش» فروا من السجون خلال عمليتها العسكرية في شمال شرقي سوريا ضد الأكراد.
جاء ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب نيته الإبقاء على نحو 200 جندي أميركي من الوحدات الخاصة، ما سلط الضوء على أن واشنطن تجري مراجعة سياسية وعسكرية لقرار الانسحاب من سوريا، وربطه باستحقاقات سياسية وأمنية أخرى في سوريا.
وكانت وسائل إعلام أميركية ودولية أشارت إلى أن البيت الأبيض يدرس خيارات لرفع العدد إلى 500 جندي أميركي وإرسال العشرات من دبابات القتال وغيرها من المعدات، فيما بدا بأنه أحدث سيناريو لما يمكن أن يستقر عليه الوضع في شمال شرقي سوريا بعد قرار الانسحاب.
وأضافت المصادر بأن قادة «بنتاغون» قدموا خططا عسكرية واقتراحات تلبي قرارات الرئيس، سواء كان انسحابا كاملا أو قرر الإبقاء على قوة محدودة حول حقول النفط، ما يشير إلى أن طبيعة المهمة الأميركية ستشهد تغييرا، من محاربة «داعش»، إلى التحول لحراس لهذا النفط، بهدف استخدامه في المفاوضات المقبلة حول مستقبل سوريا السياسي.
ورغم أن ترمب أعلن في تغريدة له الخميس بأنه «لن يسمح مطلقا لـ«داعش» بالسيطرة على حقول النفط»، فإن قدرة التنظيم على إعادة إمساكه بالأرض دونها صعوبات كبيرة. وتعتقد أوساط سياسية بأن الإبقاء على تلك القوات مرتبط أكثر بالاتصالات الجارية مع أطراف إقليمية أخرى، حول ملفات لا تتعلق فقط بمستقبل التسوية السياسية في سوريا، بل وبملف الوجود الإيراني، إذا ما أضيف إليه تمسك واشنطن بقاعدة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
وكشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تصريحات صحافية يوم الخميس، بعد اجتماع ضم 10 أعضاء آخرين من مجلس الشيوخ في البيت الأبيض، أن «القوات الأميركية ستنتهي إلى تأمين حقول النفط». وقال «هناك بعض الخطط لدى رؤساء الأركان التي أعتقد أنها قد تنجح، وقد تمنحنا ما نحتاجه لمنع «داعش» من العودة ومن السيطرة على النفط ومنع إيران أيضا من سيطرتها على تلك الحقول». وأضاف أنه «شجع هذه الخطوة إلى حد كبير وقد تلبي أهدافنا في سوريا».
ويأتي إعلان إسبر ليكشف عن مقاربة أمنية وسياسية جديدة وعن تحولات في سياسة إدارة ترمب، الذي تعرض لانتقادات كبيرة بسبب قراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا، وخصوصا من الأكراد الذين اعتبروا قراره تخليا عنهم.
لكن هذا التوجه الجديد قد يصطدم هذه المرة بموقف معارض من الأكراد أنفسهم. فقد أعلنت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في تصريحات علنية، بعد جلسة الاستماع التي شاركت فيها أمام مجلس النواب الأميركي الخميس، «إذا كان الوجود الأميركي في المنطقة لن يفيدنا عندما يتعلق الأمر بتوفير الأمن والاستقرار ووقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارس ضدنا، فإن هذا الوجود العسكري الأميركي لن يكون مرحبا به».
ورغم أن قدرة الأكراد على منع الولايات المتحدة من تنفيذ خططها الجديدة ضئيلة، لكنهم باتوا الآن يتمتعون بدعم أكبر من روسيا، التي أعلنت عن معارضتها لوجود قوات أميركية في دير الزور. وطلبت أحمد من الولايات المتحدة، ليس فقط ضمان أمن الشعب الكردي، بل والاعتراف بالمجلس كقوة سياسية شرعية ودعم تمثيلها في اللجنة الدستورية التي شكلتها الأمم المتحدة.



«الفارس الخشن» تستنزف قدرات الحوثيين... والعليمي يطلب تحالفاً دولياً

الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

«الفارس الخشن» تستنزف قدرات الحوثيين... والعليمي يطلب تحالفاً دولياً

الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)

أكد الجيش الأميركي تكبيد الحوثيين خسائر ضخمة جراء عملية «الفارس الخشن» المتصاعدة للأسبوع السابع، واتهم إيران بمواصلة دعم الجماعة، بينما أوقعت إحدى الضربات عشرات القتلى والجرحى، بعد أن أصابت مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في صعدة.

وإذ يتمسك مجلس القيادة الرئاسي اليمني بتشكيل تحالف دولي واسع مع قواته على الأرض لإنهاء تهديد الحوثيين للملاحة، استهدفت الحملة الأميركية، ليل الأحد وفجر الاثنين، مواقع مفترضة للجماعة في صنعاء وعمران والجوف وصعدة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر ببدء حملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار)، وتوعَّدهم بـ«القوة المميتة»، في سياق سعيه لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن مهاجمة إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

ووفق الإعلام الحوثي، استهدفت ضربات أميركية مركز إيواء المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين في مدينة صعدة، حيث معقل الجماعة الرئيسي، وأدت إلى مقتل 68 شخصاً، وإصابة 47 آخرين، وفق حصيلة غير نهائية.

رجل يعاين الأضرار عقب ضربة أميركية في صنعاء استهدفت موقعاً مفترَضاً للحوثيين (أ.ف.ب)
رجل يعاين الأضرار عقب ضربة أميركية في صنعاء استهدفت موقعاً مفترَضاً للحوثيين (أ.ف.ب)

ولم يعلق الجيش الأميركي على الواقعة التي جاءت بعد ساعات من استهداف موقع في منطقة ثقبان في مديرية بني الحارث شمال صنعاء، التي قال إعلام الحوثيين إنها أدت إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة آخرين بعد أن استهدفت 3 منازل.

ويُتهم الحوثيون على مدار سنوات الحرب التي أشعلوها بأنهم يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية، ويخبئون الأسلحة وسط الأحياء السكنية، وفق ما تقوله الحكومة الشرعية.

إضافة إلى ذلك، أقرت الجماعة بتلقي 4 غارات في مديرية برط العنان في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء)، كما أقرت بثلاث غارات ضربت مواقع في مديرية كتاف في صعدة، و6 غارات ضربت مواقع محصنة في منطقة الجبل الأسود، حيث مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران شمال صنعاء.

ولم يتطرق الحوثيون إلى تفاصيل عن طبيعة الأهداف المقصوفة، إلا أن مراقبين يتكهنون بأن الغارات واصلت ضرب المخابئ المحصنة للأسلحة ومراكز القيادة فضلاً عن أماكن اختباء المسؤولين عن إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

800 ضربة

وضمن البيانات النادرة التي يصدرها الجيش الأميركي منذ بدء حملة ترمب ضد الحوثيين، أفادت القيادة المركزية، الاثنين، بأن قواتها نفذت 800 ضربة ضد الحوثيين، وأنها تتحفظ على نشر تفاصيل عملياتها السابقة واللاحقة لأسباب تتعلق بالسرية.

ووفق البيان المنشور على منصة «إكس»، نفذت القوات الأميركية منذ منتصف مارس حملة مكثفة ومستمرة استهدفت تنظيم الحوثيين الإرهابي في اليمن، بهدف استعادة حرية الملاحة.

وتم تنفيذ هذه العمليات - وفق البيان - بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة وشاملة لضمان تأثيرات قاتلة ضد الحوثيين مع تقليل المخاطر على المدنيين إلى الحد الأدنى.

وللحفاظ على سرية العمليات، قالت القيادة المركزية الأميركية إنها تعمدت تقليص الكشف عن تفاصيل عملياتها الجارية أو المستقبلية. وأضافت: «نحن نتبع نهجاً مدروساً للغاية في عملياتنا، لكننا لن نكشف عن تفاصيل ما قمنا به أو ما سنقوم به لاحقاً».

وتعهد البيان الأميركي بمواصلة تصعيد الضغط، والعمل على تفكيك قدرات الحوثيين بشكل أكبر ما داموا مستمرين في عرقلة حرية الملاحة، مؤكداً تنفيذ 800 ضربة من بدء العملية التي أُطْلِق عليها «الفارس الخشن».

وتسببت هذه الضربات - وفق البيان - في مقتل المئات من مقاتلي الحوثيين وعدد كبير من قادتهم، بمن في ذلك مسؤولون كبار عن الصواريخ والطائرات المسيَّرة. كما دمرت الضربات منشآت عدة للقيادة والسيطرة، وأنظمة دفاع جوي، ومرافق تصنيع أسلحة متقدمة، ومستودعات تخزين للأسلحة المتطورة.

وكانت هذه المستودعات - كما جاء في البيان - تحتوي على أسلحة تقليدية متطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ «كروز» مضادة للسفن، وأنظمة جوية مسيّرة، وزوارق سطحية مسيّرة، استُخدمت في هجمات الحوثيين الإرهابية على الممرات البحرية الدولية.

وعلى الرغم من استمرار الهجمات الحوثية، فإن البيان قال إن عمليات الجيش الأميركي أضعفت وتيرة وفاعلية هجمات الجماعة، إذ انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69 في المائة، كما انخفضت هجمات الطائرات الانتحارية من دون طيار بنسبة 55 في المائة.

وأشار البيان الأميركي إلى تدمير قدرة ميناء رأس عيسى على استقبال الوقود، وقال إن ذلك سيؤثر في قدرة الحوثيين ليس فقط في تنفيذ العمليات العسكرية، بل أيضاً على جمع ملايين الدولارات لتمويل أنشطتهم الإرهابية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن عملياتها ضد الحوثيين نُفذت بواسطة مجموعة كبيرة من القوات، بما في ذلك مجموعتا حاملة الطائرات «هاري إس ترومان» و«كارل فينسون».

واتهم الجيش الأميركي إيران بمواصلة تقديم الدعم للحوثيين، وقال: «لا يمكن للحوثيين مواصلة هجماتهم ضد قواتنا لولا دعم النظام الإيراني لهم». وأكد أنه سيواصل «تصعيد الضغط» حتى تحقيق الهدف، وهو استعادة حرية الملاحة، وتعزيز الردع الأميركي في المنطقة».

تحالف دولي يمني

وفي اتجاه متصل بموقف مجلس القيادة الرئاسي اليمني، التقى رئيس المجلس رشاد العليمي السفير الأميركي لدى بلاده ستيفن فاغن، ونقل الإعلام الرسمي أن اللقاء تَطَرَّق للجهود الجارية لحماية الممرات المائية، «وردع هجمات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية، وسفن الشحن البحري».

ووفق وكالة «سبأ» الحكومية، جدد العليمي تأكيد الحاجة الملحة إلى شراكة استراتيجية إقليمية ودولية مع الحكومة اليمنية لتأمين الممرات المائية، ومواجهة التحديات المشتركة على جميع المستويات.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مستقبلاً السفير الأميركي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مستقبلاً السفير الأميركي (سبأ)

واعترف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه بتلقي 1200 غارة جوية وقصف بحري خلال 6 أسابيع من حملة ترمب، لكنه زعم أن الضربات لم تؤثر في قدرات جماعته العسكرية، بخلاف تقارير أميركية تحدثت عن مقتل المئات، وتدمير مستودعات أسلحة محصنة وثكنات.

وأطلق الحوثيون 16 صاروخاً باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي، دون تأثير عسكري إلى جانب إطلاق عدد من المسيَّرات.

وكانت الجماعة منذ أن انخرطت في الصراع البحري والإقليمي بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أطلقت نحو 200 صاروخ ومسيَّرة باتجاه إسرائيل، وتسببت هجماتها البحرية في غرق سفينتين، وقرصنة ثالثة.