حدائق موسكو مسارح خريفية

جانب من حديقة محمية كولومينسكوي في موسكو
جانب من حديقة محمية كولومينسكوي في موسكو
TT

حدائق موسكو مسارح خريفية

جانب من حديقة محمية كولومينسكوي في موسكو
جانب من حديقة محمية كولومينسكوي في موسكو

تحولت حدائق موسكو هذه الأيام إلى مسارح ضخمة، تتنوع الأصوات التي تصدح من على خشباتها، وذلك ضمن مجموعة فعاليات موسيقية جرى تنظيمها في هذه المدينة، التي تبقى، وعلى الرغم من «لسعة البرد» فيها خلال فصل الخريف، واحدة من أجمل المدن للتنزه في هذه المرحلة الانتقالية من صيف حار إلى شتاء برده قارس. شعور غريب بالهدوء يعشعش في الروح، يهمين على المرء أثناء التنزه في شوارعها وحدائقها خلال فصل الخريف، وبفضل كثافة الأشجار إن كان على جانبي الطرقات أو في الساحات بين الأبنية السكنية، وفي حدائقها الكثيرة الممتدة على مساحات واسعة، تتحول العاصمة الروسية إلى لوحة فنية رائعة الجمال، تتغير ألوانها في كل يوم من أيام فصل الخريف، تكتسي بداية باللون الأصفر على الأشجار والمتساقط منها على الأرض، ويتدرج الأصفر من الفاقع حتى البني الفاتح، وبينهما تتغلغل بعض أوراق الشجر بألوان تتدرج ما بين البني الغامق مروراً بالأحمر وتدرجاته، والبرتقالي والقرمزي.
أوراق الأشجار الخريفية المتساقطة بهدوء، تتراقص مع نسمات الهواء العليل، إلى أن تحط بأناقة على تربة يكسوها عشب نضر أخضر، ليست وحدها التي تدعو لهرب مؤقت من نمط الحياة السريع في موسكو، إلى استراحة قصيرة للروح من عبء وضغط الأعمال اليومية، لتأمل تلك اللوحة الفريدة التي صنعتها الطبيعة. إذ قررت مؤسسات في محافظة موسكو إضفاء المزيد من الجمال على هذه الأجواء الساحرة، وأطلقت فعاليات عروض موسيقية متنوعة، وغنائية ومسرحية، في حدائق المدينة، ضمن سلسلة عروض وحفلات بدأت منذ 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وجرى توزيع أكثر من 70 عرضاً فنياً وموسيقياً، فضلاً عن عروض خاصة للأطفال، على أيام العطلة الأسبوعية، التي غالباً ما يخرج فيها سكان موسكو وزوار العاصمة للتنزه في الحدائق العامة.
الافتتاح كان على خشبة مسرح في حديقة زاريادي، المطلة على نهر موسكو بالقرب من الكرملين، حيث أبدعت المغنية الجورجية تامتا تسيخفاتافا مع فرقتها في حفل مكرس لذكرى المغنية الفرنسية الخالدة إديث بياف. وفي اليوم التالي قدمت واحدة من أشهر الفرق الفنية مسرحية «صورة داريان غراي» للكاتب المسرحي أوسكار وايلد، على خشبة المشرح في حديقة «تاغانسكي بارك» وسط موسكو. أما حديقة - محمية «كولومينسكوي» التاريخية في موسكو، فقد اختارها المنظمون لتقديم عروض الموسيقى الكلاسيكية، والافتتاح سيكون مع قطع موسيقية من تأليف ريمسكي – كورساكوف، وأخرى من إبداعات موديس موسورسكي، واحد من خمسة موسيقيين روس أسسوا المدرسة القومية الروسية. وتستمر العروض الكلاسيكية طيلة فصل الخريف، مع تنوع ما بين موسيقى، وحفلات أوبرا، فضلاً عن عروض الباليه. إلى جانب تلك العروض التي تهم الكبار بصورة خاصة، جرى تنظيم مجموعة فعاليات خاصة للأطفال في مختلف الحدائق، منها على سبيل المثال لا الحصر، عروض مسرحية في مركز «سيفتلياتشوك» الخاص للأطفال في حديقة «إزمايلوفسكي»، كل يوم أحد نهاية الأسبوع طيلة فترة العروض الخريفية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.