جائزة نوبل للطب إلى 3 باحثين اكتشفوا جهاز «جي بي إس» في الدماغ

يساعد في فهم الآلية التي تتحكم بفقدان الذاكرة المكانية

البروفيسور والباحث البريطاني- الأميركي جون أوكيف (إ.ب.أ)  -  ماي بريت موزر حائزة جائزة نوبل للطب (أ.ف.ب)  -  إدفارد أي موزر الحائز جائزة نوبل للطب (إ.ب.أ)
البروفيسور والباحث البريطاني- الأميركي جون أوكيف (إ.ب.أ) - ماي بريت موزر حائزة جائزة نوبل للطب (أ.ف.ب) - إدفارد أي موزر الحائز جائزة نوبل للطب (إ.ب.أ)
TT

جائزة نوبل للطب إلى 3 باحثين اكتشفوا جهاز «جي بي إس» في الدماغ

البروفيسور والباحث البريطاني- الأميركي جون أوكيف (إ.ب.أ)  -  ماي بريت موزر حائزة جائزة نوبل للطب (أ.ف.ب)  -  إدفارد أي موزر الحائز جائزة نوبل للطب (إ.ب.أ)
البروفيسور والباحث البريطاني- الأميركي جون أوكيف (إ.ب.أ) - ماي بريت موزر حائزة جائزة نوبل للطب (أ.ف.ب) - إدفارد أي موزر الحائز جائزة نوبل للطب (إ.ب.أ)

فاز الباحث البريطاني - الأميركي جون أوكيف، والزوجان النرويجيان؛ ماي بريت موزر، وإدفارد إي موزر، بجائزة نوبل للطب لعام 2014 لاكتشافهم نظاما في الدماغ هو بمثابة جهاز تموضع داخلي. وقالت لجنة نوبل في حيثيات قرارها: «الفائزون هذه السنة اكتشفوا نظام تموضع هو بمثابة (جي بي إس) داخلي في الدماغ يسمح بتوجيه أنفسنا في المكان»، وتابعت تقول: «اكتشافات جون أوكيف، وماي بريت موزر، وإدفارد موزر، حلت مشكلة شغلت فلاسفة وعلماء على مدى قرون.. وهي: كيف يضع الدماغ خريطة للمكان المحيط بنا، وكيف يمكننا أن نجد طريقنا في محيط معقد؟».
وولد جون أوكيف في عام 1939 في نيويورك وهو باحث في جامعة علم الأعصاب الإدراكي في جامعة «يونيفرستي كوليدج أوف لندن».
في عام 1971 اكتشف أوكيف وهو الرائد في هذا المجال أول عنصر في هذا النظام عندما رصد لدى جرذ خلايا عصبية في منطقة من الدماغ تدعى الحصين كانت تنشط عندما يوجد الحيوان في مكان معين من المختبر. وأدى ذلك إلى رسم خارطة للغرفة في دماغ الجرذ.
وبعد 3 عقود على هذا الأمر، اكتشف الزوجان ماي - بريت (مولودة 1963) وادفارد موزر (المولود 1962) وهما باحثان في جامعة تروندهايم (شمال غربي النرويج)، في عام 2005 عنصرا أساسيا آخر في نظام تموضع الدماغ هذا.
فقد رصدا نوعا من الخلايا العصبية التي تسمح بقيام نظام من البيانات المنسقة لحصول «تموضع دقيق وإيجاد الوجهة الصحيحة».
ومن المرجح أن يكون لهذه الأعمال أثر كبير على طب الأعصاب ولا سيما على صعيد مرض الزهايمر حيث تتعرض دوائر الدماغ للضرر في مراحل مبكرة من المرض. وقالت لجنة نوبل إن «الاطلاع على نظام التموضع في الدماغ قد يساعد في فهم الآلية التي تتحكم بفقدان الذاكرة المكانية الذي يصيب الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض».
وقال تروكيل كلينغبرغ الأستاذ في علم الأعصاب الإدراكي: «إن الأمر يتعلق بالفسيولوجيا العصبية الأساسية مما يعني أننا لن نصل إلى علاجات جديدة السنة المقبلة أو في غضون 10 سنوات. بل إن هذه الاكتشافات قد تقودنا إلى فهم أعراض مرض الزهايمر وأمراض أخرى».
وماي - بريت موزر هي المرأة الـ11 التي تفوز بجائزة نوبل للطب منذ تأسيس الجائزة عام 1901. وقالت لمؤسسة نوبل: «لا أزال تحت وقع الصدمة لكن الأمر رائع». أما زوجها فقد تلقى نبأ فوزه عند ترجله من الطائرة في ميونيخ في ألمانيا.. وقال لوكالة الأنباء السويدية: «لقد كانت مفاجأة فعلا. لم أكن أفكر بذلك أبدا لذا لم أفهم شيئا عندما استقبلت بباقات الزهر في المطار». وأوضحت ماي - بريت موزر كيف يعملان كثنائي. وقالت: «لدينا الرؤية نفسها ونحب أن نفهم الأشياء ونسعى إلى ذلك من خلال التحدث إلى بعضنا البعض ومع الآخرين ومن خلال محاولة حل المسائل التي تثير اهتمامنا بأفضل طريقة نفكر بها». وأشارت إلى «إمكانية مناقشة الأمر على الفور عند توصلنا إلى فكرة معينة بدلا من تنظيم اجتماع بعد أسبوعين أو 3 أسابيع تشكل فرقا كبيرا». وماي موزر وزوجها هما خامس زوجين يحصلان على جائزة نوبل.
وسيتقاسم الفائزون المكافأة المالية البالغ قدرها ثمانية ملايين كورون سويدي (1.1 مليون دولار). وسيذهب النصف إلى أوكيف والنصف الثاني إلى الزوجين موزر.
وفاز بالجائزة العام الماضي الأميركيون جيمس روثمان وراندي شيكمان وتوماس سودوف عن أعمالهم حول طريقة تنظيم الخلايا لنظام النقل فيما بينها مما يسمح بتشخيص أمراض مثل السكري.
ويتسلم الفائزون جائزتهم في حفل يقام في استوكهولم في 10 ديسمبر (كانون الأول) في ذكرى ميلاد مؤسس هذه الجوائز ألفريد نوبل عام 1896.
وافتتحت جائزة الطب موسم نوبل عام 2014 لتليها الثلاثاء جائزة الفيزياء والأربعاء جائزة الكيمياء والخميس جائزة الآداب والجمعة جائزة السلام. أما نوبل الاقتصاد فيمنح الاثنين المقبل.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».