وسط تحذيرات من نشاط لوحِظ أخيراً لتنظيم «داعش» الإرهابي، عبر تطبيق «تيك توك»، سعياً لجذب الشباب للانضمام لصفوفه، عقب فرار عناصره، نتيجة خسائره طوال الأشهر الماضية، بثَّ التنظيم عبر التطبيق مقاطع تروِّج لفكره، وصورَ قلوبٍ، وموسيقى صاحبت فيديوهات عمليات القتل التي قام بها التنظيم، كما نشر إصداراته مع نساء يحرضن على القتال والانضمام لصفوفه.
وأكد الدكتور مقبل فياض، خبير الاتصالات في مصر، أن «(داعش) يعرف جيداً قيمة التطبيق الجديد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التنظيم لجأ إلى تطبيق (تيك توك) للتواصل الاجتماعي، لأن موقعي (تويتر) و(فيسبوك) عليهما رقابة شديدة، و(داعش) يدرك إمكانية إيقاف أي منشور أو فيديو عليهما». وتطبيق «تيك توك» أُنشئ عام 2016، وسجل في 2018 أكثر من 500 مليون حساب نشط بشكل شهري، بحسب تقارير دولية، وحذرت «المنظمة العالمية لخريجي الأزهر»، أمس، من مساعي «داعش» على التطبيق الجديد، مؤكدة أنها «تتابع عن كثب ما تقوم به الجماعات الإرهابية والمتطرفة من محاولات لخداع الشباب، واستقطابهم للوقوع فريسة سهلة في شباك الإرهاب والتطرف، حيث استخدم (داعش) تطبيق (تيك توك) لجذب الشباب إلى الانضمام إلى صفوفه»، مضيفة أن «جماعات التطرف والإرهاب، خصوصاً (داعش)، فقدت بريقها الخادع في التأثير على الشباب، بعد الهزائم المتتالية التي أُصيبت بها في جميع الميادين، فراحت تستعمل وسائل جديدة، تؤثر من خلالها على عقول الشباب والمراهقين، وهو ما يؤكد على أن هذه التنظيمات تواجه مرحلة بائسة من الوهن والضعف والهزيمة النكراء».
وقبل 3 أيام، أزالت إدارة تطبيق «تيك توك» حسابات تنشر تسجيلات فيديو دعائية لتنظيم «داعش»... وأورد التطبيق الذي تملكه شركة «بايتدانس» الصينية أن «عدد مستخدميه بلغ نحو 500 مليون شخص في أنحاء العالم، العام الماضي، ما يجعله أحد أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي انتشاراً». وحول لجوء «داعش» لـ«تيك توك» أخيراً، قال فياض إن «التنظيمات الإرهابية تلجأ إلى الإنترنت بشكل كبير لنشر أفكارها، لأنه غير مركزي، ومن السهل نشر فيديوهات عليه»، موضحاً أن «وقف الإرهاب على مواقع التواصل صعب، لأنه لا يتم معرفته، إلا إذا قام شخص بعمل تهديد إرهابي، أو وضع فيديو متطرف، يُمكن وقتها التعرف عليه، وتتبع مصدر الفيديو وحذفه، أي الحذف يكون بعد البث، لكن قبل البث، لا يُمكن التعرف على أي محتوى».
ويقول مراقبون إن «المشكلة الأكبر التي تواجه إدارة (تيك توك) عدم قدرتها على قراءة ما يبثه أنصار (داعش) بشكل تلقائي، ليتم حذفه أو حجبه»، لكن الشركة الصينية التي تستحوذ على «تيك توك» تؤكد أن «المحتوى الذي يروج للمنظمات الإرهابية لا مكان له في التطبيق»، مؤكدة أنها «تحجب بشكل نهائي مثل هذه الحسابات والأجهزة المتصلة بها فور التعرف عليها، وهناك تطوير بشكل مستمر، لرصد أي نشاطات مشبوهة بشكل استباقي». ودعت «منظمة خريجي الأزهر» التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أمس، «الشباب المسلم لعدم الانسياق وراء دعوات (داعش)»، مؤكدة أن «خدمة الإسلام تكون بالعمل الصالح والإنتاج، والتميز في العلم، وليس بالتدمير والتفكير والقتل والوحشية التي ينكرها كل إنسان، فضلاً عن كل مسلم».
يُشار إلى أنه بلغ عدد متابعي بعض الحسابات المرتبطة بالتنظيم على «تيك توك» ما يقرب من 1000 متابع، وفق شبكة «فوكس نيوز» الأميركية... ويُعرف التطبيق نفسه على موقع الشركة المصنعة بـ«المنصة التي تصور وتوثق وتقدم وجه العالم الخلاق، والمعرفة، ولحظات الحياة المهمة عبر جهاز الهاتف الذكي».
وأكد المراقبون أن «التطبيق لا يختلف كثيراً عن التطبيقات الأخرى، حيث بإمكان المستخدمين تحميل فيديوهات قصيرة، لا تتعدى مدتها 15 ثانية، وتقاسمها مع الأصدقاء... ويعمل بطريقة مشابهة لطريقة عمل (فيسبوك) وغيره من منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المادة الأساسية التي يتشاركها الأصدقاء فيه ليست الكتابات أو الصور، إنما مواد الفيديو».
وأشارت «منظمة خريجي الأزهر»، في بيان لها، أمس، إلى أن «هذه التنظيمات الإرهابية قد شوهت صورة الإسلام والمسلمين في العالم أجمع بما يقترفونه من جرائم بشعة في حق الإنسانية»، مضيفة أن «هذه التنظيمات الإرهابية أبعد ما تكون عن الإسلام في إجماله وتفصيله، وأنها لا ترعى حرمة لمؤمن»، لافتة إلى أن «الشريعة الإسلامية أوصت بحفظ الحقوق البشرية وصيانتها من الاعتداء، وتوعدت مَن يسفك الدماء أو يعتدي على الأموال أو يروّع الآمنين بأشد العقاب في الدنيا وفي الآخرة، واعتبرته باغياً محارباً لله ورسوله، وأوجبت عليه حداً دنيوياً إلى جانب العقاب في الآخرة».
«داعش» يراوغ عبر «تيك توك» لمواجهة فرار عناصره
بث عبر التطبيق مقاطع لعمليات القتل
«داعش» يراوغ عبر «تيك توك» لمواجهة فرار عناصره
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة