روسيا في المركز الـ 28 الأكثر سهولة لممارسة الأعمال

TT

روسيا في المركز الـ 28 الأكثر سهولة لممارسة الأعمال

احتلت روسيا المركز 28 ضمن قائمة الدول الأكثر سهولة لـ«ممارسة الأعمال»، وذلك بتقدمها 3 مراكز عن العام الماضي، من 190 دولة. وفي تعليقه على التقرير رأى وزير الاقتصاد الروسي مكسيم أوريشكين، أن ما يهم المستثمرين بالدرجة الأولى الظروف القابلة للتنبؤ، وقال إن التنافس في مجال التصنيفات حاد بين روسيا ودول أخرى، مؤكداً ضرورة بذل المزيد من الجهود للمضي قدماً. وتقدُّم روسيا حتى الترتيب 28 يبقى دون الهدف الذي حدده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2012 حين طالب الحكومة بتحسين الظروف بما يسمح بانتقال روسيا من المرتبة 120 حينها، حتى الترتيب 20 خلال ست سنوات، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق العام الماضي. فيما يبدو أن العمل يجري على تحقيقه بحلول عام 2024.
ويعتمد خبراء البنك الدولي على 10 مؤشرات فرعية لتحديد ترتيب كل دولة ضمن قائمة تصنيف «سهولة ممارسة الأعمال»
. وحسب التقرير الأخير، تمكنت روسيا من تحسين تصنيفها بفضل إصلاحات في مؤشرين فقط، وهما «الحصول على الكهرباء» و«التعامل في مجال منح تصاريح البناء». إذ تقدمت في المجال الأول 5 نقاط، حتى الترتيب السابع، وفي المؤشر الثاني حققت قفزة نوعية، حتى الترتيب 26 بعد أن كان ترتيبها 48 العام الماضي.
وبالنسبة إلى المؤشرات الفرعية الأخرى، تراجعت روسيا في بعضها وحافظت على مستوى العام الماضي في البعض الآخر منها. وعلى سبيل المثال خسرت 15 نقطة في مجال حماية صغار المساهمين، وتراجعت في هذا المؤشر حتى الترتيب 72، وكذلك تراجعت 5 نقاط في مؤشر «دفع الضرائب» حتى الترتيب 58، وذلك على الرغم من إصلاحات في المنظومة الضريبية، وتقليص الوقت المطلوب لحساب الضرائب وتسديدها حالياً حتى 159 ساعة، لأول مرة منذ عام 2014.
، وفي مؤشر «التجارة خارج البلاد» أو «التجارة الدولية» حافظت روسيا على الترتيب 99.
وقال الخبير الاقتصادي أليكسي ريبيك، رئيس المنظمة الاجتماعية «روسيا التجارية»، إن تحسين البنك الدولي تصنيف روسيا في ممارسة الأعمال مؤشر على أن الحكومة قد تعلمت كيف تعمل على تحسين المناخ الاستثماري، مؤكداً «المهنية العالية للفريق الحكومي المسؤول عن العمل في تلك المجالات (التي يرصدها تصنيف البنك الدولي)». وأضاف: «بما أننا ننمو وفق رؤية البنك الدولي، فهذا يعني أن البيانات موضوعية ولا يمكن لأحد التشكيك بدقتها».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).