أسماء أبو اليزيد: نجاح «الممر» أنسى أبطاله مشقة إعداده

الفنانة أسماء أبو اليزيد
الفنانة أسماء أبو اليزيد
TT

أسماء أبو اليزيد: نجاح «الممر» أنسى أبطاله مشقة إعداده

الفنانة أسماء أبو اليزيد
الفنانة أسماء أبو اليزيد

رغم مشاركتها في أعمال درامية مميزة خلال السنوات الأخيرة، فإن الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد عدت مشاركتها في فيلم «الممر» بأنها نقلة فنية مميزة في مشوارها الفني، خصوصاً بعد نجاح الفيلم على المستوى الجماهيري بعد عرضه تلفزيونياً بالتزامن مع احتفالات مصر بذكرى حرب أكتوبر (تشرين الأول). وعبّرت أبو اليزيد في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن فرحتها وفخرها بإشادات الجمهور المصري بأدائها في الفيلم وتجسيدها دور فتاة بدوية (فرحة) التي قدمت المساعدة للجنود المصريين خلال عمليتهم الخاصة خلال حرب الاستنزاف التي أعقبت «حرب النكسة» في عام 1967. وأضافت أن نجاح الفيلم أنسى أبطاله مشقة إعداده وتصويره بالصحراء والجبال... وإلى نص الحوار:
في البداية، قالت أسماء أبو اليزيد إن مشاركتها في فيلم «الممر» شرف عظيم لها، موضحة أنه عندما عرض عليها الدور، انتابها شعور بالفرحة والقلق في الوقت نفسه، خصوصاً بعد تقديم شخصية «فرحة» الفتاة البدوية للمرة الأولى في حياتها؛ لذلك بذلت جهداً كبيراً في التدريب على أداء الدور: طريقة نطق اللهجة البدوية بواسطة مصحح اللهجة الأستاذ حسام فيكا، كما ساعدها أيضاً في ذلك المخرج شريف عرفة، والفنان محمد جمعة الذي قام بتجسيد دور شقيقها في الفيلم، وكان دوره يتمثل في مساعدة الجيش المصري في الوصول إلى مقر أحد معسكرات الجيش الإسرائيلي وتسهيل مهمتهم، وإمدادهم بالمعونات والمؤن.
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير، قالت: «لم تكن هناك صعوبات بالمعنى المفهوم، لكني وفريق العمل بذلنا مجهوداً شاقاً وكبيراً، لنخرج أجمل ما لدينا، فكل فنان تدرب جيداً على أدواره، قبل بدء التصوير من أجل تقديم عمل ذي قيمة يلقى قبولاً واستحساناً من الجمهور، وهو ما حدث بالفعل، كما أن المجهود الذي بذلته والمشقة التي واجهتها، لا تقارن بمجهود باقي فريق العمل، سواء الذين عملوا أمام الكاميرا أو خلف الكاميرا، لكننا نسينا كل هذه المشقة فور نجاح الفيلم.
وتعبر أسماء عن فرحتها بنجاح «الممر»، قائلة: سعدت بشدة من ردود الأفعال الإيجابية عن الفيلم بشكل عام، ودور «فرحة» بشكل خاص؛ إذ لاقت احتفاءً كبيراً على «السوشيال ميديا»، خصوصاً «زي البدوية»، الذي نال إعجاب الجمهور؛ ما جعلني أعيش حالة من البهجة، وخصوصاً عندما أطلق الكثير من مستخدمي مواقع «التواصل الاجتماعي» هاشتاغ بعنوان «سمراء تكحلت» بعد عرض الفيلم على القنوات الفضائية، وهو ما اعتبرته مؤشراً قوياً على إعجاب الجمهور بدورها.
وترى أبو اليزيد أن توظيف قصة حب «فرحة» من «العسكري هلال» الذي قام بتجسيد دوره الفنان محمد فراج، متوائمة مع سياق الفيلم، قائلة: «هلال شاب صعيدي يعشق بلده ويحارب من أجلها ويخلص لها، وفرحة بنت الصحراء، تتمتع بشخصية جادة وتحب وطنها وأرضها، فهناك سمات شخصية مشتركة بين الشخصين، ونشأت قصة الحب بينهما من حبهما للوطن».
وعن ابتعادها في الآونة الأخيرة عن المسرح، تقول الفنانة المصرية: «المسرح هو نقطة انطلاقي الحقيقية، لكنه كعمل جماعي، يتطلب وقتاً والتزاماً كبيرين، ومع ذلك إذا عرض عليّ عمل مسرحي جيد، سأوافق على الفور، ولا سيما أنني أحب المسرح جداً، وقمت بإخراج عمل مسرحي وحيد بمفردي بجانب مشاركتي في إخراج أكثر من عرض مسرحي، وأتمنى تكرار التجربة مرة أخرى».
وأشارت أسماء إلى أنها تفضل تقديم أدوار فنية متنوعة قائلة: «كل شخصية قمت بتقديمها هي قريبة مني جداً، والفنان يجب أن يكون شاملاً ويقدم كل الأدوار، ولا يحصر نفسه في شكل معين حتى لا يمل منه الجمهور، فأنا أجد متعة كبيرة عندما أقدم أدواراً متنوعة، فقدمت دوراً كوميدياً في فيلم (الكويسين) مع الفنان أحمد فهمي، وتنوعت أدواري في التلفزيون، حيث شاركت في أكثر من عمل درامي مثل (ليالي أوجيني) مع الفنان ظافر عابدين والفنانة أمينة خليل، و(هوجان) مع الفنان محمد إمام، ومسلسل (هذا المساء) الذي شهد بدايتي الحقيقة في التمثيل، وأنا سعيدة بكل الأدوار الفنية التي قدمتها حتى الآن».
واختتمت حديثها بالتأكيد على أنها تحلم بالمشاركة في فيلم موسيقي أو «ميوزيكال»؛ لأنه سيكون مختلفاً عن الأدوار التي قدمتها من قبل، وبه تحدٍ جديد.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».