لبنان مشلول... والسلطة حائرة أمام الحراك

تشديد أميركي على مشروعية مطالب المتظاهرين... والجيش يبدأ فتح الطرق

عناصر من قوات الجيش اللبناني تمنع المتظاهرين من دخول الطريق السريع في جل الديب أمس (رويترز)
عناصر من قوات الجيش اللبناني تمنع المتظاهرين من دخول الطريق السريع في جل الديب أمس (رويترز)
TT

لبنان مشلول... والسلطة حائرة أمام الحراك

عناصر من قوات الجيش اللبناني تمنع المتظاهرين من دخول الطريق السريع في جل الديب أمس (رويترز)
عناصر من قوات الجيش اللبناني تمنع المتظاهرين من دخول الطريق السريع في جل الديب أمس (رويترز)

شلّت الاحتجاجات التي عمّت مناطق واسعة من لبنان الحركة في البلاد، مما دفع الجيش إلى التدخل لفتح الطرق، وسط حيرة السلطة التي لا تجد من تفاوضه واختلاف أطرافها على مسارات الخروج من الأزمة غير المسبوقة.
وقالت مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة قدمت إجابات على مطالب الناس عبر الورقة الإصلاحية» التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري، لكنها في المقابل «لا تجد من يحاورها ويتفاوض معها، وسط مطالب غير محددة وغير موحدة». وتساءلت: «هل نحاور أشباحاً؟».
وتجسد تعثر مساعي الحل بفشل اقتراحات لإجراء تعديل وزاري، لايعارضه الحزب «التقدمي الاشتراكي»، إذا شمل وزير الخارجية جبران باسيل، ويرفض «حزب الله» إجراءه.
وفي موازاة الانسداد السياسي، تصاعدت التوترات على خلفية الإغلاق الميداني، مع تنامي الاحتجاجات. ووقعت احتكاكات إثر تدخل الجيش لفتح الطرق وتيسير حركة المواطنين. وأكدت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن قرار قائد الجيش العماد جوزيف عون «يقضي بحماية حرية التعبير وحق التظاهر وحماية المتظاهرين، وفي الوقت نفسه تأمين سير الحياة الطبيعية ووصول المستلزمات الأساسية للناس».
ورغم الهدوء الذي اتسمت به الاحتجاجات، فإن توتراً وقع في النبطية جنوباً، حيث تعرّض متظاهرون إلى اعتداءات بالعصي والأسلحة البيضاء وقُطع بث المظاهرات، في محاولة لفض الحراك في المدينة التي تعد معقلاً لـ«حزب الله» و«حركة أمل»، ما أسفر عن سقوط 25 جريحاً. أما في مزرعة يشوع بجبل لبنان، فتواجه متظاهرون ومؤيدون لـ«التيار الوطني الحر».
إلى ذلك، وصف مسؤول أميركي كبير ما يجري في لبنان بأنه «حدث غير مسبوق، وفي نواحٍ كثيرة كان يجب أن يحصل سابقاً». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المظاهرات «رد فعل مناسب لسنوات عدة من سوء التدبير المالي، والفساد المتفشي»، مشيراً إلى أن الحكومات في لبنان «رفضت لعقود إجراء إصلاحات اقتصادية أو محاربة الفساد، ودفعت البلد إلى شفا الانهيار المالي».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».