تركيا توقف هجومها في سوريا... وموسكو تتهم واشنطن بـ«خيانة» الأكراد

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يسيرون على الدرج بالقرب من بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يسيرون على الدرج بالقرب من بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)
TT

تركيا توقف هجومها في سوريا... وموسكو تتهم واشنطن بـ«خيانة» الأكراد

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يسيرون على الدرج بالقرب من بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يسيرون على الدرج بالقرب من بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)

أعلنت تركيا اليوم (الأربعاء) أنّ «لا حاجة» لاستئناف هجومها ضدّ المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا بعد انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أنّ الولايات المتّحدة أبلغتها بأنّ انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية قد «أنجز».
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان: «في هذه المرحلة، ليست هناك حاجة لتنفيذ عملية جديدة».
وانتهت في الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش هدنة مدتها 120 ساعة توصّلت إليها الولايات المتحدة بين تركيا والقوات الكردية لإتاحة انسحاب المقاتلين الأكراد من منطقة آمنة اتفقت عليها أنقرة وواشنطن. وأضاف بيان الوزارة: «في نهاية فترة الـ120 ساعة، أعلنت الولايات المتحدة أن سحب وحدات حماية الشعب من المنطقة قد أنجز».
من جهته، أفاد مصدر دبلوماسي تركي أنّ أنقرة تبلغت من واشنطن اكتمال الانسحاب الكردي خلال مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو. وقبيل انتهاء مهلة الـ120 ساعة قال مسؤول كردي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأكراد «امتثلوا بالكامل» للاتفاق.
وفي سياق متصل، قال الكرملين اليوم (الأربعاء) إن الولايات المتحدة «خانت» أكراد سوريا وتخلت عنهم وناشدهم الانسحاب من منطقة الحدود بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة وإلا سيصبحون فريسة للجيش التركي، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريحات لوكالات أنباء روسية، أن الولايات المتحدة تشجع الأكراد على ما يبدو على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي.
وكانت تركيا وروسيا اتفقتا بعد قمة الرئيسين رجب طيب إردوغان وفلاديميري بوتين في سوتشي أمس، على تسيير دوريات مشتركة على تخوم «المنطقة الآمنة» التي تعتزم أنقرة تشكيلها في شمال شرقي سوريا، وذلك بعد نزع سلاح المقاتلين الأكراد في المنطقة.
وشنّت تركيا مع فصائل سورية موالية لها منذ التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي هجوماً ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، بدأ بعد يومين من سحب واشنطن قواتها من مناطق حدودية. وتمكنت الوحدات المهاجمة من التقدم سريعاً والسيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً يمتد من تل أبيض (الرقة) وصولاً إلى رأس العين التي انسحب منها آخر المقاتلين الأكراد الأحد.
ونصّ اتفاق توصّل إليه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أنقرة الخميس على «تعليق» تركيا للعمليات القتالية في شمال شرقي سوريا خلال 120 ساعة، تنتهي ليلاً على أن ينسحب المقاتلون الأكراد من «منطقة عازلة» بعمق 32 كيلومتراً.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.