12 ألف «داعشي» في 7 سجون شمال شرقي سوريا

«قوات سوريا الديمقراطية» قلقة على مصير «الدواعش» جراء الهجوم التركي

TT

12 ألف «داعشي» في 7 سجون شمال شرقي سوريا

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» أن نحو 12 ألفاً من المشتبه في أنهم من مسلحي «داعش» محتجزون في سبعة سجون في شمال شرقي سوريا. وعدا المقاتلين السوريين؛ يقدر عدد العراقيين بنحو أربعة آلاف شخص، وهناك نحو 2000 مقاتل من 50 دولة، من بينهم نحو 800 يتحدرون من دول غربية وأوروبية، و1200 من دول عربية وبلدان الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، وقدموا من دول آسيوية.
وتخشى «قوات سوريا الديمقراطية» في حال تعرضت باقي المناطق الواقعة تحت سيطرتها للهجمات التركية، وتؤوي عدداً من السجون ومراكز الاحتجاز، فرار هؤلاء المتطرفين. ويرتبط هذا التخوف بوجودهم في أبنية غير «مضبوطة أمنياً»، ووقوع حوادث اعتداء وفوضى كتلك التي وقعت في مخيم الهول، وهو أكبر المخيمات التي يوجدون فيها على مدار الأيام الأخيرة.
واتفقت الولايات المتحدة الأميركية وتركيا على تهدئة بواعث القلق الأمني بشأن مصير الآلاف من أسرى تنظيم «داعش» المحتجزين في سجون «قوات سوريا الديمقراطية»، وعائلاتهم القاطنين في مخيمات النزوح واللجوء في شمال شرقي سوريا، أبرزها مخيم الهول الذي يضم الآلاف من أسر التنظيم؛ حيث وقعت خلال اليومين الماضين أحداث شغب وعنف من حرق الخيم والاعتداء على الحراسة الأمنية، بعد أن شنت تركيا هجوماً واسعاً على مناطق شرق الفرات، وأعلنت عن هدنة هشة دخلت يومها الرابع.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة «روناهي» الكردية بُثت بداية الأسبوع الجاري، قال مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، بأن تحالفهم مع الولايات المتحدة في إطار محاربة تنظيم «داعش» المتطرف لا يزال قائماً: «لدينا 12 ألف أسير ينتمون إلى (داعش)، وأميركا لم تعلن حتى الآن إنهاء التحالف مع قواتنا؛ لأن ملف عناصر التنظيم قضية تهم شعوب المنطقة والعالم».
وعن تسلم تركيا الملف أو إحالته إلى النظام السوري الذي انتشر في عدد من مدن وبلدات مناطق شرق الفرات بعد الهجوم التركي، أوضح عبدي خلال حديثه: «نحن من يقرر مصير أسرى (داعش)، لا تركيا ولا النظام. لن تتسلم أي دولة الملف بعد سحب أميركا جزءاً من جنودها. لا نقبل بهذا الكلام على الإطلاق. نحن من اعتقلناهم وهم عندنا ونحن من سيقرر».
وطالبت الولايات المتحدة والإدارة الذاتية الكردية مراراً الدول المعنية باستعادة مواطنيها ومحاكمتهم على أراضيها، كون الملف يشكل عبئاً أمنياً وإدارياً ومالياً على المنطقة التي تعرضت في 9 من الشهر الجاري لتوغل تركي. وخاطب مظلوم عبدي تلك الدول بالقول: «إذا كانوا مهتمين بمصير عناصر (داعش) من مواطنيهم، ويرونهم خطراً، فعليهم التواصل معنا وإبرام اتفاق. نحن على استعداد للتعاون مع كل من يريد التعاون معنا، أما الدول التي ترفض التعاون معنا فنرفض مناقشة مصير هؤلاء معهم».
وذكر مظلوم عبدي بأن الدول التي حاربت للقضاء على التنظيم: «سوف نقرر معها مصير أسرى التنظيم، وعدا ذلك فإننا لن نوافق على أي قرار آخر، فإذا غادرت هذه الدول التي ذكرناها، فلن يبقى بيننا أي قرارات مشتركة».
يذكر أن فرنسا استعادت 18 طفلاً في أبريل (نيسان) العام الجاري قالت إنهم يتامى، بينما أرجعت الولايات المتحدة 16 من المقاتلين والأطفال، أما ألمانيا فأعادت 10 أشخاص من بينهم 6 أطفال يتامى، كما استردت أستراليا 8 أطفال، والسويد 7 أطفال، أما النرويج فأعادت 5 أطفال. وتقول تلك الحكومات بأن هؤلاء الأطفال يتامى، وترجح مقتل الآباء والأمهات في غارات قصف طيران التحالف الدولي.


مقالات ذات صلة

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.