التعليم السعودي يعيد «الاختبارات التحريرية» للمرحلة الابتدائية... بعد 14 عاماً

تربويون لـ «الشرق الأوسط»: التقويم المستمر يؤدي إلى نتائج جيدة

هناك علاقة إيجابية بين التحاق الطلبة بالروضة أو التمهيدي ومستوى تحصيلهم في الصف الرابع الابتدائي (الشرق الأوسط)
هناك علاقة إيجابية بين التحاق الطلبة بالروضة أو التمهيدي ومستوى تحصيلهم في الصف الرابع الابتدائي (الشرق الأوسط)
TT

التعليم السعودي يعيد «الاختبارات التحريرية» للمرحلة الابتدائية... بعد 14 عاماً

هناك علاقة إيجابية بين التحاق الطلبة بالروضة أو التمهيدي ومستوى تحصيلهم في الصف الرابع الابتدائي (الشرق الأوسط)
هناك علاقة إيجابية بين التحاق الطلبة بالروضة أو التمهيدي ومستوى تحصيلهم في الصف الرابع الابتدائي (الشرق الأوسط)

أعادت وزارة التعليم السعودية الاختبارات التحريرية النهائية، للصفوف الدراسية من الثالث إلى السادس الابتدائي، وذلك بعد مرور نحو 14 عاماً منذ توقفها، وهو ما يأتي نتيجة ما خلصت إليه اجتماعات مديري التعليم بالمناطق لتطوير لائحة تقويم الطالب.
وأرجعت الوزارة ذلك للرغبة في تحسين نواتج التعلم، ورفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب والطالبات، عبر اختبارات ختامية في نهاية الفصل الدراسي لمواد العلوم الشرعية (التوحيد، الفقه والسلوك، الحديث والسيرة)، واللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، والدراسات الاجتماعية، والمواطنة، بينما يقوم أداء الطالب تقويماً مستمراً في بقية المواد، وفقاً لمستويات الأداء.
ويوضح صالح الخزيم مدير عام المركز الوطني لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها بوزارة التعليم، أنه من التجارب الدولية فإنه لا بد أن تقام الاختبارات للطلاب في نهاية الفصل الدراسي وكذلك مع نهاية العام الدراسي. ويضيف: «ما طرأ لدينا نحن في التقويم المستمر ولمدة سنوات سابقة ليس معيباً، فالتقويم المستمر يؤدي إلى نتائج رائعة جدا، لكن الإشكالية كانت في عدم فهم بعض التربويين لفلسفة التقويم المستمر، وبالتالي حدثت ممارسات خاطئة في الميدان، جعلت التقويم المستمر يفشل، في عدم فهم بعض المعلمين لآليات تطبيقه».
ويكمل الخزيم حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «في السابق كان الاختبار التحريري هو إحدى أدوات التقويم المستمر، لكنه مع الأسف أغفل بسبب فهم خاطئ لبعض الآليات، أما القرار الجديد فهو قرار في الاتجاه الصحيح، بشرط أن يعي جميع التربويين وأولياء الأمور أن هذا قرار لن يسير في الاتجاه الصحيح إلا إذا مورس بشكل دقيق وبفعاليات محددة وأدوات تقويم سليمة، مع مراعاة صدق الاختبار، وأن يبتعد المعلم عن عاطفته عند تقويم الطالب».
من ناحيته، يرى سليمان الفايز، مساعد مدير التعليم في منطقة القصيم سابقاً، أن القرار يأتي ضمن منظومة المراجعات التي تحدث في أي جهة، ويضيف: «التقويم المستمر القائم في المرحلة الابتدائية وبعض مواد المرحلة المتوسطة، كان مبنياً على أسس لم تُطبق بشكل جيد، فالمشكلة كانت في تطبيقها».
ويتابع الفايز حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «التقويم المستمر كنظام، هو نظام جيد، وناجح حين يُطبق بأدواته ووسائله، لكن مشكلته أن له محددات كثيرة تجعله قد لا ينجح لدى بعض المعلمين، أو قد لا يُفهم الفهم الكامل».
واشتمل قرار وزارة التعليم على تخصيص 100 درجة لكل مادة يكون التقويم فيها مستمراً وختامياً موزعة بالتساوي بين الفصلين؛ بحيث تكون في كل فصل دراسي 20 درجة لأعمال السنة مشتملة على أساليب متنوعة (اختبارات قصيرة، واجبات منزلية، مهمات أدائية)، و30 درجة لاختبار تحريري في نهاية الفصل.
يضاف لذلك، حصول الطالب على درجة النهاية الصغرى (50 في المائة) في المواد التي يكون تقويم الطالب فيها مستمراً وختامياً شريطة حصوله على نسبة 20 في المائة من درجة اختبار الفصل الدراسي الثاني، إضافة إلى عقد اختبار الدور الثاني للطالب الذي لم يحقق النهاية الصغرى (50 في المائة) للمواد، كذلك من لم يحصل على النسبة الشرطية التي هي 20 في المائة من درجة اختبار الفصل الدراسي الثاني.

الطالبات يحققن تفوقاً أكبر من الطلاب في «الرياضيات» و«العلوم»
كشفت هيئة تقويم التعليم والتدريب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، في الرياض، نتائج الاختبارات الوطنية المتعلقة بأداء الطلاب والطالبات في الصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط، في مادتي الرياضيات والعلوم.
وأوضحت الهيئة أن عدد المشاركين في الاختبارات الوطنية التي طُبقت العام الماضي بلغ 27 ألف طالب وطالبة في الصف الرابع، من 965 مدرسة ابتدائية، أما في الصف الثاني المتوسط فجمعت البيانات من 30 ألف طالب وطالبة في 939 مدرسة متوسطة.
وخلصت النتائج إلى أن الطالبات حققن تفوقاً في كل من الرياضيات والعلوم، وكان فرق الأداء في العلوم أكبر منه في الرياضيات لكلا الصفين (الرابع الابتدائي والثاني المتوسط)، مع تدني الأداء بشكل عام للطلاب والطالبات.
وعن بعض العوامل التي تتعلق بالتعليم والتعلم، فيشير تقرير الاختبارات الوطنية للعام الماضي، إلى العلاقة الإيجابية بين التحاق الطلبة بالروضة أو التمهيدي ومستوى تحصيلهم في الصف الرابع الابتدائي.
كما لوحظ تدني أداء الطلاب الذين أعادوا سنة دراسية مقارنة بأداء أقرانهم الذين لم يعيدوا أي سنة دراسية، إضافة إلى وجود علاقة سلبية بين الغياب والتأخر عن الحضور للمدرسة وبين مستوى التحصيل الدراسي، وأن زيادة عدد مرات الغياب والتأخر لها تأثير سلبي على مستوى تحصيل الطلبة.
واستقصت استبيانات الاختبارات مدى انتشار بعض السلوكيات بين الطلاب والطالبات ورصدت (ضعف الاهتمام بالقراءة، كثرة الغياب، انتشار التأخر الصباحي، ووجود التنمر)، وقدمت هيئة تقويم التعليم والتدريب في نهاية التقرير عدداً من التوصيات لراسمي السياسة التعليمية، والمعلمين والمعلمات، وقائدي المدراس، وأولياء الأمور.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.