العثور على أقدم لؤلؤة بالعالم في أبوظبي

اللؤلؤة التي تم العثور عليها في جزيرة مروح (وام)
اللؤلؤة التي تم العثور عليها في جزيرة مروح (وام)
TT

العثور على أقدم لؤلؤة بالعالم في أبوظبي

اللؤلؤة التي تم العثور عليها في جزيرة مروح (وام)
اللؤلؤة التي تم العثور عليها في جزيرة مروح (وام)

عثر علماء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على أقدم لؤلؤة في العالم بالموقع الأثري في جزيرة مروح قبالة سواحل أبوظبي، أطلق عليها اسم «لؤلؤة أبوظبي»، حيث تظهر الطبقات التي تغطي اللؤلؤة بأنها تعود إلى العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين 5800 - 5600 قبل الميلاد.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإن هذا الاكتشاف يعد دليلاً على وجود مهنة صيد اللؤلؤ والمحار في دولة الإمارات منذ ما يقارب 8 آلاف عام، وهو أقدم دليل مكتشف على صيد اللؤلؤ في العالم.
‬وستعرض «لؤلؤة أبوظبي» التاريخية التي لا تقدر بثمن، لأول مرة أمام الجمهور في معرض «10 آلاف عام من الرفاهية» الذي يقام في متحف «اللوفر أبوظبي» من 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي ولغاية 18 فبراير (شباط) 2020.
ونقلت الوكالة عن محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، قوله: «تعد لؤلؤة أبوظبي اكتشافاً مذهلاً، ودليلاً على عراقة وقدم أنشطتنا البحرية... كما أن اكتشاف أقدم لؤلؤة في العالم في أبوظبي يكشف أن كثيراً من تاريخنا الاقتصادي والثقافي الحديث له جذور عميقة تمتد إلى فجر ما قبل التاريخ».
وأضاف: «تعد جزيرة مروح واحدة من أهم المواقع الأثرية لدينا، التي نواصل جهودنا في التنقيب فيها وحمايتها للكشف عن معلومات أثرية مذهلة تخبرنا الكثير عن تاريخ أبوظبي والمنطقة وأسلوب حياة أجدادنا الأوائل».
وقبل اكتشاف «لؤلؤة أبوظبي»، كان قد تم اكتشاف أقدم لؤلؤة في دولة الإمارات في موقع يعود للعصر الحجري الحديث في إمارة أم القيوين، كما تم العثور على كثير من اللآلئ القديمة في مقبرة تعود إلى العصر نفسه بالقرب من جبل البحيص في إمارة الشارقة، إلا أن التأريخ الكربوني يظهر أن «لؤلؤة أبوظبي» أقدم من هذين الاكتشافين.
وكشفت أحدث عمليات التنقيب في جزيرة «مروح»، التي نفذها خبراء الآثار في الدائرة، عن مزيد من المعلومات عن أقدم قرية معروفة استوطنها الإنسان في إمارة أبوظبي قبل نحو 8 آلاف عام، التي أظهرت الممارسات المعمارية والفنية والتقنية المتقدمة التي استخدمها سكان أبوظبي الأوائل في فترات تاريخية مبكرة جداً ترجع إلى العصر الحجري الحديث.
وتم اكتشاف موقع مروح للمرة الأولى عام 1992 أثناء مسح أثري للجزيرة، والمكون من بقايا انهيار هياكل صخرية كثيرة لمنازل من العصر الحجري الحديث.
وإلى جانب اكتشاف «لؤلؤة أبوظبي»، شملت الاكتشافات الأخرى جرة خزفية مستوردة، وخرزاً مصنوعاً من الحجر والمحار، والأصداف البحرية، ونصال أسهم من الصوان، وعدداً كبيراً من شظايا أوانٍ فخارية مزخرفة بطلاء كثيف جميل، وتعد من أقدم القطع الفنية الزخرفية المعروفة في الدولة.
وستنطلق عمليات تنقيبية رئيسية جديدة في الموقع نفسه للعثور على مزيد من الاكتشافات مع بداية عام 2020.
وأشار الخبراء إلى احتمال أن يكون قد تم استخدام اللؤلؤ في عمليات التبادل التجاري مع بلاد الرافدين «العراق القديم» مقابل المنتجات الخزفية وغيرها من السلع. كما تظهر الآثار التي تم اكتشافها في جبل البحيص بالشارقة أن اللؤلؤ كان يستخدم أيضاً حلياً للزينة من قبل السكان المحليين.
وشكل اللؤلؤ الدعامة الأساسية لاقتصاد الإمارات لآلاف السنين، حيث يشير تاجر الجواهر غاسبارو بالبي من البندقية، الذي سافر عبر المنطقة، إلى أن الجزر قبالة سواحل أبوظبي كانت مصدراً رئيسياً للؤلؤ في القرن 16، حيث استمرت هذه الحرفة في الازدهار حتى ثلاثينات القرن الماضي.



«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75». وتُعدّ القواعد الأساسية لهذا التحدي أن عليك الالتزام بنظام غذائي صحي من دون وجبات إضافية أو كحوليات لمدة 75 يوماً.

بالإضافة إلى ذلك، في كل يوم من الأيام الـ75 عليك القيام بتمرينين لمدة 45 دقيقة؛ أحدهما في الخارج، وشرب أكثر من 3 لترات من الماء، وقراءة 10 صفحات من كتاب غير خيالي.

وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، اليوم (الأحد)، بأن شخصين قالا إنهما أنهيا التحدي، فيما حذر الخبراء من أنه إذا بدا التحدي صارماً بعض الشيء؛ فقد يكون من الأفضل أخذه بشكل أكثر استرخاءً.

«مجالات جديدة عليّ أن أتعامل معها»

تعرف على ديفامشا جانبوت، البالغة من العمر 29 عاماً، التي أكملت التحدي في مارس (آذار) الماضي، أثناء عملها بدوام كامل مستشارة رقمية لشركة كبيرة. وتقول لـ«بي بي سي»: «لقد كان الأمر صعباً بالتأكيد. كما أنني أعيش في أدنبرة، وكان الجو مظلماً ورطباً وبارداً، وكان عليَّ القيام بأحد التدريبات في الخارج».

وتتابع ديفامشا أن أحد أصعب جوانب التحدي كان «وضع الحدود» عند زيارة عائلتها من جنوب آسيا حتى تتمكن من الالتزام بنظامها الغذائي.

وتقول ديفامشا: «كان الاضطرار إلى ممارسة الرياضة مرتين في اليوم والالتزام بنظام غذائي صارم أمراً غير مريح حقاً، ومجالات جديدة بالنسبة لي للتعامل معها، لأنني لم أجرِ هذه المحادثة من قبل»، ولكن منذ إكمال التحدي، لاحظت التأثيرات الدائمة حتى الآن، وتتابع: «أمارس الرياضة بانتظام أكثر، وتغيرت عادات القراءة وعلاقتي بالطعام».

في حين تحول التحدي الرياضي إلى ما يشبه الجنون على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فقد اخترعه في الواقع المؤلف والمذيع آندي فريسيلا، في عام 2019. وقال في «البودكاست» الخاص به إنه أمضى «20 عاماً في اكتشاف كيفية إتقان القوة العقلية»، واستخدم هذه المعرفة لإنشاء الخطة.

وتابع المذيع أنه ليس مدرباً شخصياً مؤهلاً أو طبيباً، ولا يقدم إرشادات حول ما يُصنَّف على أنه نظام غذائي صحي في الخطة، ولكن يُفهم أنه يعني متوازناً وغنياً بالمغذيات.

وقد ظهرت أشكال أكثر مرونة من التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً؛ حيث يمكن للمشاركين تناول وجبة غير صحية أثناء ممارسة التمارين الرياضية والقراءة.

«لقد أذهلَتْني عائلتي وأصدقائي»

وفي سياق متصل، أكملت صوفي ديكينز، 27 عاماً، أيضاً التحدي، العام الماضي، أثناء عملها مساعدة مدير في إحدى دور السينما بلندن. وتقول إنها خاضت التحدي بعد صراع «مع الانضباط والاتساق» مع خطط أخرى، وتتابع: «لقد أصلحت نظامها الغذائي، فتوقفت عن تناول الشوكولاته والحلويات، ولكنها سمحت بأي شيء يحتوي على سكر طبيعي، مثل الفاكهة والعسل».

كما أعدَّت صوفي جميع وجباتها في المنزل، وتتبعت استهلاكها من البروتين والماء باستخدام تطبيق. وجدت أنه من المفيد منح نفسها مكافآت صغيرة، مثل قص أظافرها أو شراء كتاب جديد، لكن الجزء الأصعب بالنسبة لها كان التواصل الاجتماعي؛ حيث يدور هذا حول تناول الطعام في الخارج. ولحل هذه المشكلة، تشرح: «كنت صريحة للغاية بشأن ما كنت أفعله، لذا لم يكن هناك أي ضغط عندما وصلت إلى هناك (للمناسبات الاجتماعية)، ولكن كان لا يزال هناك انضباط ذاتي حقيقي للقيام بذلك».

ومنذ أن أكملت ذلك، التزمت ببعض أجزاء الخطة، مثل عدم تناول الطعام في الخارج أو شراء القهوة والكعك غير الضروريين، مما ساعدها على «توفير كثير من المال». وتتابع: «لكن الشيء الأكبر ربما هو تحول في طريقة تفكيري - التشجيع الذي حصلت عليه من معرفتي أنني أستطيع القيام بذلك، والأعذار حول الوقت والشك الذاتي قد ولَّت».

إيجابيات وسلبيات التحدي

لكن التحدي ليس للجميع، وهو أمر تريد مدربة القوة واللياقة البدنية، تانا فون زيتزويتز، أن يضعه أولئك الذين يفكرون في ذلك بالاعتبار. وتقول لـ«بي بي سي»: «أنت بحاجة إلى كثير من الوقت، ليس فقط للتدريبات، ولكن لقراءة الكتاب. يبدو أن الأمر يتطلب الكثير لمحاولة فعل كل ذلك في يوم واحد».

وتضيف تانا: «أعتقد بالتأكيد أن هناك عناصر يمكن للناس تنفيذها، مثل الالتزام بـ45 دقيقة من الحركة اليومية، والوعي بشرب المزيد من الماء، وتقليل وقت الشاشة، ولكن عليك أن تكون على دراية بما ينطوي عليه الأمر»، وتقول: «هناك كثير من الضغوط على الناس لتغيير حياتهم في هذا الوقت من العام».

وتقترح المدربة إيجاد طريقة «لتحدي نفسك مع كونك لطيفاً أيضاً»، بحيث تضيف المتعة والقيمة إلى كل يوم، دون أن تشعر بأن التمرين والطعام بمثابة عقاب.

من منظور طبي، من الصعب تحديد ما إذا كان التحدي مفيداً؛ إذ يشير طبيب عام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سام وايتمان، إلى أنه نظراً لأنه «لم تتم دراسته» في بيئة سريرية، فلا يمكن أن يدعي أنه سيغير حياتك بأي شكل من الأشكال. كما يقول إنه يجب مقارنته بنظام أكثر أساسية، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحقق نفس النتائج. ويتابع: «إذا كانت هذه طريقة للناس للخروج والنشاط، فأنا أؤيدها تماماً، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بما إذا كان هذا أفضل من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات في الأسبوع أو الركض مرة واحدة في الأسبوع وتناول الطعام الصحي، فلستُ متأكداً».

في حين يشجع التحدي الأشخاص على التقاط صور التقدم كل يوم، فإن الكثير من محتوى «تيك توك» حوله يركز على شعور الشخص في النهاية، بدلاً من مظهره، مما يساعد على تجنُّب الهواجس غير الصحية بالمظهر.