إحجام في بعلبك عن إحراق صور السياسيين

تجنباً لإحداث خلافات بين المحتجين

جانب من احتجاجات لبنان أمس أمام مقر الحكومة (إ.ب.أ)
جانب من احتجاجات لبنان أمس أمام مقر الحكومة (إ.ب.أ)
TT

إحجام في بعلبك عن إحراق صور السياسيين

جانب من احتجاجات لبنان أمس أمام مقر الحكومة (إ.ب.أ)
جانب من احتجاجات لبنان أمس أمام مقر الحكومة (إ.ب.أ)

بالأغاني والأهازيج وحلقات رقص الدبكة الشعبية، اعتصم أهالي البقاع في شرق لبنان بأعداد كبيرة، متجاوزين الانقسامات والحسابات السياسية، وتواصل حرق الإطارات وقطع الطرق، ما أعاق حركة المتوجهين للاعتصام في وسط بيروت، قبالة القصر الحكومي والبرلمان.
واستوعب البقاعيّون الانقسامات؛ حيث ظهر توجه لدى المنظمين وكبار السن بعدم تناول أي شخص من السياسيين أو الشخصيات المعروفة في الوسط السياسي، وذلك بعدما أقدم البعض على إحراق صور لسياسيين، بينهم وزير الخارجية جبران باسيل، فحصلت جدالات ونقاشات بين المعتصمين لمنع هذه الأفعال، منعاً للتشاجر بينهم، ما يؤدي إلى إفشالها. وحصل الاتفاق أخيراً على ألا تتوجه إلى أي سياسي بالاسم، والاكتفاء بالتعميم.
وتواصلت الاحتجاجات على الطرقات الدولية الرئيسية والفرعية، وتواصلت عملية قطع الطرقات والاعتصامات في الساحات العامة وفي الأماكن الحساسة على الطرقات الدولية والتقاطعات.
وقطع محتجون الطريق الدولية، عند مستديرة دورس، ورفعوا الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني، وتحول السير إلى داخل دورس البلدة، للقادمين من البقاعين الشمالي والأوسط، باتجاه مدينة بعلبك، أو إلى طريق حمص. واقتطع المحتجون مساحة 3 كيلومترات مربعة، أحاطوها بالإطارات غير المشتعلة، تفتح عند الحالات الطارئة لسيارات الصليب الأحمر اللبناني. ورفع المحتجون شعارات، بينها «ثورة والنفس طويل»، و«صار وقت الحساب سكروا منيح الباب»... ورددوا هتافات «طاق طاق طاقية كلن حرامية»، و«بدنا وحدة وطنية إسلام ومسيحية». ووزعت صبايا وردة حمراء على كل مشارك، كما عقدت حلقات الدبكة، وأطلقت الأهازيج والأغاني.
ودعا المحتجون إلى إسقاط الحكومة، وإعادة المال المنهوب، ورفعوا شعارات «من أين لك هذا؟»، وبعضهم اكتفى بكلمة واحدة «ثورة»، و«بدي عيش بكرامة». وأقدمت مجموعة من الصبايا المشاركات على توزيع العصائر وعبوات المياه وسندويتشات اللبنة والجبنة والمكدوس، كل حسب طلبه.
وفي بريتال، رفع المحتجون العوائق، وفتحت الطريق الدولية عند مدخل البلدة أمام حركة السير، ووجهت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل قطع الطريق بعد الظهر.
وقطع أوتوسترادات رئيسية، ووجّهت دعوات للتجمع عند مستديرة زحلة، التي أطلق المتظاهرون عليها تسمية جديدة باسم «مستديرة الثوار»، فيما قطعت طريق البقاع الشمالي في ساحة اللبوة، ونظم اعتصام أمام أحد المصارف في اللبوة، وأقفل الطريق الدولية التي تربط بعلبك بمدينة حمص.
وقطعت طرقات البقاع الأوسط في سعدنايل، تعلبايا، جلالا، المرج، قب إلياس، شتورا، المصنع، ضهر البيدر وفتحت طريق ترشيش أمام حركة السير.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.