مصر: الاستثمار في الأقاليم... مخاطر أقل وأرباح أعلى

البدء في إنشاء منطقة لوجيستية بدمنهور باستثمارات 5 مليارات جنيه

TT

مصر: الاستثمار في الأقاليم... مخاطر أقل وأرباح أعلى

تتكدس المشروعات العملاقة في العاصمة المصرية القاهرة، التي تزخر بالنصيب الأكبر من مشاريع القطاعين العام والخاص أيضا، إلا أن الاستثمار في الأقاليم لا يخلو من أرباح كبيرة بمنافسة أقل، على أن المخاطرة الأولى تجبر عادة المستثمرين على الاستمرار في جني الأرباح بنكهة احتكارية.
ورغم ما تزخر به الأقاليم المصرية من فرص استثمارية كبيرة، إلا أن قلة المستثمرين فيها يعطي مساحة أكبر لاحتكار المخاطرة مع توفير فرص عمل تحتاجها المدن الإقليمية بشدة.
وزير التموين والتجارة الداخلية المصري علي المصيلحي، يقول في هذا الصدد، إن الاستثمارات في الأقاليم توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تتخطى 80 في المائة من إجمالي ما يتطلبه المشروع لأهالي المدينة، وبالتالي يقلل الضغط على العاصمة، موضحا أن أعلى حجم فرص عمل تأتي من التجارة الداخلية.
أضاف المصيلحي، خلال جولة في محافظة البحيرة لوضع حجر أساس منطقة لوجيستية بمدينة دمنهور، وكذلك إقامة منطقة أسواق جملة للخضر والفاكهة، يرافقه اللواء خالد آمنة محافظ البحيرة، والدكتور إبراهيم عشماوي رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، وحازم الديب، الرئيس التنفيذي لشركة العروبة مصر للإنشاء والتعمير، أنه سيتم خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل طرح 6 فرص لوجيستية وتجارية في 6 محافظات جديدة. مؤكدا أن التجارة الداخلية سيتم تطويرها وتحديثها عند تقليل حلقات تداول السلع مما يعمل على إيصال السلعة للمستهلكين بأسعار منخفضة، ويخفض نسبة الهالك من السلع الغذائية والخضراوات والفاكهة من خلال تنظيم التجارة الداخلية.
حازم الديب الرئيس التنفيذي لشركة العروبة مصر للإنشاء والتعمير، صاحبة المشروع اللوجيستي العملاق، يقول إن «الاستثمار في الأقاليم لا يشهد حجم منافسة كبيرة مثل ما يحدث في العاصمة القاهرة، رغم الفرص الواعدة في هذه المدن، وهو ما نعمل عليه حاليا». مشيرا إلى حجم استثمارات يصل إلى 5 مليارات جنيه في المشروع اللوجيستي بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.
وأوضح الديب لـ«الشرق الأوسط» على هامش وضع حجر الأساس للمشروع، أن شركته تتطلع للتوسع في 5 مدن إقليمية من خلال إنشاء 5 مراكز لوجيستية بتكلفة 10 مليارات جنيه، يتوقع الانتهاء منها على مدار 5 سنوات، بالتعاون مع جهاز التجارة الداخلية.
والشركة تهتم بالأكثر بأسواق الأقاليم، منذ عدة سنوات، سواء في إنشاء مراكز لوجيستية ومدن سكنية، ويعد المركز الأخير الثالث بعد مركزي الإسكندرية وطنطا، والسادس ضمن مشروعات الشركة الإجمالية.
ورغم ذلك، قال الديب إن «العائد على الاستثمار في أسواق الأقاليم أقل بنحو النصف من العائد على المشاريع في القاهرة، نظرا لأن تكلفة الإنشاءات واحدة... لكن الإيجارات أقل». غير أنه عاد وقال إنه يفضل العمل في الأقاليم نظرا لقلة حجم المنافسة مع معدلات نمو جيدة لقلة المعروض.
من جانبه، أكد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة، تكثيف الجهود للانتهاء من تنفيذ أعمال المنطقة التجارية اللوجيستية بدمنهور، الأولى من نوعها بالمحافظة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منها خلال عامين.
وأضاف أن المنطقة اللوجيستية تستهدف أكثر من 10 ملايين نسمة بالبحيرة والمحافظات المجاورة باستثمارات نحو 5 مليارات جنيه ويوفر 17 ألف فرصة عمل، مشيراً إلى أن المنطقة اللوجيستية ستضم مراكز للتسوق المغلق والمفتوح ومنافذ بيع لمنتجات المصانع وساحات للعرض، وهايبر ماركت، وأنشطة خدمية تشمل ساحات تخزين مغلقة ومفتوحة، ومخازن للتبريد والتجميد، وأنشطة للفرز والتعبئة والتغليف، وأنشطة لتجارة الجملة والنصف جملة والبورصات السلعية.
وأكد الدكتور إبراهيم عشماوي رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية على أن حجم الاستثمارات المتوقع تدفقها للمنطقة اللوجيستية بدمنهور يصل لنحو 8 مليارات جنيه. وأضاف أن المشروع مقام على مساحة 96 فدانا ويشمل سوقا تجارية وأماكن مطاعم وأماكن مخصصة للأسواق المفتوحة لتوكيلات السيارات والآلات الزراعية ومشتملاتها ومراكز خدمة، بالإضافة إلى إنشاء ملاعب رياضية واستراحات وكل ما يلزم العاملين بالمشروع من وسائل معيشية وترفيهية. وسيتم طرحها على المستثمرين بنظام حق الانتفاع وعدم السماح ببيع الأراضي الخاصة بالمنطقة.


مقالات ذات صلة

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر للاستفادة من خبرات السعودية في قطاع التعدين

تسعى مصر لتعظيم الاستفادة من قطاع التعدين خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر علاقتها الوطيدة بالسعودية التي تمتلك خبرة كبيرة في هذا القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)

يترقب المستثمرون، الأسبوع المقبل، مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية، ومحضر اجتماعات «الاحتياطي الفيدرالي»، عن كثب مع دخول عام 2025. كما سيقومون بقياس صحة الاقتصاد الأميركي وما يترتب على ذلك من توقعات لأسعار الفائدة قبل تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

بيانات الوظائف

ينصب التركيز خلال الأسبوع على بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية غير الزراعية لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستعطي قراءة حديثة لمستويات التوظيف والأجور. ومن المرجح أن يكون الاقتصاد الأميركي اختتم عام 2024 بإضافة وظائف بشكل مطرد، استمراراً لاتجاه الأشهر الأخيرة. إذ إنه من المرجح أن يُظهر تقرير سوق العمل الذي من المقرر أن يصدره مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن الاقتصاد الأميركي أضاف 153 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لتوقعات الإجماع للاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ». وهو سيكون أقل من 227 ألف وظيفة تمت إضافتها في ديسمبر، وأعلى قليلاً من 143 ألف وظيفة تمت إضافتها في المتوسط ​​لكل من الأشهر الستة الماضية. كما يتوقع المتنبئون أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2 في المائة، وهو منخفض نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية.

محضر «الفيدرالي»

كذلك، يصدر يوم الأربعاء محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. وقد دفعت الأدلة المتزايدة على قوة الاقتصاد الأميركي المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض أسعار الفائدة في عام 2025. وتقدر أسواق المال الأميركية أسعار الفائدة الأميركية بما يزيد قليلاً عن 40 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، وهو فرق كبير عن بداية العام الماضي عندما كانت الأسواق تسعّر ما يصل إلى 150 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة.

وقد يؤدي المزيد من البيانات الأميركية القوية إلى خفض توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، لا سيما أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن سياسات تشمل التعريفات التجارية والتخفيضات الضريبية، التي قد تعزز الاقتصاد وتؤجج التضخم بعد تنصيبه في 20 يناير.

وقال الخبير الاستراتيجي في بنك «نورديا» للائتمان وأسعار الفائدة، لارس مولاند، إن السياسة النقدية الأميركية دخلت مرحلة جديدة حيث يتوقف خفض أسعار الفائدة على انخفاض التضخم أو ضعف سوق العمل. وأضاف في مذكرة أن هناك خطراً أن تنتهي أسعار الفائدة الأميركية إلى أعلى مما تتوقعه الأسواق، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد سجل الدولار مؤخراً أعلى مستوى له في عامين مقابل سلة من العملات، ومن المرجح أن تؤدي البيانات الاقتصادية القوية إلى ارتفاعه أكثر من ذلك، في حين قد ترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية أيضاً.

وكان «الاحتياطي الفيدرالي» قد خفّض أسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه خفض أيضاً توقعاته لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع الآن خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2025.

وقال خبراء اقتصاديون في «إنفستيك» إن محضر اجتماع يوم الأربعاء يمكن أن يقدم تفاصيل حول كيفية تأثير سياسات ترمب المخطط لها على الاقتصاد وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على توقعات أسعار الفائدة.

وقبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، سيتم توفير المزيد من الدلائل على صحة سوق الوظائف من خلال أرقام الوظائف الشاغرة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الصادرة يوم الثلاثاء، وبيانات الوظائف الخاصة لشهر ديسمبر الصادرة يوم الأربعاء. بالإضافة إلى أحدث أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

ومن المؤشرات الرئيسية الأخرى التي سيراقبها المستثمرون لقياس مدى جودة أداء الاقتصاد الأميركي هو مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر ديسمبر، المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى استطلاع ثقة المستهلكين الأولي لجامعة ميشيغان لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المقرر صدور بيانات التجارة لشهر نوفمبر يوم الثلاثاء.