على الرغم من العدد الكبير من المعارض التي تناولت موضوعاتُها جوانبَ مختلفة من حياة كبار الأدباء الروس، الذين دخلت أعمالهم مجموعة الأدب العالمي، فإن طبيعة هذه الشخصيات وحياتها الغنية بالإبداع، تُبقي دوماً فرصة لتقديم جديد يثير اهتمام عشاق الأدب، من الأجيال العصرية التي تعرف ليو تولستوي، على سبيل المثال، من أعماله ومذكراته، ومن متحف يحمل اسمه وبيته وعزبته، وما إلى ذلك.
إلا أن كل تلك المعارض والمتاحف ركزت على الجانب الإبداعي، لم تتناول يوماً موضوع «علاقة الأديب المبدع بالموضة». يكاتيرينا تولستوي، مديرة متحف – محمية «ياسنايا بوليانا»، وهي العزبة التي عاش فيها الأديب الروسي الشهير والمفكر ليو تولستوي، انتبهت لهذا الأمر، واقترحت تنظيم معرض يتناول رؤية كبار الأدباء الروس للموضة، وذلك من خلال نظرة على الأزياء التي كانوا يرتدونها، والأدوات التي استخدموها في الكتابة، وحتى اختياراتهم للأثات، وغيره.
بناءً على تلك الفكرة اُفتتح مطلع الأسبوع الحالي في متحف تاريخ الأدب الروسي معرض بعنوان «من تولتسوي إلى تولستوي.
الكاتب والموضة والأسلوب»، كُرس لعرض مقتنيات الأدباء الروس منذ مرحلة ليو تولستوي حتى أليكسي تولستوي. في هذا المعرض لن يرى الزائر أي كتاب، وإنما سيتعرف على المقتنيات الشخصية، من ألبسة وأدوات عمل وغيرها تعود كلها لمجموعة كبيرة من عمالقة الأدب الروسي، ومنهم ليو تولستوي، وفيودور دوستويفسكي، وإيفان تورغينيف، وأنطون تشيخوف، وإيفان بونين، وسيرغي يسينين، وفلاديمير ماياكوفسكي، وألكسندر بلوك، وأندريه بيلي، ومكسيم غوركي، وفاليري برايسوف، وميخائيل بولجاكوف، وميخائيل وأليكسي تولستوي وغيرهم من الكتاب. في هذا المعرض توجد أشياء مثل أدوات الكتابة التي استخدمها ليو تولستوي، والمشط الخاص لتسريح شعره، فضلاً عن قبعة دستويفسكي، وربطة عنق من «خزانة» تشيخوف، وحقيبة يد كان يحملها أوستروفسكي. وغيرها من مقتنيات كتاب آخرين، بما في ذلك الطاولات التي كتب بعضهم عليها أعماله الأدبية الشهيرة، وقطع أثاث أخرى، استخدمها هذا الكاتب أو ذاك ضمن ترتيب خاص لغرفة العمل أو غرفة المكتب، وما إلى ذلك.
والهدف من عرض هذه المقتنيات جميعها، ليس التعريف عنها، وإنما التعرف من خلالها على الأفكار النمطية لدى الكتاب حول المظهر الخارجي للأشياء، أو الموضة، ورؤيتهم لمظهرهم الخارجي وكيفية الحفاظ على شكل جميل وأنيق. وعلى سبيل المثال تساعد رؤية بعض الأزياء التي كانت ترتديها الأديبة أخماتوفا، مع بعض الأدوات التي كانت تستخدمها في عملها وفي حياتها العملية، فرصة للتعرف على ذوقها، ونظرتها للأشياء من وجهة نظر «الموضة» والتنسيق، وربما فهم أسلوبها في اختيار ما ترتديه وكيف تعمل. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأدباء الآخرين الذين تتوزع مقتنياتهم بأسلوب عرض فني مميز في صالات متحف تاريخ الأدب الروسي.
الموضة وعمالقة الأدب الروسي في معرض «من تولستوي إلى تولستوي»

جزء من أدوات عمل استخدمها ليف تولستوي
الموضة وعمالقة الأدب الروسي في معرض «من تولستوي إلى تولستوي»

جزء من أدوات عمل استخدمها ليف تولستوي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة