بالصور... اكتشاف 30 تابوتاً فرعونياً تعود إلى 3 آلاف عام

من المقرر نقلهم للمتحف المصري الكبير بالجيزة

أثريون يزيحون غطاء أحد التوابيت المكتشفة في خبيئة العساسيف بالأقصر (رويترز)
أثريون يزيحون غطاء أحد التوابيت المكتشفة في خبيئة العساسيف بالأقصر (رويترز)
TT

بالصور... اكتشاف 30 تابوتاً فرعونياً تعود إلى 3 آلاف عام

أثريون يزيحون غطاء أحد التوابيت المكتشفة في خبيئة العساسيف بالأقصر (رويترز)
أثريون يزيحون غطاء أحد التوابيت المكتشفة في خبيئة العساسيف بالأقصر (رويترز)

أعلنت وزارة الآثار المصرية، اليوم (السبت)، عن اكتشاف خبيئة أثرية تحتوي على 30 تابوتاً خشبياً ملوناً بوجه آدمي، بينها توابيت لرجال ونساء، بجانب توابيت لثلاثة أطفال بجبانة العساسيف بالبر الغربي بمحافظة الأقصر (جنوب مصر).
وأعلن أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية ورئيس بعثة الآثار المصرية العاملة بمنطقة العساسيف في غرب الأقصر، مصطفى وزيري، إن الخبيئة بالعساسيف، يرجع تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، أي ثلاثة آلاف عام مضت، وجميعها من الأسرة 22 في مصر القديمة.
وأعلن وزيري أن قصة الخبيئة تعود إلى قيام أحد الكهنة بجمع تلك التوابيت من داخل «بيوت الحجر» التي كانت مدفونة بها، خشية قيام لصوص المقابر الذين كانوا منتشرين في تلك الفترة، من سرقتها، حيث تم جمع تلك التوابيت ودفنها بعيداً عن أعين اللصوص آنذاك.
وكشف وزيري عن أن جبانة طيبة في غرب الأقصر شهدت الكشف عن خبيئتين ملكيتين للمومياوات والتوابيت، الأولى خبيئة الدير البحري والثانية خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني في وادي الملوك، وأن أول خبيئة للكهنة هي خبيئة مومياوات القساسوسة، وأن تلك هي رابع خبيئة في جبانة طيبة، وأول خبيئة يتم التوصل لها عبر بعثة أثرية مصرية خالصة.
وتابع أن البعثة العاملة في منطقة العساسيف بدأت العمل في أغسطس (آب) 2018، وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، توصلت البعثة إلى كشف أثري كبير، هو العثور على مقبرتين مهمتين بجانب تابوتين خشبيين وبعض الأقنعة، وبعض التماثيل والأواني الكانوبية.
وأضاف أن كشف الخبيئة الجديدة، بدأ يوم الأحد الماضي، وفي اليوم الأول من أعمال الحفريات بعد انتهاء أعمال رفع الأتربة من منطقة العمل تم العثور على أول تابوت، ثم تم الوصول لـ18 تابوتاً في المستوى الأول من الكشف، وبعدها تم العثور على 12 تابوتاً آخرين، ليصل عدد التوابيت المكتشفة إلى 30 تابوتاً.
وتعتبر «الخبيئة» هي مكان قام المصري القديم باستخدامه لإخفاء مقتنياته المهمة وإنقاذ شواهد أثرية من الانتهاكات والتدنيس، بعيداً عن أعين الدخلاء، أما «المخبأ»، فهو مكان تم استحداثه لنقل مقتنيات أثرية، مكتشفه من قبل، من مكان لآخر لتخزينها بسبب عدة ظروف منها الحروب، حسبما ذكر أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، وأوضح بدران أن هناك 4 خبايا أثرية مهمة تم العثور عليها في الأقصر، وهي (خبيئة الدير البحري، ومعبد الأقصر، والكرنك، وأمنحتب الثاني).
ومن جانبه، أعلن وزير الآثار المصري خالد العناني أن العاملين بقطاع الآثار يلقون دعماً واسعاً من الحكومة، وأن ذلك الدعم أسفر عن استئناف العمل بكافة الحفائر التي توقفت في عام 2011. وأن مصر يعمل بها حالياً 250 بعثة أثرية أجنبية ومصرية.
وكشف وزير الآثار المصري عن أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الافتتاحات لعدد من المشروعات الأثرية بينها متحفا الغردقة وشرم الشيخ، بجانب المعبد اليهودي في الإسكندرية، وعدد من مشروعات الآثار الأخرى في القاهرة وعدد من المحافظات.
وأشار الوزير المصري إلى قرب الإعلان عن كشف أثرى جديد في محيط القاهرة الكبرى، وأن ذلك الكشف تأجل الإعلان عنه بسبب الانشغال في الإعداد للإعلان عن تفاصيل خبيئة مومياوات العساسيف.
ومن المقرر نقل خبيئة العساسيف إلى المتحف المصري الكبير بالجيزة، حيث سيتم تخصيص جناح لها بالمتحف يطلق عليه (خبيئة العساسيف)، لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفي له، والمقرر افتتاحه نهاية عام 2020.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.