نانسي عجرم: أهنئ السعودية وقلبي مع بلدي لبنان

خلال حفلات «موسم الرياض» وبمشاركة الفنان تامر حسني

نانسي عجرم تؤدي إحدى الوصلات الغنائية أمس (تصوير: بشير صالح)
نانسي عجرم تؤدي إحدى الوصلات الغنائية أمس (تصوير: بشير صالح)
TT

نانسي عجرم: أهنئ السعودية وقلبي مع بلدي لبنان

نانسي عجرم تؤدي إحدى الوصلات الغنائية أمس (تصوير: بشير صالح)
نانسي عجرم تؤدي إحدى الوصلات الغنائية أمس (تصوير: بشير صالح)

أحيت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، والفنان المصري تامر حسني، أول حفلات «موسم الرياض»، الذي يعد أكبر موسم سياحي من حيث الفعاليات في المنطقة، وسط حضور جماهيري كبير امتلأ به مسرح الفنان الراحل أبوبكر سالم بلفقيه في المنطقة الترفيهية (البوليفارد)، وسط العاصمة الرياض.
واختارت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، التي استهلت الحفلة بأغنية «ليلة لو باقي ليلة» للموسيقار السعودي عبد الرب إدريس، وخاطبت الجمهور قائلة: «كثير سعيدة أغني معكم لأول مرة بالرياض، ومعكم يا أحلى جمهور، وقلبي مع بلدي لبنان، وأتمنى للدول العربية السلام، كما أهنئ السعودية وهيئة الترفيه على جهودهم». وغنت نانسي مجموعة من أجمل أغانيها تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
فيما واصل الفنان المصري تامر حسني السهرة، بعدة أغانٍ ألهبت حماس الجمهور الذي ردد الأغاني خلفه وسط الهتافات والأهازيج.
كانت العاصمة السعودية، الرياض، احتفت أول من أمس بفعاليات استثنائية صاحبت مسيرة الانطلاقة الرسمية؛ بمسيرة استعراضية انطلقت مع افتتاح أكبر منطقة ترفيهية (البوليفارد) إحدى مناطق «موسم الرياض» الـ12.
وشهد «موسم الرياض» بالمسيرة الافتتاحية الضخمة في منطقة «الرياض بوليفارد»، مشاركة أكثر من 1500 مؤدٍ بأزياء خاصة وفريدة بـ25 عربة تضم أكبر المشاركين في فعاليات «موسم الرياض» من أسماء عالمية كبرى، إضافة إلى عروض دراجات نارية، وألعاب نارية، وعربات استعراضية، وغيرها الكثير.
وتعمل المنطقة التي تقدر مساحتها بـ500 ألف متر مربع، على مدى 24 ساعة خلال أيام الأسبوع منذ بدايتها وحتى نهاية «موسم الرياض» 15 ديسمبر (كانون الأول)، وذلك عبر السماح للجميع بالتجول داخل المنطقة والسماح للمحلات التجارية والمطاعم بالعمل على مدار الساعة ولجميع أيام الأسبوع.
ويضم «البوليفارد» 3 مسارح، منها مسرح الراحل «أبو بكر سالم» الذي يستوعب 6 آلاف مقعد، ومسرح «محمد عبده» الذي تصل الطاقة الاستيعابية له 22 ألف مقعد، حيث ستكون مخصصة أيضاً للألعاب «Gaming»، إضافة إلى مسرح الراحل بكر الشدي بسعة ألفي متفرج للأعمال المسرحية.
كما تضم «البوليفارد» منطقة النافورة الراقصة، وتحتوي على 10 علامات تجارية عالمية، و10 مطاعم منها 5 مطاعم عربية، وخلف منطقة النافورة، تأتي منطقة الأفنيو، وهي مسار بها محال ذات تصميم أوروبي بها أكثر من 70 محلاً تجارياً متنوعاً، وتتميز هذه المنطقة بـ«عرض الإضاءات» من أعلاها، حيث يعمل عرض الإضاءات بتداخل الموسيقى معها، إضافة إلى ذلك توفر منطقة مخصصة للحلويات «كاندي سكوير»، التي تحتوي على متاجر عدة مخصصة للحلوى، وفي نهاية «الأفنيو» يلتقي الزائر بمنطقة مخصصة لعربات «الفود ترك» (Food Trucks)، وبها 60 عربة طعام متنوعة.
كذلك تحوي منطقة «البوليفارد» سينما بالهواء الطلق (سينما لونا) التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى نحو ألفي شخص عبر جلسات أرضية، إضافة إلى ذلك تتسع منطقة «البوليفارد» لنحو 15 ألف موقف مركبة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».