مهرجان الموسيقى العربية في مصر يحتفي بمحمد منير

يحيي حفل الافتتاح على المسرح الكبير بالأوبرا الشهر المقبل

محمد منير
محمد منير
TT

مهرجان الموسيقى العربية في مصر يحتفي بمحمد منير

محمد منير
محمد منير

احتفاءً بمشروعه الغنائي والموسيقي الممتد لأكثر من 42 عاماً، يُكرم مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته الـ28، الفنان المصري الكبير محمد منير (65 عاماً) الملقب بـ«الملك» الذي يشارك بالمهرجان للمرة الأولى، ويحيي حفل الافتتاح الذي يقام في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة).
وأعلنت دار الأوبرا المصرية خبر مشاركة النجم صاحب الشعبية الكبيرة في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس، للإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة للمهرجان التي تمتد على مدار 12 يوماً. وأكد الدكتور مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا والمهرجان أن دار الأوبرا قامت بكل الاستعدادات للحفل الضخم للنجم محمد منير وجماهيره الكبيرة، مؤكداً أن حفل منير في الأوبرا سوف يستقطب شريحة جديدة من عشاقه، وهم كبار السن الذين لم يتمكنوا من حضور حفلاته الشبابية.
ويحيي حفلات المهرجان هذا العام المطربون: عاصي الحلاني ووائل جسار ومروان خوري وسعد رمضان من لبنان، وأنغام ومدحت صالح وريهام عبد الحكيم ونادية مصطفى وكارمن سليمان، وغيرهم من مصر، وفؤاد زبادي من المغرب بعد غياب عدة سنوات، ونداء شرارة من الأردن، ومن سوريا فايا يونان، بينما تختتم الفنانة السورية أصالة حفلات المهرجان.
وقالت الفنانة جيهان مرسي، مديرة المهرجان والمؤتمر، لـ«الشرق الأوسط»: «دورة هذا العام تزداد تميزاً بوجود محمد منير؛ حيث يحتفي المهرجان بتاريخه ومشواره الموسيقي الذي يرفع اسم مصر في المحافل الموسيقية العالمية»، لافتة: «المهرجان على مدار 27 عاماً قدم كثيراً من الأصوات الشابة الذين أصبحوا اليوم نجوماً في سماء الغناء والطرب الأصيل، ونسعد بوجودهم جنباً إلى جنب مع كبار المطربين في عالمنا العربي»، مضيفة: «هدفنا حماية التراث الموسيقي العربي وقيمة الأصالة الطربية التي تميزه عن الأغاني المعاصرة، وقد نجحنا برغم كل المستجدات في عالم الغناء في الحفاظ على هوية الأصوات الأصيلة».
ويشهد المهرجان الذي بات موعداً سنوياً لعشاق الطرب الأصيل ومحبي الاستماع له في أجواء دار الأوبرا الكلاسيكية، 37 حفلاً غنائياً وموسيقياً، يحييها 92 فناناً من 7 دول عربية، هي: مصر، ولبنان، والعراق، والأردن، والمغرب، وسوريا، وسلطنة عمان، وتقام على مسارح الأوبرا المختلفة بالقاهرة: (المسرح الكبير، والمسرح الصغير، ومسرح الجمهورية، ومعهد الموسيقى العربية) فضلاً عن أوبرا الإسكندرية، وأوبرا دمنهور.
ويكرم المهرجان هذا العام 12 شخصية لدورها في إثراء الساحة الفنية في مصر والوطن العربي، وهم: المطرب محمد منير، والشاعر المصري فاروق جويدة، والموسيقار البحريني وحيد الخان، والمطربة ريهام عبد الحكيم، والمطربة مي فاروق، والشاعر والكاتب العراقي كريم عودة (كريم العراقي)، والموسيقار عمرو إسماعيل، والمايسترو عادل إسكندر، وعازف الكمان محب فؤاد مهنى، وعازف الإيقاع الدكتور هشام العربي، والباحثة سلوى الشوان، وفنان الخط العربي حمدي زايد.
وعن موجة الأغاني الشعبية و«المهرجانات» وتأثيرها على تراث الموسيقى الشرقية، قال الموسيقار حلمي بكر عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغناء الشعبي المصري مرحباً به؛ لكنه لا يجب أن يقدم على مسارح الأوبرا، وإنما يمكن أن يقدم على المسارح الصيفية بها، مشدداً على أن تاريخ الموسيقى العربية راسخ ولن يتأثر بتيارات دخيلة، فهي لن تؤثر بعمق في ذائقة الجمهور، والدليل النجاح الباهر لمهرجان الموسيقى العربية عاماً بعد عام، والإقبال الكثيف على مدار العام على حفلات مطربي دار الأوبرا».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».