السجائر الإلكترونية... أربعة محاور مستجدة تثير الاهتمام الطبي

أبخرتها تسببت في حدوث إصابات رئوية

السجائر الإلكترونية... أربعة محاور مستجدة تثير الاهتمام الطبي
TT

السجائر الإلكترونية... أربعة محاور مستجدة تثير الاهتمام الطبي

السجائر الإلكترونية... أربعة محاور مستجدة تثير الاهتمام الطبي

ضمن مقالتهم الطبية بعنوان «أزمة مستجدة: الإصابة الرئوية المرتبطة بأبخرة السجائر الإلكترونية»، وصف الباحثون من جامعة تيمبل بفيلاديلفيا عام 2019 بقولهم: «هو العام الذي شهد ظهور الإصابات الرئوية المرتبطة بأبخرة السجائر الإلكترونية، وذلك مع استمرار ورود تقارير عن الإصابات المرضية والوفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والناجمة عن استخدام وسيلة التدخين بالسجائر الإلكترونية».

- إصابات رئوية
ودخلت هذه الحالة المرضية المستجدة عالميا في القواميس الطبية باسم Vaping - Associated Pulmonary Injury (VAPI)، أي «الإصابات الرئوية المرتبطة بتدخين السجائر الإلكترونية».
وأفاد الباحثون في مقالتهم العلمية المنشورة في عدد 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي من «مدونات الطب الباطني» Annuls Of Internal Medicine بالقول: «ومع انخفاض القبول الاجتماعي لتدخين السجائر، وعلى الرغم من عدم كفاية الأدلة، فقد تم تسويق استخدام السجائر الإلكترونية لتدخين النيكوتين كبديل صحي للتدخين، وتم الترويج له كوسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. ويتزامن صعود استخدام السجائر الإلكترونية كظاهرة في الصحة العامة مع ظهور حالات الإصابة الرئوية المرتبطة بأبخرة السجائر الإلكترونية. هذا على الرغم من أن سبب أو أسباب حالة الإصابة الرئوية المرتبطة بأبخرة السجائر الإلكترونية لا تزال غير واضحة».

- أول الأعراض
ومن مجمل المراجعات الطبية الحديثة، يرتبط حديث الأوساط الطبية العالمية هذا العام، عن استخدام السجائر الإلكترونية في تدخين النيكوتين، بأربعة محاور رئيسية مثيرة للاهتمام الطبي، وهي:
> محور الإصابة الرئوية الحادة. المحور الأول هو ما أعلنت عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها CDC وإدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA عن ارتفاع حالات «الإصابة الرئوية المرتبطة بأبخرة السجائر الإلكترونية»VAPI في عشرات الولايات الأميركية.
وبتاريخ إعداد هذا المقال، في 8 أكتوبر الحالي، أفادت الـ CDCبأنه تم رصد 1299 حالة إصابة في الرئة مرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية في 49 ولاية أميركية. وتم تأكيد 26 حالة وفاة في 21 ولاية. وأبلغ جميع المرضى عن استخدامهم منتجات السجائر الإلكترونية.
وأضافت قائلة: «في الوقت الحاضر، تواصل CDC التوصية بأن يفكر الناس في الامتناع عن استخدام السجائر الإلكترونية والمنتجات التي تحتوي على النيكوتين».
وعادة ما تبدأ أعراض حالة «الإصابة الرئوية المرتبطة بأبخرة السجائر الإلكترونية بشكل تدريجي وعلى مدار أيام عدة، في الغالب ستة أيام، بظهور أعراض في الجهاز الهضمي والجهاز الرئوي. وفي وقت مبكر من الإصابة، قد يبدو أن المريض يعاني من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي Viral Gastroenteritis أو الالتهاب الرئوي الخفيف. ثم يزداد سوء التنفس الناتج من نقص الأكسجين، ويتطور التدهور في حالة الرئتين مع ظهور أعراض إضافية، مثل: ضيق التنفس، والسعال، والحمى، وآلام الصدر، وبصق الدم، والغثيان، والقيء، والإسهال، وآلام البطن، وفقدان الوزن، والصداع. مع ملاحظة أن أعراض التهاب الجهاز التنفسي العلوي، مثل العطس وسيلان الأنف والاحتقان، ليست من الأعراض التنفسية في هذه الحالة المرضية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية.
وتُظهر صور الأشعة المقطعية للصدر في هذه الحالات الحادة، وجود تغيرات متميزة في الرئة، وتحديداً «عتامة الزجاج الأرضي المنتشر على الرئتين» Diffuse Ground - Glass Opacification. ولدى بعض المرضى يحصل مزيد من التدهور التنفسي، ما يفرض المعالجة بجهاز التنفس الصناعي أو جهاز «الأكسجة الغشائية خارج الجسم» نتيجة للفشل الرئويExtracorporeal Membrane Oxygenation.

- تأثيرات تنفسية
> محور التأثيرات التنفسية الأخرى. والمحور الثاني يتعلق بالبحث في المزيد عن مجموعة التأثيرات الرئوية الأخرى في أجزاء الجهاز التنفسي، التي يتسبب بها استخدام منتجات السجائر الإلكترونية، وهي التي استقصى عرضها مجموعة باحثين أميركيين ضمن مقالتهم الطبية بعنوان «ما هي الآثار التنفسية للسجائر الإلكترونية؟» والمنشورة ضمن عدد 30 سبتمبر (أيلول) الماضي من المجلة الطبية البريطانية BMJ.
وتشكل فريق الباحثين من جامعة كاليفورنيا وجامعة ديوك وكلية يال للطب وجامعة كارولينا الجنوبية وجامعة كارولينا الشمالية، الذين قالوا في مقدمة هذه الدراسة الطبية الحديثة: «وصلت السجائر الإلكترونية إلى السوق دون إجراء اختبارات إكلينيكية مكثفة لعلم السموم أو تجارب على المدى الطويل للسلامة، التي تكون مطلوبة في العلاجات التقليدية أو الأجهزة الطبية. إن فاعليتها كوسيلة للإقلاع عن التدخين، وما إذا كانت أقل ضرراً من منتجات التبغ القابلة للاشتعال، هي أمور مثيرة للجدل إلى حد كبير. وتُظهر الدراسات تأثيرات بيولوجية ضارة وقابلة للقياس على صحة الأعضاء والخلايا في البشر وفي الحيوانات وفي المختبرات. وتأثيرات السجائر الإلكترونية تتشابه في جوانب، وتختلف في جوانب أخرى، مع آثار تدخين السجائر. ونظراً للتقارير الحديثة عن إصابات الرئة الحادة المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، شملنا في المراجعة الطبية الدراسات ذات الصلة التي نشرت منذ عام 1980 إلى سبتمبر 2019».
وأضاف الباحثون القول: إن مجموعة الأسئلة التي حاول البحث الإجابة عنها (وفق ما هو متوافر حتى اليوم من الدراسات والبحوث الطبية) كانت: هل يسبب النيكوتين المستنشق تأثيرات سمية رئوية مباشرة؟ وما هي أهمية ظهور الخلايا الضامة المحملة بالدهون Lipid Laden Macrophages في مرض الرئة المصاحب للسجائر الإلكترونية؟ وهل للسجائر الإلكترونية آثار ضارة على نمو رئة المراهقين؟ وما هو تأثير استخدام السجائر الإلكترونية على الفئات الضعيفة، أي أولئك الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقاً، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن؟ وهل يؤدي استخدام السجائر الإلكترونية إلى خفض المناعة؟
وركّز الباحثون في استقصائهم مجموعة التأثيرات التنفسية، من نتائج الدراسات الطبية التي تمت لدى البشر، على ثلاثة جوانب مرضية، وهي: «إصابات والتهاب مجاري التنفس» Airway Inflammation And Injury، وإصابات والتهابات الحويصلات الهوائية» Alveolar Inflammation And Injury في عمق الرئة، والتأثيرات السلبية على المناعة في الجهاز التنفسي والجسمEffects On Immunity. وعقّب الباحثون في عرضهم الاستقصائي العلمي المفصّل هذا، بذكر تفاصيل عن العناصر الكيميائية ذات التأثيرات الصحية الضارة في مكونات استخدام السجائر الإلكترونية. وهي التي شملت كلاً من: مركبات بروبيلين غليكول Propylene Glycol والغلسرين النباتي Vegetable Glycerin، والنيكوتين، والمواد المُنكّهة، ومركبات الألدهايد Aldehydes Degradation Products.

- تضرر الأوعية الدموية
> المحور الثالث يتعلق بتأثيرات استخدام السجائر الإلكترونية على سلامة الأوعية الدموية. والمثير للدهشة هو نتائج عدد من الدراسات الطبية الحديثة التي فحصت تأثيرات استخدام السجائر الإلكترونية «الخالية من النيكوتين» Nicotine - Free E – Cigarette على عمل الأوعية الدموية. ووجدت نتائج إحدى هذه الدراسات الجديدة، أن استنشاق بخار سيجارة إلكترونية خالية من النيكوتين ينتج منه تغيرات عابرة في الأوعية الدموية مماثلة لتلك التي تُلاحظ طبياً في المراحل المبكّرة من مرض تصلب الشرايين.
ووفق ما تم نشره ضمن عدد 20 أغسطس (آب) الماضي لـ«مجلة علم الأشعة» Radiology، الصادرة عن مجمع أميركا الشمالية للأشعة RSNA، قام الباحثون من كلية طب جامعة بنسلفانيا باستخدام تقنية التصوير بـ«الرنين المغناطيسي الكمّي» Quantitative MRI لتقييم تأثير استنشاق أبخرة السجائر الإلكترونية على وظيفة الأوعية الدموية.
وقال الباحثون: «أسفر استنشاق بخار السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين لدى غير المدخنين من الشباب، عن عجز في تفاعل الأوعية الدموية Vascular Reactivity والوظيفة البطانية Endothelial Functionللأوعية الدموية، وتم رصده باستخدام مقاييس التصوير بالرنين المغناطيسي الكمي لدى مجموعات وعائية متعددة» في الجسم، شملت الأوعية الدموية الطرفية والدماغية. وهذه التغييرات تشير إلى أن الاستخدام المتكرر لتلك الوسيلة في التدخين يمكن أن يؤدي إلى اختلال وظيفي مزمن في الأوعية الدموية المزمنة.
كما وجدت نتائج دراسة حديثة أخرى منفصلة للباحثين أنفسهم جامعة بنسلفانيا، أن استنشاق بخار السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين يسبب زيادة مؤقتة في «بروتين سي التفاعلي» C - Reactive Protein والإجهاد التأكسدي Oxidative Stress.
ووفق ما تم نشره ضمن عدد 16 يوليو (تموز) الماضي من «المجلة الأميركية لعلم وظائف الأعضاء، فسيولوجيا الرئة الخلوية والجزيئية» American Journal of Physiology، Lung Cellular and Molecular Physiology، قيّم الباحثون نوعية الاستجابة الآنية لاستنشاق بخار السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين، على كل من: مستوى الإجهاد التأكسدي، ومؤشرات نشاط خلايا بطانية الأوعية الدموية الرئوية البشرية، ومؤشرات نشاط تفاعلات الالتهابات. ولاحظ الباحثون في نتائجهم حصول ارتفاع في تلك المؤشرات، يبلغ الذروة خلال ساعتين، وينخفض بعد ست ساعات من تدخين السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين.
وقال الباحثون: «تشير هذه النتائج إلى أنه حتى في حالة عدم وجود النيكوتين، فإن استنشاق بخار السجائر الإلكترونية يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الإجهاد التأكسدي والالتهابات. وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على شبكة بطانة الأوعية الدموية عن طريق تعزيز الاكسدة والتصاق الخلايا المناعية. وبالتالي استنشاق السجائر الإلكترونية لديه القدرة على دفع ظهور أمراض الأوعية الدموية».

- أعراض عصبية
> والمحور الرابع محل الاهتمام الطبي حالياً، هو ما تستقصيه إدارة الغذاء والدواء الأميركية حول العلاقة بين استخدام السجائر الإلكترونية ونوبات تشنجات الصرع Seizures أو غيرها من الأعراض العصبية. وتفيد بأنها تلقت تقارير عن 127 حالة (92 منها منذ أبريل/نيسان الماضي فقط) من الإغماءات وهزّات الرعشات التي قد تكون أو لا تكون مرتبطة بنوبات تشنجات الصرع. وقال نيد شاربلس، القائم بأعمال مفوض إدارة الغذاء والدواء، في بيانها حول هذا الأمر: «إدارة الغذاء والدواء الأميركية تواصل تحقيقها العلمي لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين استخدام السجائر الإلكترونية وخطر النوبة أو أعراض عصبية أخرى. وتُعدّ التقارير الإضافية أو المزيد من المعلومات التفصيلية حول هذه الحوادث ذات أهمية حيوية للمساعدة في اطلاعنا وتحليلنا، ما قد يساعدنا في تحديد عوامل الخطر الشائعة وتحديد ما إذا كان من المحتمل أن تسهم في حصول النوبات العصبية أي سمات معينة لمنتجات السجائر الإلكترونية، مثل محتوى النيكوتين أو مستحضرات المواد الأخرى».

- التدخين... حينما تصبح الحلول مشكلة
> ضمن ملحق صحتك لعدد 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 لجريدة «الشرق الأوسط»، وتحت عنوان «التدخين... حينما تصبح الحلول مشكلة»، تم الحديث عن أصل فكرة الصيدلاني الصيني هون ليك في وضع حل مفترض لمشكلة التدخين والمساعدة في الإقلاع عنه. وما أدّى به تفكيره في عام 2003 هو اخترع جهاز صغير يعمل على تزويد الجسم بكمية من النيكوتين بطريقة شبيهة بعملية التدخين، أي دون تدخين لفائف فتات أوراق التبغ، كي يتمكن المُدخن بشكل متدرج من الإقلاع نهائياً عن تدخين السجائر. وافترض أن ذلك سيحمي الرئتين والشرايين من دخول العدد الكبير من المواد الضارة للجسم التي يحتوي عليها دخان السجائر.
وبالعموم، تعمل السيجارة الإلكترونية على صناعة بخار دخاني يحتوي على النيكوتين، من خلال تسخين سائل زيتي يحتوي على عدد من المواد الكيميائية، منها النيكوتين ومواد أخرى لازمة لصناعة بخار الدخان. وفي أبسط صورها، تتم عملية تسخين السائل باستخدام الموجات فوق الصوتية التي يُنتجها جهاز كهروضغطي يعمل بالبطارية.
وحصل الصيدلاني الصيني على براءة اختراعه عام 2007، ومن ثم انتشرت السجائر الإلكترونية، وتطورت صناعتها، وتم إنتاج أجهزة مختلفة بتقنيات غير الموجات فوق الصوتية، لكنها تؤدي الغرض نفسه، أي تكوين بخار دخاني يدخل إلى الرئة عن طريق الفم ويحتوي على النيكوتين. وهذا الاختراع الذي كان وسيلة لحل مشكلة التدخين، تحول حالياً إلى مشكلة متعددة الفروع لدى الباحثين الطبيين ولدى غيرهم؛ ذلك أنه لم يُفلح في إثبات أن يكون وسيلة للإقلاع عن التدخين، ولا يُعرف طبياً تأثيراته الصحية على المديين المتوسط والبعيد.
وتفيد المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية CDC بالمعلومات الطبية التالية عن السجائر الإلكترونية:
- السجائر الإلكترونية تأتي في الكثير من الأشكال والأحجام، وتحتوي معظمها على بطارية، ووسيلة تسخين، ومكان حفظ السائل.
- السجائر الإلكترونية تنتج البخار عن طريق تسخين سائل يحتوي عادة على النيكوتين والمنكهات والمواد الكيميائية الأخرى التي تساعد في صنع البخار الذي يتم استنشاقه إلى داخل الرئة.
- لا يزال أمام العلماء الكثير لمعرفة ما إذا كانت السجائر الإلكترونية فعّالة في الإقلاع عن التدخين. ووجدت دراسة حديثة أن الكثير من البالغين يستخدمون السجائر الإلكترونية في محاولة للإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، فإن معظم مستخدمي السجائر الإلكترونية البالغين لا يتوقفون عن تدخين السجائر ويواصلون بدلاً من ذلك استخدام كلاهما، وهي حالة معروفة باسم «الاستخدام المزدوج».
- لا تزال السجائر الإلكترونية جديدة إلى حد ما، ولا يزال العلماء يتعلمون جوانب آثارها الصحية الطويلة الأجل.
- السجائر الإلكترونية ليست آمنة للشباب أو البالغين أو النساء الحوامل أو البالغين الذين لا يستخدمون منتجات التبغ في الوقت الحالي.
- يمكن أن يحتوي بخار السجائر الإلكترونية على مواد ضارة، بما في ذلك:
النيكوتين، جزيئات متناهية الصغر التي يمكن استنشاقها في عمق الرئتين مثل ثنائي الأسيتيل، وهي مادة كيميائية مرتبطة بأمراض الرئة الخطيرة، وكذلك مركبات عضوية متطايرة، ومواد كيميائية مسببة للسرطان، والمعادن الثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص.
- الآثار الصحية المعروفة للنيكوتين، تشمل أنه مادة تسبب الإدمان، ومادة سامة للأجنة النامية، والنيكوتين يمكن أن يضر بنمو الدماغ لدى المراهقين، وهو النمو الدماغي الذي يستمر حتى أوائل العشرينات. كما يشكل النيكوتين خطراً صحياً على النساء الحوامل والأجنة النامية.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.