غريفيث متفائل بانخفاض العنف... ويشدد على عودة الحكومة بسلطة كاملة إلى عدن

أشاد بـ«الجهود المضنية» التي تبذلها السعودية في حوار جدة

غريفيث متحدثاً عبر الدائرة التلفزيونية من الرياض إلى مجلس الأمن  في الجلسة التي عقدت في نيويورك أمس (حساب المبعوث الأممي على {تويتر})
غريفيث متحدثاً عبر الدائرة التلفزيونية من الرياض إلى مجلس الأمن في الجلسة التي عقدت في نيويورك أمس (حساب المبعوث الأممي على {تويتر})
TT

غريفيث متفائل بانخفاض العنف... ويشدد على عودة الحكومة بسلطة كاملة إلى عدن

غريفيث متحدثاً عبر الدائرة التلفزيونية من الرياض إلى مجلس الأمن  في الجلسة التي عقدت في نيويورك أمس (حساب المبعوث الأممي على {تويتر})
غريفيث متحدثاً عبر الدائرة التلفزيونية من الرياض إلى مجلس الأمن في الجلسة التي عقدت في نيويورك أمس (حساب المبعوث الأممي على {تويتر})

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أن هناك «بوارق أمل» بعد انخفاض معدلات العنف في جنوب البلاد وشمالها، مشيداً بصورة خاصة بـ«الجهود المضنية» التي تبذلها المملكة العربية السعودية، من خلال حوار الرياض بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وأطراف المجلس الانتقالي الجنوبي، تمهيداً لإعادة العمل بمؤسسات الدولة في عدن.
وكذلك رحب بالسماح لناقلات النفط بالرسو في موانئ الحديدة، بينما طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك، جماعة الحوثي المدعومة من إيران، برفع القيود التي تفرضها على إيصال المساعدات إلى ملايين المحتاجين إليها، في صنعاء والمحافظات الأخرى.
وكان غريفيث يقدم إحاطته إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للمرة الأولى من الرياض؛ حيث يتابع الجهود السعودية للحوار بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وأطراف المجلس الانتقالي الجنوبي. وقال إنه بعد أشهر «قاتمة» بات يرى الآن «بوارق أمل للشعب اليمني»؛ لكنها «هشة وتحتاج إلى عناية وانتباه»، موضحاً أن هذه البوارق تلمع ليس فقط في الجنوب؛ بل أيضاً في الشمال؛ حيث «انخفض العنف أخيراً». وأفاد بأن الوضع في الجنوب «لا يزال متأرجحاً بسبب الهدوء غير الثابت في عدن»، مضيفاً أن «كثيرين منا كانوا يأملون في إعلان اتفاق اليوم»، عقب «التقدم الذي أحرز في محادثات جدة تحت القيادة السعودية». وإذ شكر «الجهود الدبلوماسية المضنية التي بذلتها المملكة العربية السعودية»، أشار إلى أن «هناك مؤشرات مشجعة إلى أن الاتفاق الهادف إلى حل المواضيع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي صارت في المتناول»، وحض على «الإسراع» في ذلك من أجل عودة الحكومة إلى عدن، ومن أجل إعادة العمل لمؤسسات الدولة بصورة كاملة. وكذلك رحب بتوقف جماعة الحوثي المدعومة من إيران عن الهجمات بطائرات «الدرون» والصواريخ الباليستية في اتجاه المملكة. وقال أيضاً إن إجراءات بناء الثقة تمثل «حجر الزاوية للتنفيذ الكامل لاتفاق الحديدة»، مشدداً على أهمية حضور البعثة الأممية السياسية إلى الحديدة، وعملها في المحافظة المطلة على البحر الأحمر. وكذلك رحب بإطلاق جماعة الحوثي 290 من الأسرى لديهم. وعبر عن امتنانه لسماح الحكومة اليمنية لناقلات النفط بالرسو في الحديدة، واصفاً القرار بأنه «مهم للاستجابة للحاجات الإنسانية». وأمل في أن تصح التقارير عن عروض محتملة لفتح ممرات إنسانية في تعز.
بدوره، كرر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك، أن «اليمن يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأكبر عملية إغاثة»، مشيراً إلى أن «أكثر من 250 وكالة إنسانية - معظمها يمني - تعمل من خلال خطة الأمم المتحدة للاستجابة»؛ حيث «نصل سوية إلى أكثر من 12 مليون شخص في كل أنحاء البلاد كل شهر».
وطالب بإحراز تقدم في خمس أولويات رئيسية، هي: «حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، وتمويل عملية المساعدات، ودعم الاقتصاد، وإيجاد حل سياسي».
وقال: «لا يزال يتعين على الوكالات هناك تجاوز أكثر من مائة من القيود المختلفة التي تفرضها سلطات الحوثي، بالإضافة إلى المضايقات المتكررة ومحاولات التدخل»، موضحاً أنه «في سبتمبر (أيلول)، قامت سلطات الحوثيين بطرد فعلي، أو رفضت دخول كثير من موظفي الأمم المتحدة، وبينهم مسؤول كبير». وأكد أن «القيود المفروضة على الحركة لا تزال شديدة»، إذ قامت السلطات المحلية أخيراً «بمنع التقييمات الإنسانية في حجة والحديدة؛ حيث أخبرتنا السلطات نفسها أن أكثر من 12 ألف عائلة تأثرت بالفيضانات». وأمل في أن تمهد المناقشات الأخيرة مع الحوثيين الطريق لإجراء تقييم تقوده الأمم المتحدة لناقلة النفط المتحللة قبالة الحديدة، بهدف «منع حدوث كارثة بيئية وإنسانية محتملة في البحر الأحمر».
ورحب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرنسوا دو ريفيير، بالتقدم المحرز في حوار جدة، معبراً عن امتنان بلاده «لمبادرة المملكة العربية السعودية». وقال: «نحن نفهم أن الاتفاق وشيك، ونأمل في أن يوقع بسرعة»، داعياً إلى «مشاركة كل المكونات في سياق تسوية النزاع». وذكَّر بأن «مكافحة الإرهاب لا تزال القضية الأولى في جنوب اليمن».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.