إهمال وخلافات طائفية وسياسية وراء عجز لبنان عن التعامل مع الكوارث

البرلمان يفتح ملفات الإخفاق ويطالب بالتحقيق فيها

مروحية تابعة للجيش تخمد حريقاً في منطقة الشوف بجبل لبنان أمس (إ.ب.أ)
مروحية تابعة للجيش تخمد حريقاً في منطقة الشوف بجبل لبنان أمس (إ.ب.أ)
TT

إهمال وخلافات طائفية وسياسية وراء عجز لبنان عن التعامل مع الكوارث

مروحية تابعة للجيش تخمد حريقاً في منطقة الشوف بجبل لبنان أمس (إ.ب.أ)
مروحية تابعة للجيش تخمد حريقاً في منطقة الشوف بجبل لبنان أمس (إ.ب.أ)

طرحت الكارثة البيئية والحرائق التي تعرض لها لبنان والتهمت مساحات شاسعة في مناطق مختلفة، أسئلة عدة حول الإمكانات الموجودة لدى الأجهزة المعنية للتعامل مع حوادث كهذه، خصوصاً أنها ليست الأولى من نوعها، ما جعل الدولة تستعين بطوافات من قبرص واليونان والأردن.
وألقت الأزمة الضوء على المشكلات التي يعاني منها لبنان في هذا الإطار والتقصير المتمادي من الدولة التي لا تولي اهتماماً لكيفية التعامل مع الكوارث البيئية، فيما ارتفعت الأصوات المطالبة بالتحقيق في قضية طوافات الحرائق التي لا تعمل، وأثيرت قضية عناصر الدفاع المدني الذين لم يتم تثبيتهم إضافة إلى الخلاف الطائفي حول تعيين من يعرفون بـ«حراس الأحراج»، وكلها عوامل كان توافرها سيساعد في احتواء الكوارث البيئية.
وأولى القضايا التي طرحت هي طائرات «سيكورسكي» الخاصة بالإنقاذ وإطفاء الحرائق التي سبق للبنان أن تسلّمها في 2009 وتضاربت المعلومات بشأن تعطلها، فيما طلب رئيس الجمهورية التحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقفها وإجراء كشف سريع عليها لتأمين قطع الغيار اللازمة لها تمهيداً لإعادة تشغيلها.
وقال رئيس الحكومة سعد الحريري في اجتماع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات: «نشهد حرائق متكررة، وهذا الأمر يحصل في العالم كله، ونحن نبذل كل الجهود الممكنة مع غرفة العمليات والأجهزة المعنية كافة من جيش وقوى أمن ودفاع مدني والمحافظين والبلديات والدفاع المدني والصليب الأحمر لإخمادها في أسرع وقت ممكن». وتعهد فتح تحقيق بما جرى «لنعرف كيف بدأ هذا الأمر».
وقالت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن ووزير البيئة سليم جريصاتي إن طائرات «سيكورسكي» غير ملائمة تقنياً لإخماد هذا النوع من الحرائق، وهو ما أكدته مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط». وفي حين تشير معلومات إلى أن الطوافات تم شراؤها من تبرعات بناء على حملة وطنية أطلقت بعد الحرائق التي اندلعت عام 2008، يقول وزير الداخلية السابق زياد بارود إن «الطوافات كانت هبة ولم تكلف الدولة قرشاً واحداً وشملت الهبة الصيانة لثلاث سنوات وتدريب الطيارين».
وأشار بارود إلى أن الطوافات «استعملت على مدى ثلاث سنوات وشاركت بفاعلية حتى 2013 بمكافحة ما يزيد على 11 حريقا». ورأى أن «حرائق لبنان المأساوية تعيد طرح السؤال ذاته المطروح منذ 2012: أين طوافات سيكورسكي ولماذا لم يتم تعزيز قدرات الدفاع المدني حتى الآن؟». وسأل: «هل المسألة تتعلق فعلاً بالصيانة؟ أم ثمة أمر خفي؟ في أي حال، تبقى تكلفة الصيانة متواضعة مقارنة مع غضب الناس وخوفهم والخسائر في الأرواح والممتلكات وفي الأخضر القليل المتبقي».
في المقابل، أكدت مصادر عسكرية أن الطوافات الثلاث «لم تكن لتكفي الحرائق التي وصل عددها إلى 104. خصوصاً في ظل عدم توافر الطرق المجهزة والعوائق التي تواجهها جراء الأسلاك الكهربائية التي تعيق العمل». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن الطائرات من طراز عام 1975 و1979 و1980 «وتم استعمالها لفترة، إنما إحداها تعرضت لحادث وأخرى تعطّلت والثالثة استهلكت بدرجة كبيرة، علما بأن فاعليتها ليست كبيرة في المناطق اللبنانية غير المجهزة، إضافة إلى أن صيانتها تحتاج إلى مبالغ كبيرة، كما أنه من الصعب العثور على قطع لها بسبب قدم طرازها». ولفتت إلى أن «الطلعة الواحدة لكل منها تكلف نحو 5 آلاف دولار فيما تكلّف تلك التي يتم استخدامها اليوم في الجيش نحو 1200 دولار».
وتولى الدفاع المدني الذي يعمل بعدد عناصر محدود من المتطوعين في مختلف المناطق اللبنانية جزءاً كبيراً من المهمة، وفقد أحد متطوعيه، أول من أمس، وهو الشاب سليم أبو مجاهد خلال قيامه بمهمته. هذه الجهود طرحت مجدداً قضية هذا الجهاز الذي يطالب منذ سنوات بإنصاف عناصره وتثبيتهم، ولم يلق إلى الآن إلا وعودا، آخرها أن ذلك سيتم في موازنة العام 2020.
وإضافة إلى عدد العناصر الضئيل، يعاني الدفاع المدني من إمكانيات وتجهيزات محدودة، وهو ما تطرق إليه وزير البيئة فادي جريصاتي، أمس، مؤكداً أنه «لا يجوز أن نعيش اليوم في ظل إمكانيات ضعيفة للدفاع المدني... لدينا جهد كبير كي نؤمن معدات جديدة للدفاع المدني».
وإذا كانت الموازنة تعيق تثبيت عناصر الدفاع المدني، فإن الخلافات الطائفية تحول دون تعيين من يعرفون بـ«حراس الأحراج» الذين لهم دور أساسي ومهمة استباقية لتفادي هذا النوع من الحرائق، إذ كان قد نجح عام 2016 في مسابقة في مجلس الخدمة المدنية 106 هم 87 مسلماً و19 مسيحياً، فيما العدد المطلوب هو 145.
لكن معارضة بعض الأطراف السياسية، وعلى رأسها «التيار الوطني الحر»، للنتائج انطلاقاً من أن عدد المسلمين يفوق عدد المسيحيين، مطالبين بالتوازن الطائفي، يحول إلى الآن دون توقيع مرسوم تعيينهم.
وأمام كل هذه المشكلات، يجزم الخبير البيئي زياد أبي شاكر بأن «لبنان ليس مجهزاً للتعامل مع الكوارث البيئية»، مؤكداً أن «هناك أموراً بديهية وأساسية لا بد من توافرها في أي بلد للتعامل مع كوارث كهذه، وهي ليست صعبة في لبنان لو تم اتخاذ القرار المناسب بشأنها».
وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الطائرات الثلاث كافية للقيام بالمهمة إذا تمت صيانتها»، مشدداً كذلك على «أهمية وضع برنامج لإدارة الأحراج على كامل الأراضي اللبنانية، ليقوم كذلك مأمورو وحراس الأحراج الذين يخضع تعيينهم لصراعات طائفية بعملهم، خصوصاً لجهة تنظيف الأحراج وإفراغها من النفايات الزجاجية التي تساعد في تمدد الحرائق، فيما يتم إهمال تثبيت عناصر الدفاع المدني الذين يعملون باللحم الحي».
وأطلقت اللجان البرلمانية، أمس، ورشة التحقق من الأسباب التي حالت دون إخماد الحرائق وأسباب عجز أجهزة الدولة عن محاصرتها للتخفيف من آثارها، وذلك بفتح ملفات الإحجام عن توظيف حراس الإحراج لأسباب سياسية، إضافة إلى ملف الطائرات التي لم تخضع للصيانة المطلوبة التي تؤهلها للمشاركة في إخماد الحرائق، فضلاً عن ملف تثبيت متطوعي الدفاع المدني.
وقارب المسؤولون اللبنانيون ملف العجز من اتجاهات عدة، تمثلت في النقاشات في لجان برلمانية مثل البيئة والأشغال والشباب والرياضة، إلى جانب مبادرات أخرى حثت على ضرورة التشجير في مواقع الحرائق. وفتح رئيس لجنة البيئة النيابية النائب مروان حمادة ملف تثبيت حراس الأحراج الذين لم يتم توظيفهم بسبب «عدم التوازن الطائفي». وقالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إنه أثار الملف في الاجتماع الطارئ للجنة البيئة الذي عقد بوجود المحافظين والنواب وممثلي وزارة الداخلية والدفاع المدني ووزارة البيئة. وأشار حمادة إلى أن الاجتماع «تطرق إلى ضرورة تطبيق قانون تثبيت عناصر الدفاع المدني وتشكيل لجنة متابعة طارئة من ضمن لجنة البيئة مع التمني أن تكون اللجنة مشتركة مع وزارتي الأشغال والداخلية لمتابعة موضوع تقصير السلطة التنفيذية تشريعياً».
وطالبت لجنة الأشغال بعد اجتماع لها بتحقيق شفاف بشأن ملف طوافات «سيكورسكي» التي لم تستطع المشاركة في إخماد الحرائق بسبب عدم خضوعها للصيانة. وقال رئيس اللجنة النائب نزيه نجم: «نطالب بتطبيق قانون الدفاع المدني وتفعيل غرف العمليات التابعة للجان الأزمات والكوارث ونطلب من الحكومة تكليف من تراه مناسباً لوضع خطة لتحسين البنية التحتية».
وتحدث رئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون أبي رميا عن «الفشل الذريع للدولة اللبنانية في حل مشكلة الحرائق». وقال: «هذه الكوارث تتحمل مسؤوليتها الدولة بكل أجهزتها، وفي لبنان لا نستيقظ إلا على الصدمة، ونصدر التوصيات نفسها ونعود سنة 2020 إلى كارثة أخرى». وأشار إلى أنه طالب بلجنة تحقيق برلمانية في موضوع الطائرات، وبـ«لجنة متابعة نيابية لمراقبة كيفية التحضير (لمكافحة الكوارث)، وبأن تكون لدينا خلية تدير هذا النوع من الأزمات».



القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.