نور فتح الله: تصاميمي تُشبهني

من أعمال نور
من أعمال نور
TT

نور فتح الله: تصاميمي تُشبهني

من أعمال نور
من أعمال نور

قصة المصممة نور فتح الله مع الأزياء لم تأت عن سابق تصور وتصميم، بل بالصدفة عندما طلب منها أحد أقاربها العمل مساعدة للمصمم اللبناني فؤاد سركيس. وافقت على الفور، لأنها كانت تعشق الموضة منذ صغرها.
مع سركيس اكتشفت موهبتها في تصميم الأزياء، وهو ما تمخض منذ أربع سنوات عن أول مجموعة، وكانت مؤلفة من 30 قطعة من الـ«هوت كوتير» تحت اسم «إن إف باي نور».
«منذ البداية، اتخذت قراري في مقاربة روح الشباب في تصاميمي وتجديدها دائماً مستوحية أفكاري من حياتي وأسلوبي».
مزجت نور فتح الله ما بين خطوط الموضة الشرقية والغربية لتجمعها في تصاميم بسيطة تتسم بالنعومة والأنوثة، لأنها رأت أن تصاميم الـ«هوت كوتير» المطرزة بتفاصيلها الكثيرة معقدة، «لهذا تبنيت أسلوباً بسيطاً أركز فيه على القماش، الذي يفرض نفسه على التصميم.
الأقمشة التي تعتمد عليها نور هي الجاكار والبروكار والأورغانزا «أجدها مفعمة بالأنوثة وغير مستهلكة. أحب أيضاً الدانتيل والكريب».
وعن المرأة الشرقية تقول: «إنها تعرف ماذا تريد منذ اللحظة الأولى وهي صاحبة شخصية قوية تتقاطع مع خطوط الموضة باستمرار، ومن دون أن تفوت عليها أي من تفاصيلها». أما أكثر ما يلفتها في إطار الألوان فهو الأحمر و«البلو نايفي» الذي يمكن معه رسم تفاصيل صغيرة قد لا يستوعبها لون آخر. «هذه الألوان إضافة إلى الأخضر توجد في كل مجموعة من مجموعاتي وحتى لتصميم واحد أحياناً».
وفي قصات تخصصها لإبراز تفاصيل الجسم وأخرى لتترك له العنان في التحرك براحة، تدور تصاميم نور فتح الله التي ترى في أقمشة التافتا والبروكار والتول عناصر توسع آفاقها في عالم الأزياء. وفي بعض تصاميمها تركن إلى «الكشاكش» والتنورة المنسدلة ذات الخلفية الغنية بالقماش. وفي مجموعتها «فيولا» استخدمت هذه الأقمشة من التنوري وأخرى فاهية تداخلت فيها ألوانها المفضلة مع رسوم ورود نافرة لترسم فساتين امرأة حالمة. وتقول: «الرومانسية تتجلى في تصاميمي وهي تسكن في كل قطعة منها».
وبفعل ممارستها هذه المهنة في بداياتها مع المصمم فؤاد سركيس تؤكد نور فتح الله أنها تعلمت منه الكثير. «تأثرت طبعاً باسم كبير كفؤاد سركيس الذي لمع نجمه في لبنان والدول العربية والغربية. وتعلمت منه كيف يجب أن أنظر إلى جسم المرأة وأتعامل معه وكيف لديه القدرة على تحويل الأقمشة إلى ملعبه. إلا أن تصاميمي أخذت منحى مغايراً اتسم بالعصرنة والحداثة لتشبهني عن قرب».
كانت تفضل نور لو تلقت دروساً جامعية في عالم الموضة والأزياء ولكن هذا الأمر لم يحدها. «صحيح بأن العلم ضرورة في عالم الأزياء ولكني اكتسبت خبرة لا يستهان بها مع احتكاكي المباشر على الأرض».
ومن الـ«هوت كوتير» انتقلت مؤخرا إلى عالم الـ«كاجوال». «إنه عالم بحد ذاته ومغاير تماما عن الـ(هوت كوتير) وأصفه بـ(المغامرة) التي لا نعرف نتائجها سلفاً وعلى المدى القريب. ولكني شققت طريقي فيها بقوة واليوم تصاميمي الـ(كاجوال) كما (الكوتير) معروفة في دول الخليج وبعض البلدان الأوروبية». وهي تقدم من خلالها تصاميم تناسب المرأة العملية والأنيقة معا. وتستخدم الياقات العريضة في القمصان والجاكيتات المطرزة على الأكمام تارة والفساتين المتوسطة الطول بقصّاتها الضيقة على الخصر تارة أخرى.
تبتعد نور فتح الله عن الجنون في التصميم وتقول: «الإبداع لا يرتكز فقط على الجنون فأنا أحلق مع تصاميمي إلى عالم امرأة يشبهني لأبرز جمالها من منظاري الخاص وأتوجها بلمسة تعبق بالأنوثة».



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.