دعوات مكثفة لإعدام متهم بقتل شاب قاوم التحرش في مصر

تعاطف كبير مع أسرة «ضحية الشهامة»

محمود البنا الذي قُتل على يد مجموعة من الشباب
محمود البنا الذي قُتل على يد مجموعة من الشباب
TT

دعوات مكثفة لإعدام متهم بقتل شاب قاوم التحرش في مصر

محمود البنا الذي قُتل على يد مجموعة من الشباب
محمود البنا الذي قُتل على يد مجموعة من الشباب

وسط حالة كبيرة من التعاطف مع أسرة «ضحية الشهامة» - كما لقبه المتعاطفون - محمود سعيد البنا (17 سنة) الطالب في المرحلة الثانوية، الذي اتهمت السلطات بعض أقرانه بقتله في محافظة المنوفية (دلتا مصر)، كثّف عدد كبير من المصريين من دعوات إعدام القاتل الشاب، حتى «يكون عبرة لغيره»، وتصدر هاشتاغ (إعدام_راجح_حق_محمود_البنا_فين) أمس، موقع «تويتر» في مصر، لمطالبة السلطات المصرية بإعدام القاتل.
واهتمت وسائل الإعلام المصرية بالقضية، ونقلت تعاطفا مع أسرة الضحية، وأشادت بموقف المجني عليه الأخلاقي لدفاعه عن إحدى الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش.
وعلق محمود صلاح من المنوفية على صفحته على موقع «تويتر»: «حق محمود البنا لازم يرجع... من قتل يقتل». كما طالب والد القتيل بالقصاص من قتلة ابنه، نافيا تعرضه لضغوط من أسرة القاتل للتراجع عن مقاضاة ابنهم.
يأتي ذلك بعدما ذكر محامون وخبراء قانون مصريون أنّ الجاني الرئيسي لن ينال عقوبة الإعدام لأنّه سيحاكم بموجب قانون الطفل لأن عمره أقل من 18 سنة.
وتفجرت أحداث القضية التي انشغل بتفاصيلها الرأي العام المصري على مدار الأيام الماضية، عندما تلقى والد الضحية (محمود البنا) نبأ يفيد بنقل ابنه إلى المستشفى، إثر إصابته بطعنات متفرقة في جسده، على يد أربعة شباب قبل أن يفارق الحياة.
ووفق تحريات أجهزة الشرطة المصرية فإنّ القاتل توعد الضحية عبر رسائل تهديد إلكترونية بعد دفاعه عن إحدى فتيات الجيران، التي حاول المتهم التحرش بها.
وأمر النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، بإحالة محمد أشرف راجح وثلاثة آخرين «محبوسين»، إلى محاكمة جنائية عاجلة لاتهامهم بقتل محمود محمد سعيد البنا عمداً مع سبق الإصرار والترصد في القضية رقم 14568 جنح تلا (المنوفية) لسنة 2019.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن تفاصيل واقعة القتل المثيرة، في بيان صحافي قالت فيه إنّ «الحادثة بدأت عندما استاء المجني عليه من تصرفات المتهم قِبَل إحدى الفتيات، فنشر منشوراً على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) أثار غضب المتهم، فأرسل الأخير إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد والوعيد».
وأضافت النيابة العامة أنّ «المتهم الرئيسي اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتل (محمود)، وأعدوا لذلك مطاوي، وعبوات تنفث مواد حارقة للعيون، وتربص المتهمان محمد راجح وإسلام عواد بالمجني عليه في موضع قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا في محافظة المنوفية، وما إن ابتعد المجني عليه عن تجمع لأصدقائه، حتى تكالبا عليه، فأمسكه الأول وأشهر المطواة، بينما نفث الثاني على وجهه المادة الحارقة، وعلت أصواتهم حتى سمعها أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه وخلصوه من بين أيديهم».
ووفق بيان النيابة فإنّ «المجني عليه حاول الهرب من الجناة، لكن تبعه المتهم الثالث وأشهر مطواة في وجهه أعاقت هربه وتمكن على إثرها من استيقافه، ليعاجله المتهم الأول بضربة بوجنته اليمنى أتبعها بطعنة بأعلى فخذه اليسرى وذلك بعدما منعوا أصدقاءه من نجدته مستخدمين المادة الحارقة؛ ليتركوه مثخناً بجراحه».
وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه اليسرى هي التي تسببت في وفاته.
ونفى والد الفتاة التي تعرضت للتحرش على يد المتهم أن تكون ذهبت للمحكمة وشهدت بأن القاتل خطيبها كما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنّ ابنته لم تستدع للشهادة، وأنّ أسرته تحترم وتقدر شهامة وأخلاق المجني عليه الذي دافع عن ابنته.
وكتب الصحافي سامي عبد الراضي، رئيس قسم الحوادث في جريدة «الوطن» المصرية أمس، على صفحته على موقع «فيسبوك»: «انتشر هاشتاغ مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم تزوير تاريخ ميلاد الشاب محمد راجح، ليهرب من حكم الإعدام، والحقيقة أنّه من المستحيل التزوير، فليس هناك أي شخص في الأمن أو النيابة يستطيع المجازفة باسمه أو وظيفته من أجل شخص قاتل».
وطالب الخبير القانوني هاني تمام بـ«تعديل قانون الطفل لتحقيق العدالة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يجب الاستجابة للمطالبات المتكررة التي نادى بها كثير من أهالي الضحايا في السنوات الأخيرة بعد جرائم ارتكبها أشخاص صُنّفوا أطفالا». وقال إنّ قضية (ضحية الشهامة) سيطبق فيها أقصى عقوبة وهي الحبس لمدة 15 سنة بموجب القانون لأنّ مرتكب الجريمة الرئيسي لم يبلغ 18 سنة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».