توصيات «ماكينزي» ومبادرة حكومية توفر 3850 فرصة عمل في لبنان

TT

توصيات «ماكينزي» ومبادرة حكومية توفر 3850 فرصة عمل في لبنان

أحصت وزارة الصناعة اللبنانية، بالتعاون مع جمعية الصناعيين، 3850 فرصة عمل شاغرة في القطاع، في ظل ارتفاع نسبة البطالة في لبنان بشكل غير مسبوق، مدفوعة بتوصيات شركة «ماكينزي» ومبادرة الحكومة لحماية الصناعات الوطنية.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يعاني فيه الاقتصاد اللبناني أزمات بالجملة، سببها الأول أن لبنان بلد مستهلك والقطاعات الإنتاجية مهمشة فيه، وأهمها الصناعات الوطنية والمحلية. ووفق تقرير «ماكينزي» فإن 195 ألف لبناني يعتاشون من الصناعة فقط.
والفرص الجديدة في القطاع الصناعي، ستكون في متناول الشباب اللبناني، حسب ما يقوله رئيس جمعية الصناعيين، فادي الجميل، لـ«الشرق الأوسط»، من غير أن ينفي أن «بعض المهارات تحتاج إلى تدريب، ولذلك سيتم التعاون مع برنامج التعليم التقني والمهني لإنشاء مراكز في مناطق التجمع الصناعي، وهناك حتماً الوظائف التي تناسب أصحاب الشهادات من إداريين وتقنيين وغيرها كثير».
أما بالنسبة إلى الراتب أو الأجر، فإنه «سيكون مقبولاً بالطبع، ووفق ما هو متعارف عليه في السوق».
وأعلن وزير الصناعة وائل أبو فاعور تلك الأرقام، بعد لقائه وفداً من جمعية الصناعيين. وتتوفر الوظائف الشاغرة في أكثر من 75 مصنعاً ومعملاً في مختلف القطاعات الصناعية وفي مختلف المناطق اللبنانية. وبحسب ما أكده أبو فاعور، فإن 1850 من هذه الفرص موجودة في معامل ومصانع وعناوين محددة، وما يقارب 1500 فرصة عمل في قطاع الألبسة، مثل العمل في الخياطة والتطريز، و500 فرصة عمل في مجال صناعة الأحذية.
وطُرحت تساؤلات كثيرة أخيراً حيال مدى انعكاس حملة وزارة العمل التي هدفت إلى تنظيم اليد العاملة الأجنبية، على توفر هذه الفرص في الوقت الراهن في القطاع الصناعي. ويقول الجميل لـ«الشرق الأوسط»، إن المهن المتوفرة «لم يكن يعمل في جميعها عمال أجانب، لا سيما في الإدارة والأعمال التقنية، قبل أن تصبح شاغرة». وإذ لم ينكر الجميل أهمية حملة وزارة العمل، قال: «نحن كصناعيين كنا من أبرز الداعمين لها؛ لكن هناك أموراً كثيرة تزامنت بعضها مع بعض، وأنتجت توفر هذه الفرص، منها ما ورد في توصيات (ماكينزي) ومبادرة الحكومة لحماية الصناعات الوطنية، ونشاط وزير الصناعة لتحفيز القطاعات الإنتاجية، وعلى رأسها الصناعة. هذه العوامل سمحت بتوفر هذه الفرص، وبالتالي وجود مقاربات جديدة في النظرة إلى دور القطاع الصناعي، الأمر الذي حفز الصناعيين».
وتشير التقديرات إلى أن هذه الوظائف تقسم بحسب التوصيف الوظيفي إلى 926 لعمال تقنيين وفنيين في مجالات مثل الكهرباء والإلكترونيات والصيانة، و400 لخبراء الغذاء، و238 للعمال العاديين في المصنع، مثل التغليف وخدمات التوصيل، و161 لعمال العتالة والتنظيف، و100 للموظفين الإداريين، مثل المحاسبين والمشرفين والمدققين، و25 لسائقين.
ولفت الجميل إلى أن «الصناعة تخلق فرص عمل، ليس فقط في القطاع الصناعي وإنما في القطاعات الأخرى، مثل المصارف والنقل والإعلانات والأمن والصيانة وغيرها كثير، إذ إن الحركة الاقتصادية الصناعية تساهم في تحريك باقي القطاعات. والصناعيون برهنوا على أنه عندما يكون هناك تجاوب مع مطالبهم فإنهم يبادرون بتوفير الفرص».
وكان أبو فاعور قد كشف في يوليو (تموز) الماضي، خلال إطلاق «الحملة الوطنية لدعم الصناعة اللبنانية»، عن ارتفاع قيمة الصادرات في النصف الأول من عام 2019 إلى 660 مليون دولار، بزيادة 4 في المائة عن العام الماضي، لافتاً إلى أن «لبنان لديه قدرات سمحت بتصدير ما قيمته 4.5 مليار دولار في عام 2011».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.